اخر الاخبار

مخاوف الإغلاق والرسوم الجمركية الجديدة تحد من مكاسب وول ستريت

ارتفعت الأسهم الأميركية يوم الاثنين، مستهلةً الأسبوع بأداء إيجابي، حتى مع كبح المخاوف بشأن التعريفات الجمركية الجديدة واحتمالية إغلاق الحكومة وترقب بيانات اقتصادية رئيسية، لمسيرة المكاسب.

أغلق مؤشر “إس أند بي 500” مرتفعاً بنسبة 0.3%، بقيادة قطاعي السلع الاستهلاكية والتكنولوجيا. وكان قطاع الطاقة الأسوأ أداءً بين 11 قطاعاً في السوق، حيث انخفضت أسعار النفط الخام تحسباً لزيادة أخرى في الإنتاج من طرف تحالف “أوبك+” في نوفمبر، مما فاقم المخاوف بشأن تخمة المعروض. وقادت شركة “روبن هود ماركتس” مكاسب المؤشر، مدعومةً بتوقعات بأحجام تداول قوية.

اقرأ أيضاً: أسعار النفط تنخفض مع توقع زيادة إمدادات “أوبك+” في نوفمبر

ارتفع مؤشر “ناسداك 100″، الذي يهيمن عليه قطاع التكنولوجيا، بنسبة 0.4%، بينما ارتفع مؤشر “داو جونز الصناعي” بنسبة 0.2%.

أسهم التكنولوجيا تتحمل العبء

قال آدم كريسافولي، مؤسس شركة “فايتال نولدج” (Vital Knowledge)، في مذكرة أن أسهم التكنولوجيا “تتحمل العبء الأكبر” في الأسواق يوم الاثنين.

جاء هذا الارتفاع على الرغم من احتمالية إغلاق الحكومة الأميركية بدءاً من 1 أكتوبر، وهو أمر يتجاهله المستثمرون إلى حد كبير.

اقرأ أيضاً: ما الذي يحدث عند إغلاق الحكومة الأميركية؟

قال لويس نافيلييه، كبير مسؤولي الاستثمار في شركة “نافيلييه” (Navellier)، تعليقاً على رد فعل السوق: “يبدو أن هناك قلقاً ضئيلاً”.

من المقرر أن يجتمع كبار قادة الكونغرس مع ترمب في البيت الأبيض لمناقشة مشروع قانون إنفاق قصير الأجل قبل الموعد النهائي لتجنب الإغلاق الحكومي.

يشير التاريخ إلى أن مخاوف الإغلاق الحكومي قد تضغط على الأسهم، على الأقل على المدى القريب، وفقاً لبلومبرغ إنتليجنس. 

وقد انخفض مؤشر “إس أند بي 500” بنسبة 15% في الأسابيع القليلة الأولى من ديسمبر 2018 قبل الإغلاق الحكومي، ثم ارتفع بعد بدايته، وفقاً لما كتبه ناثان دين وجيليان وولف من بلومبرغ إنتلجنس.

في انتظار بيانات اقتصادية أميركية مهمة

على الصعيد الاقتصادي، تشمل البيانات القادمة تقرير تقرير “فرص العمل ودوران العمالة” (JOLTS) الصادر يوم الثلاثاء حول فرص العمل في الولايات المتحدة، بالإضافة إلى تقرير الرواتب غير الزراعية الصادر يوم الجمعة وأرقام ثقة المستهلك.

يراقب المتداولون سوق العمل بحثاً عن أي مؤشرات على مزيد من التدهور، مما قد يحفز المزيد من الرهانات على المزيد من تخفيضات أسعار الفائدة من الاحتياطي الفيدرالي.

اقرأ أيضاً: تباطؤ متوقع لنمو الوظائف الأميركية قبيل اجتماع الاحتياطي الفيدرالي

قال برايان نيك، رئيس استراتيجية المحافظ الاستثمارية في شركة “نيو إيدج ويلث” (Newedge Wealth) إن “إن المعنويات الإيجابية تُجاه الأسهم مرتبطة بأمل تخفيضات أسعار الفائدة، ولكن البيانات الفعلية كانت مؤخراً جيدة جداً”. وأضاف: “نشهد استمرار ارتفاع تقديرات نمو الناتج المحلي الإجمالي لعام 2026، وهذا يدعم تقديرات الأرباح التي يجب أن تتحقق لدعم الأسهم بهذه التقييمات المرتفعة”.

أوصى استراتيجيو مجموعة “غولدمان ساكس”، بمن فيهم كريستيان مولر-جليسمان، بشراء الأسهم حتى نهاية العام، مُشيرين إلى توقعات النمو المتفائلة وميل الأسهم إلى الأداء الجيد في فترات التباطؤ الاقتصادي في أواخر الدورة الاقتصادية عندما كان دعم سياسة الاحتياطي الفيدرالي قوياً.

كتب الفريق في مذكرة أن “النمو الجيد للأرباح، وتخفيف الاحتياطي الفيدرالي للسياسات النقدية دون ركود، وتخفيف السياسة المالية العالمية، سيواصل دعم الأسهم”. وأضافوا: “مع استمرار مخاطر الركود، سنشتري الأسهم عند انخفاضها حتى نهاية العام”.

التحليلات الفنية للسوق

يرى جون كولوفوس، كبير الاستراتيجيين الفنيين في شركة “ماكرو ريسك أدفايزرز” (Macro Risk Advisors)، أن مؤشر إس أند بي لا يزال متفائلاً على المدى الطويل، ولكنه ليس مضموناً تماماً. وأضاف قائلاً: “من منظور الرسم البياني المحض، لا يمكن استبعاد مرحلة توطيد قبل المرحلة التالية من الارتفاع، حيث سيكون الانخفاض دون أدنى مستوى سجله الاحتياطي الفيدرالي يوم أمس بالقرب من 6550 نقطة البداية”.

دفعت المعنويات المتفائلة تجاه الأسهم الأميركية التقييمات إلى الارتفاع. في وقت ما من الأسبوع الماضي، وصل مؤشر “إس أند بي 500” إلى مستوى لم يتجاوزه سوى انهيار فقاعة الإنترنت في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، وانتعاش الجائحة في صيف عام 2020.

لكن عدداً متزايداً من محللي وول ستريت يعتقدون أن ارتفاع التقييمات قد يكون مبرراً في سوق الأسهم الحديثة، مُشيرين إلى عوامل مثل تحسن سيولة سوق الأسهم، والارتفاع الدائم في إنتاجية الأرباح، ودورات الابتكار التي تسارعت على مر التاريخ.

على صعيد حذر، يراقب المستثمرون إعادة التوازن في نهاية الربع من صناديق التقاعد الأميركية، والتي قد تخلق بعض ضغوط البيع على الأسهم. تشير نماذج مكتب التداول في “غولدمان ساكس” إلى أن صناديق التقاعد ستبيع 19 مليار دولار من الأسهم الأميركية بنهاية الشهر. يحتل هذا المرتبة 89 بين جميع تقديرات الشراء والبيع بالقيمة الدولارية المطلقة على مدى السنوات الثلاث الماضية، والمرتبة 89 منذ يناير 2000.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *