مخاطر الصين تربك توقعات وول ستريت لإيرادات “إنفيديا”

بلغت مبيعات “إنفيديا كورب” (Nvidia Corp) في الصين مستويات جديدة من حيث التعقيد، مع تنامي آمال المستثمرين في الحصول على صورة أوضح عندما تعلن شركة تصنيع الرقائق نتائج أعمالها بعد ظهر الأربعاء.
يعاني مستثمرو “إنفيديا” وسط المخاطر التي تواجهها الشركة في الصين، في ظل تذبذب إيرادات الشركة في أكبر سوق لأشباه الموصلات في العالم. وتشير بيانات جمعتها بلومبرغ إلى أن توقعات إيرادات الشركة للربع الثالث تتباين بنحو 15 مليار دولار بين أعلى وأدنى التقديرات، أي ضعف الفجوة بين التقديرات في الربع السابق، وهي الأوسع من حيث النسبة المئوية منذ ما لا يقل عن عقد.
الأنظار على توقعات “إنفيديا” لإيراداتها من الصين
أصبحت إيرادات “إنفيديا” من الصين محل جدل منذ أن فرضت إدارة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن قيوداً على بيع الرقائق المتقدمة للذكاء الاصطناعي في البلاد عام 2022. لكن الأمر ازداد تعقيداً في عهد الرئيس دونالد ترمب، الذي أوقف مبيعات الرقائق إلى الصين في أبريل، ثم عكس القرار مطلع هذا الشهر مشترطاً حصول الحكومة الأميركية على 15% من العائدات.
وفي الوقت نفسه، أفادت تقارير بأن بكين تحث الشركات المحلية على تجنّب استخدام معالجات “إنفيديا” الأقل تقدماً من طراز “H20”.
قال مات ستوكي، رئيس محافظ الأسهم لدى “نورثويسترن ميوتوال ويلث مانجمنت” (Northwestern Mutual Wealth Management): “المشهد معقد قبيل إعلان النتائج. وأرى أن السؤال الرئيسي سيتمحور حول ما إذا كانوا سيتمكنون من إضافة إيرادات من الصين لتوجيهاتهم المستقبلية أم لا، وما إذا كان ذلك سيتوافق مع تقديرات الإجماع”.
قوة ممانعة الصين تتجلى في تعليق “إنفيديا” إنتاج رقائق H20
توقعات مبيعات “إنفيديا” في الصين تتباين بحدة بين محللي وول ستريت. فعلى سبيل المثال، يرفض المحلل لدى شركة “سسكويهانا” (Susquehanna) كريستوفر رولاند إدخال مبيعات رقائق “H20” المصممة للصين في توقعاته. بينما يرى تيموثي أركوري من “يو بي إس” أن إدراج مبيعات الصين قد يرفع توقعات “إنفيديا” بما يصل إلى 3 مليارات دولار.
ويشعر المستثمرون أصلًا بالقلق حيال تعرض شركات تصنيع الرقائق للسوق الصينية. فقبل عدة أسابيع، هبطت أسهم “أدفانسد مايكرو ديفايسز” (AMD) بأكثر من 6% بعدما فشلت الشركة في تقديم رؤية واضحة لمبيعاتها في الصين، رغم توجيهات قوية عموماً لأعمالها.
مسار الإنفاق على الذكاء الاصطناعي
باعتبارها المستفيد الأكبر من طفرة الذكاء الاصطناعي، ستخضع أرباح “إنفيديا” لتدقيق مكثف لمعرفة مسار الإنفاق على هذه التقنية.
قال براين كولييلو، استراتيجي الأسهم لدى “مورنينغ ستار إنفستمنت سيرفيسز” (Morningstar Investment Services): “يتوقع المستثمرون أن تكون النتائج والتوجيهات أفضل من الإجماع ببضعة مليارات. هناك الكثير من الأموال الساخنة في السوق، وإذا لم يرق الرقم الرئيسي للتوقعات فقد نشهد تقلبات فورية بشكل عام”.
مخاوف من هزة في السوق حال تخييب أرباح “إنفيديا” للتوقعات
إلى جانب ذلك، قد يكون للتقرير تأثير كبير على السوق الأوسع، نظراً لمكانة “إنفيديا” كأكبر شركة في العالم من حيث القيمة السوقية. فبرأسمال سوقي يبلغ 4.4 تريليون دولار، تمثل الشركة 8.1% من وزن مؤشر “إس آند بي 500″، ما يعني أن السهم قادر على تحريك السوق بأكملها. ويتوقع متداولو الخيارات تحركاً بنحو 6% صعوداً أو هبوطاً في سعر سهم “إنفيديا” في اليوم التالي للنتائج، بحسب بيانات جمعتها بلومبرغ.
توقعات نتائج أعمال “إنفيديا”
تتوقع وول ستريت أن تعلن “إنفيديا” عن إيرادات بقيمة 46.2 مليار دولار للربع الثاني وأرباح معدلة للسهم تبلغ 1.01 دولار، بارتفاع يقارب 50% عن الفترة نفسها قبل عام. أما بالنسبة للربع الثالث، فيُرجّح أن تبلغ الإيرادات حوالي 53.5 مليار دولار، مع أرباح معدلة للسهم عند 1.21 دولار.
وينتظر المحللون والمستثمرون تصريحات الرئيس التنفيذي جنسن هوانغ بشأن الصين، بما في ذلك تطوير شريحة “B30” التي قد تحل محل “H20”. ومع ذلك، فإن المبيعات في الصين ليست الأمر الحاسم لـ”إنفيديا”، إذ يبدو أن الطلب على رقائق “بلاكويل” في الأسواق الأخرى قوي بما يكفي ليتجاوز التوقعات حتى دون أي مساهمة من الصين.
مع ذلك، فإن النظرة الإيجابية إلى الصين قد تكون مفتاحاً لاستمرار ارتفاع السهم، الذي يقل سعره حالياً عن قمته القياسية بحوالي 1%، ويرتفع بنسبة 35% منذ إعلان نتائج الربع الأول في مايو.
قال ديفيد واغنر، مدير المحافظ لدى “أبتوس كابيتال أدفايزرز” (Aptus Capital Advisors): “قصة (إنفيديا) يمكن أن تستمر مع كل ما يجري. وأي إيرادات إضافية من الصين ستكون مجرد لمسة إضافية”.