ما تأثير التوافق التجاري بين أميركا والصين على الأسواق العالمية؟

اتسمت المحادثات بين الولايات المتحدة والصين التي جرت مؤخراً بالإيجابية، إذ توصل الجانبان إلى تفاهمات بشأن مجموعة من القضايا الخلافية، ما يمهّد السبيل أمام كل من دونالد ترمب وشي جين بينغ لإبرام اتفاق نهائي هذا الأسبوع، وفقاً لمحللين.
بعد يومين من المحادثات في ماليزيا انتهيا الأحد، قال مسؤول صيني إن الجانبين توصلا إلى توافق مبدئي حول موضوعات تشمل ضوابط التصدير ومادة الفنتانيل والرسوم المفروضة على الشحن.
ارتفع مؤشر “هانغ سنغ تشاينا إنتربرايزز” بنسبة وصلت إلى 1.3% يوم الاثنين، في حين صعد مؤشر “سي إس آي 300” داخل الصين بنسبة بلغت 1%، وارتفع المؤشر الأوسع “إم إس سي آي آسيا والمحيط الهادئ” بنسبة 1.5% مسجلاً مستوى قياسياً جديداً خلال الجلسة. وتراجع مؤشر الدولار أمام العملات الرئيسية.
اقرأ المزيد: أميركا والصين تمهدان الطريق لاتفاق تجاري شامل بين ترمب وشي
ماذا يقول المحللون؟
تشارو تشانانا، كبيرة استراتيجيي الاستثمار في “ساكسو ماركتس” (Saxo Markets) في سنغافورة:
-
“يبدو أن هذه نتيجة تبدو رابحة للطرفين، فالولايات المتحدة تخفف من مخاطر التضخم واضطرابات سلاسل التوريد المرتبطة بالعناصر الأرضية النادرة والإلكترونيات، بينما تتجنب الصين الرسوم الجمركية الواسعة وتحافظ على قنوات التصدير مفتوحة. لكن إلى أن يوقع الزعيمان الاتفاق في القمة، فإن ما تحقق هو تمديد للهدنة لا اختراق فعلي”.
-
من الجانب الصيني، المستفيدون المحتملون هم المصدّرون ومصنّعو الأجهزة وسلاسل توريد السيارات الكهربائية وقطاعات الخدمات اللوجستية والمنصات الإلكترونية، بينما قد يتأخر أداء شركات تعدين العناصر النادرة إذا تم تأجيل القيود على الصادرات.
-
في الولايات المتحدة، قد تستفيد شركات الأجهزة التقنية وأشباه الموصلات من وضوح أكبر في سلاسل التوريد وتراجع ضغوط التضخم.
اقرأ أيضاً: ترمب يأمل التوصل لاتفاق “كامل” مع الصين خلال لقائه مع شي
ديلين وو، استراتيجي في “بيبرستون غروب” (Pepperstone Group):
-
“رد الفعل على المدى القصير قد يكون متفائلاً بحذر”.
-
من المرجح أن تستفيد الأسهم الآسيوية والصينية، خصوصاً في قطاعات التكنولوجيا والتصنيع والتصدير. وقد تسجّل المؤشرات الرئيسية مثل “هانغ سنغ” مكاسب، في حين قد يشهد اليوان الخارجي ارتفاعاً طفيفاً أمام الدولار، ما يعكس تحسناً في شهية المخاطرة.
-
ستظل السوق تترقب نتائج اجتماع ترمب وشي، “لذا فإن أي مكاسب ستكون محدودة، وتعكس تحسناً في معنويات الأصول عالية المخاطر أكثر من كونها قفزة كبيرة في الأسواق”.
هيبي تشين، محللة في “فانتدج ماركتس” (Vantage Markets) في ملبورن:
-
“إشارة واضحة لإنهاء الاضطراب الجمركي المستمر منذ أشهر هي تماماً ما يحتاجه الطرفان حالياً — بالنسبة لترمب، الأمر يتعلق بتهيئة ساحة المعركة الجمركية للمضي قدماً في المرحلة التالية من السياسة، أما بالنسبة لشي، فهي ضرورة اقتصادية وسياسية لإنهاء شدٍّ وجذب طال أمده ولم يعد قادراً على تحمله”.
-
“من شأن هذا الانفراج الدبلوماسي أن يمنح الأسهم الصينية موجة انتعاش، تقودها قطاعات التكنولوجيا والصادرات، مع تسعير المستثمرين لتراجع المخاطر القريبة الأجل”.
