اخر الاخبار

ما الأسهم الرابحة والخاسرة من رسوم ترمب الجمركية؟

هوت أسهم الشركات الآسيوية المعتمدة على التصدير، بدءاً من شركات تصنيع السيارات اليابانية وصولاً إلى شركات التجارة الإلكترونية الصينية، بعد أن فرض الرئيس الأميركي دونالد ترمب أول دفعة من الرسوم الجمركية، ما يشير إلى بداية جولة جديدة من الحرب التجارية العالمية.

وجه ترمب يوم السبت بفرض رسوم جمركية شاملة بنسبة 25% على كل من كندا والمكسيك، و10% على الصين، على أن تدخل حيز التنفيذ يوم الثلاثاء، كما وعد باتخاذ إجراء مشابه لاحقاً ضد الاتحاد الأوروبي. تراجع مؤشر “إم إس سي آي” لآسيا والمحيط الهادئ قرابة 3% خلال تعاملات اليوم الإثنين، في أكبر انخفاض يومي له خلال 6 أشهر.

كان المستثمرون في آسيا يترقبون تأثير تعهدات ترمب بفرض رسوم تجارية واسعة النطاق، لكن البعض توقع تأجيل هذه الرسوم أو تجنبها من خلال مفاوضات إضافية، لا سيما بعد لهجة ترمب الأقل تشدداً تجاه الصين مؤخراً. رغم ذلك، يرى المحللون أن أرباح الشركات ستتضرر حتماً، نظراً لاعتماد العديد من اقتصادات المنطقة بشكل كبير على الصادرات إلى الولايات المتحدة الأميركية.

تأثير الرسوم الجمركية على الصين

ربما تلحق الرسوم الجديدة الضرر بصفة خاصة بالصادرات الصينية وتقوض اقتصاد البلاد المتعثر بالفعل، ما قد يدفع بكين إلى اتخاذ تدابير تحفيزية أقوى لمواجهة التداعيات.

اقرأ المزيد: هذه أبرز التأثيرات المحتملة لرسوم ترمب الجمركية

كتب محللو “نومورا هولدينغز” (Nomura Holdings) بقيادة تشيتان سيث في مذكرة للعملاء أن “القنوات الفورية التي من الممكن أن تؤثر على أسواق الأسهم الآسيوية على صعيد الاقتصاد الكلي تشمل احتمال ارتفاع الدولار الأميركي.. نعتقد أيضاً أن المستثمرين سيُقيمون القطاعات أو المجالات الأكثر انكشافاً على هذه الرسوم الجمركية في الصين”.

نتناول فيما يلي القطاعات الآسيوية الأكثر تأثراً بالحرب التجارية التي يشنها ترمب:

شركات تصنيع السيارات

تعتمد كبرى شركات صناعة السيارات اليابانية على أميركا الشمالية كسوق رئيسية، حيث تُباع هناك السيارات المصنعة أو المجمعة في المكسيك الواقعة قرب الحدود الأميركية. تراجعت أسهم “تويوتا موتور” و”هوندا موتور” و”نيسان موتور” جميعها 5%. على الأقل. 

اقرأ المزيد: من السيارات إلى التعدين.. هذه أبرز القطاعات المتضررة من رسوم ترمب

أنهت أسهم شركة “كيا” الكورية الجنوبية، التي تملك مصنعاً في المكسيك، الجلسة منخفضة 5.8%. 

تضررت كذلك شركات تصنيع السيارات الكهربائية الصينية التي تسعى لتوسيع حضورها في السوق الأميركية، مثل ” لي أوتو” و”إكس بينغ”، إذ تراجعت أسهمهما في بورصة هونغ كونغ.

أسهم أخرى مرتبطة بالمكسيك

تأثرت بعض الشركات المتخصصة في تصنيع معدات الذكاء الاصطناعي في تايوان التي تملك مصانع في المكسيك، إذ انخفضت أسهم شركة “كوانتا كومبيوتر” (Quanta Computer Inc) بنحو 10%. كما هبطت أسهم “دلتا إلكترونيكس” (Delta Electronics)، والتي تستثمر أيضاً في المكسيك.

اقرأ المزيد: المكسيك: رسوم ترمب الجمركية ستؤثر على الولايات المتحدة أيضاً

تراجعت كذلك أسهم شركات التصنيع غير المرتبطة بقطاع السيارات في المنطقة، والتي تملك مصانع في المكسيك، مثل شركة “إل جي إلكترونيكس” (LG Electronics).

