مشترو النفط في الهند يتحركون بكل السبل لتعويض الشحنات الروسية
تسارع شركات تكرير النفط في الهند لتأمين جميع الخيارات المتاحة لتعويض الإمدادات الروسية التي تأثرت بالعقوبات الأميركية الأخيرة، حيث تلجأ الشركات إلى السوق الفورية، وتسعى في الوقت نفسه إلى تأمين إمدادات طويلة الأجل من المنتجين في الشرق الأوسط.
أصدرت شركات التكرير الحكومية سلسلة من المناقصات الفورية خلال الأسابيع الأخيرة لشراء النفط من مختلف أنحاء العالم بما في ذلك الشرق الأوسط وأفريقيا والولايات المتحدة. ومن المقرر تحميل بعض الشحنات في وقت مبكر من فبراير، ما يعكس مدى الإلحاح لتعويض الإمدادات الروسية التي أصبحت الهند تعتمد عليها.
يتناقض هذا الاستعجال مع تصريحات المسؤولين الحكوميين البارزين الذين أعربوا مراراً عن ثقتهم في استمرار تدفق النفط الروسي بمجرد أن تعيد موسكو تنظيم أسطول الظل التابع لها، وتتحايل على قائمة التدابير الطويلة التي أُعلنت في وقت سابق من هذا الشهر.
الهند والتفاوض مع السعودية وأبوظبي
مع بدء الشركات الهندية محادثات مع السعودية وأبوظبي هذا الأسبوع، يتوقع المتداولون أن تكون المناقشات دقيقة بين شركات التكرير والبلدين المنتجين من “أوبك”. ويعود المشترون إلى الموردين التقليديين بعقود طويلة الأجل بعد قضاء عامين في التركيز على شراء النفط الروسي منخفض التكلفة بشكل انتقائي.
وعلى الرغم من أن واشنطن قد لا تتمكن من فرض جميع العقوبات على المتداولين والناقلات الروسية وغيرها، إلا أن خوف شركات التكرير من الوقوع في عقوبات قد يدفع الهند لمواجهة تحديات في تعويض ما يصل إلى 1.8 مليون برميل يومياً من النفط الروسي، أي ما يعادل ثلث واردات البلاد الإجمالية. وهو تحدٍ كبير حتى في سوق النفط التي تشهد وفرة في المعروض، بحسب المتداولين. الذين أشاروا أيضاً إلى أن العلاقات ستحتاج إلى تقوية من جديد مع إعادة توجيه الشحنات.
اقرأ المزيد: عطش النفط يصيب المصافي الحكومية الهندية مع شح إمدادات روسيا
محادثات أرامكو و”أدنوك” مع الهند
تُجري “أرامكو” السعودية محادثات إمداد مع شركات التكرير الهندية بشأن مبيعات السنة المالية 2025-2026، وفقاً للمتداولين. كما تم التواصل مع “أدنوك” الإماراتية، حيث طلبت إحدى شركات التكرير المملوكة للدولة مزيداً من الشحنات من الشركة، بحسب أحد المتداولين.
واقترح وزير النفط الهندي هارديب سينغ بوري إمكانية أن تستورد الهند مزيداً من النفط من الولايات المتحدة، مشيراً إلى خطط إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب لزيادة الإنتاج. كما قال إن شركات النفط الهندية ستوقع اتفاقاً مع الأرجنتين، وهو ما يشكك فيه المتداولون، قائلين إنه بعيد عن تحقيق أي إمدادات نفطية في الوقت الحالي.
قال بوري في إحدى فعاليات الصناعة هذا الأسبوع: “نحن منفتحون على أي جهة يمكنها توفير الإمدادات”.
واحتلت روسيا المركز الأول كأكبر مورد نفط للهند من حيث الحجم العام الماضي، وفقاً لشركة التحليلات “كيبلر” ، متفوقةً على العراق والسعودية. ويمثل هذا تحولاً كبيراً مقارنة بعام 2021، قبل الحرب، عندما كانت العراق والسعودية والإمارات أكبر ثلاثة موردين للهند، في حين كانت التدفقات من روسيا شبه معدومة.