أعلنت شركة الذكاء الاصطناعي الناشئة “إكس إيه آي” (xAI)، المملوكة للملياردير إيلون ماسك، عن إطلاق نسخة جديدة من روبوت الدردشة “غروك 4” (Grok 4)، بعد بضعة أشهر فقط من طرح الإصدار السابق، ما يعكس تسارع وتيرة تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي.
خلال بث مباشر عبر الفيديو في وقت متأخر من مساء الأربعاء، ظهر ماسك مرتدياً سترة جلدية ومحاطاً بفريق “إكس إيه آي”، حيث قدم خصائص النموذج الجديد، مشيراً إلى أنه أصبح متاحاً فوراً. وصرح بأن “غروك 4” يُعد “أذكى من معظم طلاب الدراسات العليا، في مختلف التخصصات”.
ويتميز الإصدار الجديد بتحسينات في المحادثات الصوتية، وروجت الشركة لمعايير تُظهر تفوق النظام الجديد على نماذج شركات مثل “أوبن إيه آي” (OpenAI) وغيرها.
تطوير نموذج الذكاء الاصطناعي “غروك”
قال ماسك عن روبوت الدردشة الجديد: “قد يفتقر أحياناً إلى الحس السليم، ولم يخترع بعد تقنيات جديدة أو يكتشف قوانين فيزيائية، لكنها مسألة وقت فقط”.
يأتي إطلاق “غروك 4” بعد يوم واحد فقط من اضطرار شركة “إكس إيه آي” إلى حذف منشورات غير لائقة نشرها روبوت “غروك” عبر منصة “إكس” (X)، والتي تضمنت تعليقات وردوداً يُنظر إليها على أنها معاداة للسامية. وكتبت الشركة: “منذ أن لُفت انتباهنا إلى هذا المحتوى، اتخذت (إكس إيه آي) إجراءات لحظر خطاب الكراهية قبل أن ينشر (غروك) منشوراته على منصة (إكس)”.
وقال ماسك يوم الأربعاء: “علينا التأكد من أن الذكاء الاصطناعي جيد”، دون أن يتطرق إلى منشورات “غروك 3” المسيئة أو الجدل الدائر حولها.
اقرأ أيضاً: ماسك يطلق روبوت المحادثة “غروك 3” ويؤكد أنه الأذكى حول العالم
في وقت سابق من اليوم ذاته، انتقد وزير تركي تطبيق “غروك” لنشره منشورات غير ملائمة، وهدد بحظر منصة “إكس” في البلاد “إذا لزم الأمر” ما لم تُتخذ خطوات لمنع هذا النوع من المحتوى.
فيما صرح وزير النقل والبنية التحتية التركي عبد القادر أورال أوغلو، في تصريح لـ”بلومبرغ نيوز”: “من غير المقبول شن هجوم موجه” من خلال التطبيق.
منافسة شرسة في قطاع التكنولوجيا
يتزامن الإعلان عن “غروك 4” مع مرحلة انتقالية تمر بها شركة “إكس إيه آي”، التي اندمجت مع منصة “إكس” في مارس، ما أدى إلى توحيد بعض الموارد الهندسية والتقنيات الأخرى بين الجانبين، بهدف تطوير نموذج “غروك” بشكل أفضل وتوسيع نطاق استخدامه بين مستخدمي منصة “إكس”.
وقبل ساعات فقط من البث المباشر الخاص بالإطلاق، أي في وقت مبكر من يوم الأربعاء، أعلنت الرئيسة التنفيذية لمنصة “إكس”، ليندا ياكارينو، استقالتها، مما خلق فراغاً واضحاً في هرم القيادة للشبكة الاجتماعية.
في سياقٍ موازٍ، يعمل ماسك على تأمين تمويلات ضخمة لشركة “إكس إيه آي”، التي تتنافس مع عمالقة التكنولوجيا الأخرين مثل “جوجل” التابعة لـ”ألفابت” و”أوبن إيه آي” و”ميتا بلاتفورمز”، في سباق تطوير روبوتات دردشة فائقة التطور.
وكانت تقارير سابقة لـ”بلومبرغ نيوز” قد كشفت أن الشركة تنفق قرابة مليار دولار شهرياً، في إشارة إلى التكلفة الباهظة لطموحاتها في مجال الذكاء الاصطناعي.