تقهقرت أيضاً أسهم شركات الأدوية الهندية المنتجة للأدوية البديلة، إضافة إلى موردي قطع غيار السيارات الذين لديهم عمليات تشغيلية في المكسيك، مثل “سامفاردانا موذيرسون إنترناشيونال” (Samvardhana Motherson International)، و”تاتا موتورز” (Tata Motors)، و”لوبين” (Lupin).

التجارة الإلكترونية

تراجعت أسهم منصات التجارة الإلكترونية الصينية مثل “جيه دي دوت كوم” بعد أن ألغت خطط ترمب الإعفاء الجمركي طويل الأمد على الطرود التي تقل قيمتها عن 800 دولار.

هبطت أيضاً أسهم الشركات الصينية التي تنتج سلعاً معمرة صغيرة والتي تشكل جزءاً كبيراً من هذه الشحنات المعفاة، مثل الملابس والإكسسوارات والأدوات المنزلية والإلكترونيات. انخفضت أسهم شركة الملابس الرياضية “لي نينغ” وشركة الأجهزة المنزلية “هاير سمارت هوم” بأكثر من 7%.

الرقائق

تراجعت أسهم أكبر مُصدري الرقائق في آسيا، بما فيهم شركة ” تايوان سيميكوندكتور مانوفاكتشورينغ” و”سامسونغ إلكترونيكس”، بعدما أعلن ترمب أنه سيفرض رسوماً جمركية على الرقائق، مؤكداً هذا التعهد مجدداً عقب اجتماعه الجمعة الماضية مع الرئيس التنفيذي لشركة “إنفيديا”، جنسن هوانغ.

في الوقت نفسه، تراجعت أسهم شركات معدات أشباه الموصلات اليابانية، التي تعتمد على السوق الصينية كمصدر رئيسي للإيرادات. تراجعت أسهم “طوكيو إلكترون” 1.7%، و”أدفانتست” و”ديسكو” بما لا يقل عن 4%.

اعتماد الصين على نفسها

ارتفعت أسهم شركات تصنيع الرقائق الصينية مثل “سيميكوندكتور مانوفاكتشورينغ إنترناشيونال” اليوم، مع توقعات المتداولين بأن الرسوم الجمركية التي فرضها ترمب ستُسرع من جهود بكين لتعزيز الاكتفاء الذاتي في قطاع التصنيع. وتسعى الصين إلى تطوير قدراتها في تصنيع رقائق الذكاء الاصطناعي في ظل القيود التي تفرضها واشنطن على تصدير ما تعتبره تكنولوجيا متقدمة إلى بكين.

منافسو الصين 

ارتفعت أسهم شركات تصنيع المواد الكيمياوية الهندية، بما في ذلك “يو بي إل” (UPL)، و” جوبيلانت انجريفيا” (Jubilant Ingrevia) بفضل الرهانات على أن الرسوم الجمركية الأميركية على الصين ستساعدها على ربح حصص سوقية من المنافسين الصينيين.

كما ارتفعت أسهم شركات تصنيع القفازات الماليزية، بما في ذلك “سوبرماكس كورب” (Supermax Corp)، و”توب غلوف”(Top Glove Corp)، و”هارتاليغا هولدينغز” (Hartalega Holdings Bhd).

مصافي النفط

يقول المحللون إن شركات تكرير النفط الآسيوية قد تكون من بين المستفيدين من الرسوم الجمركية الأميركية، إذ  ربما تمنح الرسوم التجارية التي فرضها ترمب على واردات النفط من كندا والمكسيك ميزة لمصافي التكرير الآسيوية على نظيراتها الأميركية، في حين تستفيد هوامش أرباحها من ارتفاع أسعار المنتجات النفطية.

اقرأ المزيد: تصريحات ترمب حول الرسوم على كندا والمكسيك تضغط على أسعار النفط

لكن أسهم شركات التعدين الأسترالية مثل “بي إتش بي غروب” (BHP Group) و”ريو تينتو” (Rio Tinto) تراجعت في سيدني بفعل مخاوف من انخفاض الطلب على المعادت في ظل تباطؤ الاقتصاد العالمي في أعقاب الرسوم الجمركية الأميركية. 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *