مؤشرات وول ستريت تعمق خسائرها رغم تأجيل ترمب بعض الرسوم

واصل متداولو وول ستريت الإبحار وسط تقلبات السوق الحادة والسريعة، وسط سلسلة من أخبار عن التعريفات الجمركية، حيث تعرضت مؤشرات الأسهم لضربات شديدة، بعد أن كادت تمحو خسائرها.
انخفض مؤشر “إس آند بي 500” بنسبة 1.8%، وانخفض مؤشر “ناسداك 100” بنسبة 2.8%، مع اقتراب مؤشر التكنولوجيا الثقيل من تصحيح فني.
كانت المشاعر هشة للغاية، لدرجة أن الأسهم فشلت في تحقيق انتعاش حتى بعد قرار الرئيس دونالد ترمب بتأجيل الرسوم على السلع المكسيكية والكندية التي تغطيها اتفاقية التجارة لأميركا الشمالية.
وشهد الدولار أطول سلسلة خسائر له منذ سبتمبر، بينما ارتفع البيزو المكسيكي والدولار الكندي. كان تداول سندات الخزانة ضعيفاً إلى حد ما.
“التقلب هو اليقين الوحيد في الأسواق حالياً”
تم الكشف عن الفصل الجديد من الحرب التجارية بعد أيام فقط من إعلان الولايات المتحدة عن أكبر زيادة في التعريفات الجمركية في قرن من الزمان.
زعم ترمب أن الدول الأجنبية “تخدعنا”، وأن التعريفات الجمركية ستضع الولايات المتحدة في مكان أقوى. عندما سُئل عن أفكاره حول عمليات بيع الأسهم، قال الرئيس “إن العولميين هم الذين يرون مدى ثراء بلدنا، وهم لا يحبون ذلك”.
قال كريس لو من “إف إتش إن فاينانشيال” (FHN Financial): “يبدو أن التقلب هو اليقين الوحيد مع تنفيذ السياسات وتحديها وتعديلها ثم إعادة تنفيذها في كثير من الأحيان”.
أدى انخفاض أسهم التكنولوجيا إلى هبوط السوق، حيث قادت شركة “إنفيديا” الانهيار في أسهم الشركات الكبرى، وانخفضت أسهم “مارفل” بعدما خيبت توقعاتها آمال المستثمرين الذين كانوا يبحثون عن نتائج أكبر من طفرة الذكاء الاصطناعي.
ترقب للبيانات الاقتصادية في أميركا
قبل 24 ساعة فقط من تقرير الرواتب الأميركي المهم للغاية، أظهرت البيانات أن طلبات البطالة انخفضت الأسبوع الماضي، مما يوفر بعض الراحة بعد أن أشارت أرقام أخرى إلى تدهور سوق العمل. من المتوقع أن تظهر بيانات التوظيف ارتفاعاً في نمو الوظائف. تم جمع البيانات قبل العديد من التخفيضات في عدد الموظفين الفيدراليين.
رفض وزير الخزانة سكوت بيسنت الفكرة القائلة إن ارتفاع التعريفات الجمركية سيشعل موجة جديدة من التضخم، واقترح أن ينظر إليها بنك الاحتياطي الفيدرالي على أنها مؤثرة لمرة واحدة.
اقترب مؤشر “إس آند بي 500” من متوسطه المتحرك لمدة 200 يوم، ويرى العديد من الخبراء أن اختراق المؤشر لهذا المتوسط يؤشر إلى مزيد من الانخفاضات.
نزل مؤشر “داو جونز” الصناعي بنسبة 1%، كما هبط مؤشر “العظماء السبعة” (ألفا، أمازون، إنفيديا، أبل، ميتا، مايكروسوفت، تسلا) بنسبة 2.9%، انخفض مؤشر “راسل 2000” للشركات الصغيرة بنسبة 1.6%.
ارتفع العائد على سندات الخزانة لأجل 10 سنوات نقطة أساس واحدة إلى 4.29%، وانخفض مؤشر الدولار بنسبة 0.1%.
سياسة التجارة تهيمن على تحركات السوق
قال كريس لاركين من “إي تريد” من “مورغان ستانلي”، إنه “في الوقت الحالي، تهيمن سياسة التجارة على تحركات السوق”، مضيفاً: “حتى ينقشع دخان التعريفات الجمركية، فقد تظل الرحلة وعرة بالنسبة للتجار والمستثمرين”.
بالنسبة لستيف شيفاروني من “فيدريتد هيرميس”، فإن السوق “ليست متسامحة حقاً” في هذه المرحلة. وأشار إلى أنه “في نهاية المطاف، نعتقد أننا في فترة من عدم اليقين الأقصى، وقليل من الركود الاقتصادي”. وأضاف: “ومع ذلك، نعتقد أن هذا يفسح المجال لنصف ثان أفضل بكثير”.
إن الانخفاض الأخير في مؤشر “إس آند بي 500” بسبب القلق من آثار التعريفات الجمركية الأميركية على الاقتصاد، تمنح مجموعة واحدة أخيراً فرصة للتألق.
تتفوق الأسهم منخفضة التقلبات على السوق الإجمالية، وتفي بتوقعات الأداء الجيد عندما تسوء الأمور. بعد عامين مخيبين للآمال، أصبحت هذه الأسهم أفضل الخيارات الاستثمارية أداءً في عام 2025، من بين 13 تتبعها “بلومبرغ إنتليجنس”.
في حين يتراجع مؤشر “إس آند بي 500” من مستوى قياسي، فإن اثنين من أكبر صناديق الاستثمار المتداولة منخفضة التقلب -صندوق “Invesco S&P 500 Low-Volatility ETF”، وصندوق “MSCI USA Min-Vol Factor ETF”، يسجلان أفضل أداء نسبي لهما في بضع سنوات.
تقرير الوظائف الأميركية
كل هذا يحدث بينما يستعد المتداولون لبيانات الوظائف يوم الجمعة. من المحتمل أن يضيف أرباب العمل في الولايات المتحدة وظائف بوتيرة معتدلة في فبراير، في وقت تكثف الحكومة الفيدرالية تسريح العمال، وتباطأ إنفاق المستهلكين.
ارتفع عدد الوظائف بمقدار 160 ألفاً في فبراير، وهو تحسن طفيف عن الزيادة البالغة 143 ألف وظيفة في الشهر السابق، لكنها أضعف من الأشهر الأخيرة من عام 2024، وفقاً لأوسط التوقعات للاقتصاديين الذين استطلعت آراءهم “بلومبرغ”. ومن المتوقع أن يظل معدل البطالة عند 4%.
أظهر استطلاع أجرته شركة “22 في ريسرتش” أن 84% من المستثمرين الذين استطلعت آراءهم يراقبون تقرير الوظائف عن كثب أكثر من المعتاد. ويعتقد حوالي 53% من المشاركين في الاستطلاع أن بيانات يوم الجمعة سيترتب عنها ردة فعل “بعيدة عن المخاطرة”، و28% “مستعدة للمخاطرة” و19% “مختلطة/لا تذكر”.
وقال دينيس ديبوشير، مؤسس الشركة: “حول المستثمرون تركيزهم مرة أخرى إلى بيانات الوظائف هذا الشهر، بعد أن كانوا أكثر تركيزاً على متوسط الدخل بالساعة في الشهر الماضي”.