مسؤولون تنفيذيون بقطاع العملات المشفرة يحذرون من أضرار عملتي ترمب
أثار إطلاق دونالد ترمب وزوجته ميلانيا ترمب عملتي ميم رقميتين انتقادات من رؤساء تنفيذيين في قطاع العملات المشفرة كانوا ينتظرون تعاملاً أكثر جدية مع قطاع الأصول الرقمية من الإدارة الأميركية الجديدة للرئيس الجمهوري.
أعلن الرئيس المنتخب عن عملة “ترمب” الرقمية يوم الجمعة، فيما أعلنت زوجته عن إطلاق عملة “ميلانيا” يوم الأحد. قفزت القيمة السوقية لعملة “ترمب” إلى 15 مليار دولار قبل أن تتراجع لفترة وجيزة دون 8 مليارات دولار عندما استحوذت عملة “ميلانيا” على بعض الاهتمام، بحسب موقع “كوين ماركت كاب” (CoinMarketCap).
قطاع عملات الميم، الحافل بالعملات الرقمية التي تتخذ رموزاً ساخرة -مثل “دوج كوين” (Dogecoin)- ولا تقدم قيمة جوهرية تذكر وتتسم بتقلبات كبيرة، مثير للانقسام إذ يذكي الانتقادات الموجهة إلى القطاع الناشئ بأنه سطحي وينطوي على مخاطر أكبر من اللازم بالنسبة للمستثمرين التقليديين. وتعتمد عملات الميم على الدعم من منصات التواصل الاجتماعي الذي يمكن أن يختفي بنفس السرعة التي ظهر بها.
عملتا “ترمب” و”ميلانيا” عقبة أمام العملات المشفرة
في حين أن أحدث مغامرة لترمب في قطاع العملات المشفرة حفزت المضاربات بشكل كبير -بتكوين قفزت لمستويات قياسية جديدة يوم الاثنين قبل ساعات من مراسم التنصيب- قال بعض المسؤولين التنفيذيين إن ضررها أكبر من نفعها في قطاع يسعى لإعادة بناء سمعته. وأضافت العملة الجديدة مكاسب سريعة، دفترية على الأقل، بمليارات الدولارات إلى الكيانات المرتبطة بترمب في الوقت الذي ترد فيه أنباء عن اعتزام ترمب إصدار أمر تنفيذي يصنف هذه الفئة من الأصول بأنها “أولوية قومية”.
روب هاديك، الشريك العام في “دراغون فلاي” (Dragonfly Capital) شركة رأس المال الجريء التي تركز على قطاع العملات المشفرة، قال إن إطلاق عملتي الميم خلال نهاية الأسبوع “من الواضح أنه يمثل عقبة يتعين علينا التغلب عليها بصفتنا مطورين للقطاع”.
وبلغت القيمة السوقية لعملة ترمب ما يقل قليلاً عن 11 مليار دولار عند الساعة 11 صباحاً بتوقيت لندن، بحسب بيانات “كوين ماركت كاب”.
اقرأ المزيد: تهافت على عملة مشفرة يروج بأنها تحمل اسم ترمب يقفز بسعرها
تحذيرات من احتمالات الانهيار
كان القطاع يتأهب للتركيز على الخطوات المتوقع أن يتخذها ترمب لدعم نمو الصناعة على نطاق أوسع بعد تنصيبه يوم الاثنين، بدلاً من إصدار عملتين جديدتين.
وأمضى المسؤولون التنفيذيون في القطاع العامين الماضيين في مواجهة إجراءات صارمة من لجنة الأوراق المالية والبورصات الأميركية في أعقاب انهيار منصة “إف تي إكس” التابعة لسام بانكمان فريد الذي تسبب في فوضى كبيرة.
في منشور على منصة “إكس”، كتب بالاجي سرينيفاسان، المستثمر وكبير مسؤولي التكنولوجيا السابق في منصة تداول العملات المشفرة الأميركية “كوين بيس غلوبال” (Coinbase Global)، قائلاً إن عملات الميم تعتبر بمثابة “يانصيب” بلا قيمة، حيث “تنهار الأسعار في نهاية المطاف ويخسر أحدث المشترين كل أموالهم”.
وفي منشور منفصل، أشار مؤسس شركة “سكاي بريدج كابيتال” (SkyBridge Capital) أنتوني سكاراموتشي إلى أن إطلاق عملة “ميلانيا” أدى إلى انخفاض عملة “ترمب”.
شغل سكاراموتشي منصب مدير الاتصال لدى ترمب لفترة وجيزة في 2017 خلال ولايته الأولي، قبل أن يُقال ويتحول لأحد أشد منتقدي ترمب.
مزيد من التداعيات
من جهته، قال غابور غورباكس، الذي شغل منصب مدير استراتيجية الأصول الرقمية بشركة الاستثمار “فان إيك” (VanEck) حتى العام الماضي وهو مؤسس شركة “بوينتس فيل” (PointsVille)، إن إصدار عملتي الميم “أفقد الولايات المتحدة والرئيس وعائلته كثيرا من المصداقية”.
وكتب غورباكس في منشور على منصة “إكس” أن تبعات إطلاق العملتين لم “تبدأ في الظهور بعد”، ودعا ترمب إلى إقالة مستشاريه لقطاع العملات المشفرة.
لم يرد ممثلو ترمب على طلبات للتعليق على الانتقادات التي وجهها عدد من الرؤساء التنفيذيين إلى عملتي الميم.
مساعٍ سابقة لترمب في قطاع العملات المشفرة
اعتاد ترمب التشكيك في قطاع العملات المشفرة، لكنه غيّر موقفه بعد أن ضخ القطاع مبالغ ضخمة لتمويل حملته الانتخابية. ويخطط حالياً لجعل الولايات المتحدة المركز الرئيسي لقطاع الأصول الرقمية العالمي، كما أيّد فكرة تكوين احتياطي وطني من “بتكوين”.
اقرأ المزيد: عملة ترمب المشفرة تحقق أرباحاً مليارية
شملت محاولات ترمب السابقة في قطاع العملات المشفرة مجموعات مربحة من الرموز غير القابلة للاستبدال، وتذكارات رقمية تظهره في مجموعة متنوعة من الأوضاع والملابس، كما دعم مع أبنائه “وورلد ليبرتي فاينانشيال” (World Liberty Financial)، المشروع الذي حظي بضجة إعلامية كبيرة، لكن لم يُكشف عن الكثير من تفاصيله حتى الآن.
أشارت كارولاين مورون، الشريكة المؤسسة لشركة “أوربت ماركتس” (Orbit Markets) التي تزود السيولة لمشتقات العملات المشفرة، إلى أن الدراما التي شهدها قطاع عملات الميم خلال نهاية الأسبوع شكلت تحولاً مفاجئاً كبيراً في الأحداث “لم يتوقعه قطاع العملات المشفرة”.
وأضافت: “أفترض أنه كان من المتوقع اتباع سياسة أكثر تقليدية، وربما سيحدث ذلك خلال الفترة المقبلة”.