يُقبل مضاربو العملات المشفرة بكثافة على سوق عقود الخيارات للتحوط ضد مزيد من الهبوط في الأسعار، وسط حالة من الترقب في الأسواق المالية قبل إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب المرتقب بشأن الرسوم الجمركية الأسبوع المقبل.
تشير بيانات بورصة عقود خيارات “ديربيت” إلى أن عقود خيارات البيع بسعر تنفيذ 80 ألف دولار هي الأكثر تداولاً بين العقود المستحقة في 4 أبريل، أي بعد يومين من موعد الإعلان المقرر الذي وعد به ترمب. ويكشف الإقبال الكبير على هذه العقود، التي تمنح حاملها الحق في البيع عند سعر محدد خلال فترة زمنية معينة، تزايد الطلب على الحماية ضد الهبوط.
انخفض سعر بتكوين 4.2% اليوم مسجلاً 83637 دولاراً، متخلياً عن جزء كبير من التعافي الذي شهدته العملة في بداية الأسبوع الحالي. تراجعت أكبر عملة مشفرة لفترة وجيزة لما دون عتبة 80 ألف دولار في 13 مارس. كما تكبدت العملات المشفرة الأصغر والأقل سيولة خسائر أكبر اليوم، إذ تراجعت كلٌ من “إيثر” و”إكس أر بي” وعملة “إس إو إل” التابعة لـ”سولانا” بنحو 7%.
عقود خيارات بتكوين
أوضحت كارولين مورون، الشريكة المؤسسة في شركة “أوربيت ماركتس” (Orbit Markets)، أن مؤشر انعكاس المخاطر -الذي يقيس الفارق بين عقود خيارات الشراء وعقود خيارات البيع عند دلتا 25 (أي عندما تساوي دلتا، التي تمثل التغير في القيمة، 0.25 من السعر الأصلي)- وصل إلى أعلى مستوى له من حيث التكلفة لعقود 4 أبريل، ما يبرز المعنويات السلبية في السوق. يُستخدم مقياس انعكاس المخاطر كاستراتيجية لشراء عقد خيار شراء مع بيع عقد خيار بيع بنفس تاريخ الانتهاء، بهدف الحد من مخاطر التراجع.
أما نسبة عقود خيارات البيع إلى عقود خيارت الشراء المستحقة في 4 أبريل على منصة “ديربيت” فتبلغ 1.4، ما يعكس تفضيلاً واضحاً لعقود البيع، التي توفر الحماية ضد انخفاض الأسعار. أظهرت أسواق أخرى، مثل الذهب، مؤشرات مشابهة على تزايد المخاوف في السوق.
قال أوغستين فان، الشريك في “سيغنال بلس” (SignalPlus): “ارتفع سعر الذهب الفوري إلى مستوى قياسي جديد متجاوزاً 3080 دولاراً، في إشارة إلى تفاقم العزوف عن المخاطر على نطاق واسع، بينما وصلت فروق السعر لعقود خيارات البيع لبتكوين إلى مستويات عالية مؤقتة مقارنة بعقود خيارات الشراء، ما يعكس تأهب المتداولين بالكامل لنتيجة هبوطية في المستقبل القريب”.
مخاوف الحرب التجارية
وقع الرئيس دونالد ترمب أمس الأول أمراً بفرض رسوم جمركية 25% على واردات السيارات وقطع الغيار، على أن يدخل القرار حيز التنفيذ في 3 أبريل المقبل، ما يزيد من حالة عدم اليقين في الأسواق.
حذر سامر حسن، كبير محللي الأسواق في شركة “إكس إس.كوم” (XS.com): “قد تؤدي هذه الرسوم إلى إجراءات انتقامية، ما يفاقم التوترات ليس فقط مع الولايات المتحدة، ولكن أيضاً بين شركاء تجاريين عالميين آخرين. يوجد خطر حقيقي من اندلاع حرب تجارية شاملة، وقد تسفر عن مزيد من الاضطرابات في الأسواق”.
الانتصارات التجارية السابقة لترمب أسهمت في دفع سعر “بتكوين” إلى مستوى قياسي بلغ 109241 دولاراً في يناير الماضي، لكن التداعيات الناجمة عن سياساته التجارية المستمرة -لا سيما مع حلفاء مقربين مثل كندا والمكسيك- تسببت في حركة تصحيحية محت ما يزيد عن 20% من سعر أكبر الرموز المشفرة.
