أعلنت “مايكروسوفت” أنها ستنفق أكثر من 30 مليار دولار في الربع الحالي لتوسيع مراكز البيانات التي تدعم خدماتها في مجال الذكاء الاصطناعي، في خطوة ضخمة أثارت حماسة المستثمرين، وأدت إلى ارتفاع حاد في أسهم الشركة.
وقالت الشركة في بيان صدر الأربعاء إن وحدة “أزور”، ذراع الحوسبة السحابية لديها، حققت نمواً بنسبة 39% في مبيعاتها خلال الربع المالي الرابع، متجاوزة بذلك توقعات المحللين التي كانت عند 34%. كما أن توقعات الشركة للنمو في الربع الحالي فاقت بدورها تقديرات السوق.
وفي أول كشف من نوعه، أعلنت “مايكروسوفت” أن إيرادات وحدة السحابة ارتفعت بنسبة 34% لتتجاوز 75 مليار دولار خلال العام المنتهي في 30 يونيو.
وتُظهر هذه النتائج أن “مايكروسوفت” التي يُنظر إليها كأكثر الشركات إنفاقاً في عصر الذكاء الاصطناعي، بدأت تجني ثمار استثماراتها في صورة مبيعات متزايدة.
ارتفعت أسهم الشركة بنحو 9% في التداولات الممتدة بعد إغلاقها عند 513.24 دولار في نيويورك، وهي مكاسب من شأنها أن ترفع قيمتها السوقية إلى أكثر من 4 تريليونات دولار. وكانت أسهم “مايكروسوفت” قد ارتفعت بنسبة 22% منذ بداية العام حتى إغلاق الأربعاء.
اقرأ أيضاً: “مايكروسوفت” تسرّح 9 آلاف موظف في ثاني موجة تسريحات كبرى هذا العام
نمو في تطبيقات الذكاء الاصطناعي
في اتصال مع المحللين، قال الرئيس التنفيذي ساتيا ناديلا إن تطبيق “كوبايلوت”، الذي تروّج له الشركة للأفراد والشركات والمبرمجين، يضم أكثر من 100 مليون مستخدم نشط شهرياً. كما أشار إلى أن حوالي 800 مليون عميل يتفاعلون مع ميزات الذكاء الاصطناعي المدمجة في منتجات “مايكروسوفت”.
وقال ناديلا: “مايكروسوفت 365 كوبايلوت أصبح الطريقة الجديدة لتنظيم العمل”، في إشارة إلى روبوت الدردشة الرئيسي الموجه لقطاع الأعمال.
وكانت شركة “ألفابت” المالكة لـ”جوجل”، والتي تمتلك مليارات المستخدمين عبر نظام “أندرويد”، قد ذكرت الأسبوع الماضي أن تطبيقها للذكاء الاصطناعي “جيميني” يضم أكثر من 450 مليون مستخدم نشط شهرياً. كما قالت شركة “أوبن إيه آي” في مارس إن “تشات جي بي تي” لديه 500 مليون مستخدم نشط أسبوعياً.
ورغم كشفها الجديد عن حجم أعمال الذكاء الاصطناعي، توقفت “مايكروسوفت” عن تقديم تفاصيل بشأن نسبة نمو “أزور” التي تُعزى إلى الطلب على الذكاء الاصطناعي.
اقرأ أيضاً: “مايكروسوفت” و”أوبن إيه آي” تتفاوضان لإعادة رسم ملامح الشراكة
وقال نائب رئيس علاقات المستثمرين، جوناثان نيلسون، إن هذه الأرقام أصبحت أقل أهمية مع تحول العملاء نحو استخدام خدمات إضافية مثل التخزين وتحليلات البيانات، بفعل الحاجة إلى معالجات رسوميات فائقة الأداء.
تكلفة عالية لتبني الذكاء الاصطناعي
على مدار السنوات القليلة الماضية، دمجت “مايكروسوفت” أدوات الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك تلك المدعومة من “أوبن إيه آي”، في مختلف منتجاتها، معولة على أن روبوتات الدردشة التفاعلية وتقنيات الأتمتة ستحفز مبيعات برامج الإنتاجية والخدمات السحابية.
لكن هذا المسار جاء بتكلفة عالية، إذ تتسابق “مايكروسوفت” لبناء مراكز بيانات كافية لتلبية الطلب المتزايد على أدوات وتدريب الذكاء الاصطناعي التوليدي.
اقرأ أيضاً: رئيس “مايكروسوفت” يراهن على الذكاء الاصطناعي.. هل سيصبح أسطورة أم يفقد وظيفته؟
وأنفقت الشركة، التي تتخذ من ريدموند في ولاية واشنطن مقراً لها، رقماً قياسياً قدره 24.2 مليار دولار في النفقات الرأسمالية خلال الربع المنتهي مؤخراً. وقالت المديرة المالية إيمي هود إن الشركة ستنفق أكثر من 30 مليار دولار في الربع الحالي، أي بزيادة لا تقل عن 50% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
وأضافت هود: “سنواصل الاستثمار في هذه الفرصة الهائلة أمامنا”.
الإنفاق يعزز موقف الشركة
كتب محللو “بلومبرغ إنتليجنس” أن النمو القوي في “أزور” قد يُسهم في تهدئة مخاوف المستثمرين بشأن ارتفاع الإنفاق الرأسمالي للشركة.
وأضافوا: “نتوقع أن تمنح هذه النتائج مايكروسوفت مبرراً أقوى لزيادة استثماراتها في أعمال الذكاء الاصطناعي، مع احتمال تركيز الإنفاق أكثر على أصول قصيرة الأجل مثل الخوادم ومعالجات الرسوميات”.
وقد أعلنت الشركات الكبرى المنافسة لـ”مايكروسوفت” في مجال الخدمات السحابية، “أمازون” و”ألفابت”، عن خطط توسع ضخمة أيضاً.
وقالت “ألفابت” في تقرير أرباحها الأسبوع الماضي إن الطلب القوي على خدمات الذكاء الاصطناعي سيستلزم زيادة كبيرة في الإنفاق الرأسمالي. وأوضحت أن نفقات 2025 ستبلغ 85 مليار دولار، أي أعلى بـ10 مليارات من توقعاتها السابقة.
ومن المقرر أن تعلن “أمازون” عن نتائجها الفصلية يوم الخميس، مع تركيز المستثمرين على أداء وحدتها السحابية وحجم إنفاقها الرأسمالي.
وسجلت “مايكروسوفت” زيادة بنسبة 18% في إجمالي المبيعات خلال الربع لتصل إلى 76.4 مليار دولار، بينما بلغ صافي الدخل 3.65 دولار للسهم، متجاوزاً متوسط توقعات المحللين البالغ 73.9 مليار دولار في الإيرادات و3.37 دولار في الأرباح لكل سهم.
