ما لا تعرفه عن لاري إليسون أحدث منافس على قمة أثرياء العالم

أصبح لاري إليسون، لفترة وجيزة، أغنى شخص في العالم للمرة الأولى بعدما قفزت ثروته 101 مليار دولار في الساعة 10:10 صباح الأربعاء بتوقيت نيويورك، لتبلغ 393 مليار دولار، متفوقاً على إيلون ماسك.
جاءت القفزة في ثروة إليسون- البالغ 81 عاماً- نتيجة صعود أسهم “أوراكل”، الشركة التي شارك في تأسيسها ويشغل فيها حالياً منصبي رئيس مجلس الإدارة وكبير مسؤولي التكنولوجيا، بعد الإعلان عن نتائج فصلية فاقت توقعات المحللين. وشهدت مطورة البرمجيات أكبر ارتفاع لأسهمها منذ 1992، وحققت أكبر صعود للقيمة السوقية خلال جلسة تداول واحدة في التاريخ.
وفقاً لمؤشر “بلومبرغ” للمليارديرات، تبلغ ثروة إليسون حالياً 383 مليار دولار، متراجعاً إلى المركز الثاني في ترتيب أغنى الأشخاص في العالم.
بداية صعبة لمسيرة باهرة
وُلد لورانس –لاري- إليسون في 17 أغسطس 1944 في منطقة برونكس في نيويورك، وأصيب بالتهاب رئوي في عمر 9 شهور فقط، ما دفع والدته إلى إرساله إلى شيكاغو ليتبناه أقاربها هناك.
اقرأ أيضاً: قيمة “أوراكل” السوقية تتجاوز “جيه بي مورغان” بفضل الخدمات السحابية
ترك إليسون الدراسة بجامعة إلينوي بعد وفاة والدته بالتبني، ثم عاد إلى الدراسة مرة أخرى لكن في جامعة شيكاغو، إلا أنه تركها أيضاً بعد فصل دراسي واحد.
انتقل إليسون إلى بيركلي بولاية كاليفورنيا في 1966، حيث تنقل بين وظائف في عدة شركات، من بينها “ويلز فارغو”، ومُصنعة الحواسيب الرئيسية “أمدال” (Amdahl). كما عمل في البرمجة لدى “أمبيكس” (Ampex)، وهناك، شارك في تطوير قاعدة بيانات لصالح وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (CIA)، أُطلق عليها الاسم الرمزي “أوراكل”.
لاري إليسون و”أوراكل”
أسس إليسون بالشراكة مع بوب ماينر وإد أوتس “سوفت وير ديفلوبمنت لابراتوريز” في 1977، وغيرت الشركة اسمها إلى “ريلاشنال سوفت وير” في 1979، ثم “أوراكل” في 1982. وُطرحت أسهم الشركة للاكتتاب العام في 12 مارس 1986.
وفي 2014، تنحى إليسون من منصب الرئيس التنفيذي ليتولى رئاسة مجلس إدارة “أوراكل” ومنصب كبير مسؤولي التكنولوجيا.
بذخ في الإنفاق
نصح أحد المحاسبين، في رسالة إلكترونية في 2002، إليسون بضرورة “تحديد ميزانية ووضع خطة للإنفاق”، لأن من الصعب الاستمرار في وتيرة إنفاقه.
اقرأ أيضاً: لاري إليسون يزاحم إيلون ماسك على لقب أغنى شخص في العالم
يملك إليسون مجموعة رائعة من ساعات “ريتشارد ميل” (Richard Mille)، التي تبدأ أسعارها من 100 ألف دولار، وقد تصل إلى مليون دولار في بعض الحالات. كما اشترى بطولة “إنديان ويلز” للتنس في 2009 مقابل 100 مليون دولار، حسبما يُشاع.
كما شارك الملياردير الشغوف بسباق اليخوت في تمويل فريق “بي إم دبليو أوراكل ريسنغ”، الذي فاز بكأس أميركا في 2010. ونجح فريقه “أوراكل تيم يو إس إيه” في الدفاع عن لقب كأس أميركا في أكتوبر 2013، بعد فوزه على الفريق النيوزيلندي.
اشترى إليسون 98% من جزيرة لاناي في هاواي في 2012، حيث يقيم بشكل دائم، مقابل 300 مليون دولار.
وأنفق الملياردير مئات ملايين الدولار على شراء عقارات فاخرة خلال العقد الماضي، من بينها في ماليبو ورانشو ميراج بولاية كاليفورنيا، وقصر بيتشوود في نيوبورت بولاية رود آيلاند، فضلاً عن عقار في منطقة خليج سان فرانسيسكو مستوحى من العمارة الإقطاعية اليابانية في القرن السادس عشر.
تبرعات خيرية
لكن هناك جانب آخر من إنفاق رئيس مجلس إدارة “أوراكل”، فتشير قائمة “فوربس” للتبرعات الخيرية التي قدمها أغنى 400 أميركي في 2004 إلى أن إليسون تبرع بمبلغ 151 مليون دولار، ما يناهز 1% من ثروته الشخصية. كما أعلن في 2010 انضمامه إلى مبادرة “تعهد العطاء” (Giving Pleadge)، متعهداً بالتبرع بنسبة 95% من ثروته قبل وفاته.
عدّل إليسون دعمه للمبادرة في منتصف يوليو الماضي، وأعلن عن ذلك في منشور على منصة “إكس” (تويتر سابقاً)، أعرب فيه عن إيمانه المستمر بأهمية ممارسة الأعمال الخيرية عبر تقديم التبرعات إلى المنظمات غير الحكومية التي تسعى وراء المنفعة العامة، مضيفاً أن هناك سبلاً أخرى يمكن من خلالها استثمار المزيد من الوقت والموارد للعطاء للعالم الذي نعيش فيه، وأن عائلته أسست معهداً تكنولوجياً جديداً بالشراكة مع جامعة أكسفورد باسم “معهد إليسون للتكنولوجيا”.
وتشمل الأهداف الإنسانية للمعهد، بحسب المنشور، إحداث تغيير جذري في الرعاية الصحية عبر تطوير وتوزيع جيل جديد من الأدوية المُنقذة للحياة، ومكافحة الجوع في العالم عبر هندسة محاصيل أعلى إنتاجية، وإبطاء تغير المناخ من خلال تطوير أنظمة فعالة لتوليد الطاقة النظيفة وتخزينها.