-
“رغم أن الاجتماع النهائي قد يكون رمزياً أكثر من كونه لحظة حاسمة في التفاوض، فإن تجاوز هذه العقبة -ولو مؤقتاً- يساعد على استعادة الثقة في الأسهم الأميركية والآسيوية على حد سواء”.
قد يهمك: الأسهم الآسيوية وأسعار السلع الأساسية ترتفع بدعم من التفاؤل التجاري
شن منغ، مدير بنك الاستثمار “شانسن آند كو” (Chanson & Co) ومقره بكين:
-
“رغم أن تفاصيل المفاوضات لم تُكشف رسمياً، إلا أن البيانات الصادرة عن الولايات المتحدة والصين تشير إلى أنه لم يتم التوصل إلى اتفاق ملموس”.
-
“بدلاً من ذلك، تم وضع إطار عام لكيفية المضي قدماً في المفاوضات المستقبلية، وهو ما يكفي لدعم المعنويات في سوق الأسهم الصينية (A-Share)، لا سيما في قطاعات التكنولوجيا والتصدير”.
فيشنو فاراتان، رئيس قسم الأبحاث الاقتصادية الكلية لآسيا (باستثناء اليابان) في “ميزوهو بنك” (Mizuho Bank):
-
“أعتقد أن التصريحات الصادرة عن ترمب ستصبّ في مصلحة الجانبين، إذ تم تجنّب معاناة غير ضرورية. ومن المرجح أن تجد الأسهم الصينية أسباباً للتفاؤل بعد انحسار التهديدات الفورية أمام المستثمرين المراهنين على الارتفاع”.
-
“قد يكون الاستثمار السريع قصير الأجل مفضل على الرهانات الهيكلية طويلة الأجل”.
-
“قطاع التكنولوجيا قد يحقق أداء جيداً مع انخفاض الحواجز وتراجع مخاوف حظر صادرات البرمجيات الأميركية”.
طالع المزيد: ما الذي تريده الولايات المتحدة والصين من لقاء ترمب وشي؟
تشيتان سيث، استراتيجي الأسهم لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ في “نومورا هولدينغز” (Nomura Holdings):
-
“المحادثات البنّاءة بين الولايات المتحدة والصين تعزز المعنويات تجاه الأسهم، خصوصاً في هونغ كونغ والبرّ الرئيسي للصين”.
-
“كل الأنظار هذا الأسبوع ستتجه الآن إلى اجتماع الرئيسين شي وترمب، وإلى نتائج الشركات الأميركية العملاقة في قطاع التكنولوجيا”.
كايل رودا، كبير محللي الأسواق في “كابيتال دوت كوم” (Capital.com):
-
“هذا تطور إيجابي للغاية لمنطقة آسيا، وللأسهم الصينية على وجه الخصوص، خاصة إذا شهدنا خفضاً في الرسوم الجمركية، فإزالة أو تقليص الرسوم على الفنتانيل قد ترفع أحد العوائق أمام نمو الصين”.
-
“من الواضح أن الاقتصاد الصيني لا يزال في حالة تباطؤ، وربما في مرحلة انكماش سعري، لذا فإن تنشيط التجارة وتقليص حالة عدم اليقين المرتبطة بها سيساعد في معالجة ذلك، مع احتمال أن تمتد الفوائد إلى المنطقة بأكملها”.
-
“إذا أُبرم اتفاق تجاري شامل، فسيكون ذلك نتيجة جاءت أسرع مما كان متوقعاً، وهو تطور إيجابي للجميع”.
محللون استراتيجيون، بمن فيهم جوزيف كابورسو من “كومنولث بنك أوف أستراليا” (Commonwealth Bank of Australia):
-
“قد يُتداول الدولار الأسترالي هذا الأسبوع عند أعلى مستوى له منذ أكثر من شهر إذا توصل ترمب وشي إلى اتفاق؛ ورغم أنه من غير المرجح تحقيق اختراق في جميع القضايا، إلا أن توقعات السوق ارتفعت بعد أخبار نهاية الأسبوع”.
-
“السيناريو الأساسي بالنسبة لنا هو تمديد الهدنة التجارية للحفاظ على قنوات التواصل مفتوحة، والتوصل إلى اتفاق بشأن بعض القضايا”.



