اخر الاخبار

مؤشرات وول ستريت ترتفع مع انحسار مخاوف توسع النزاع بين إسرائيل وإيران

عاد الهدوء النسبي إلى الأسواق العالمية، مع ارتفاع الأسهم وتراجع النفط إلى جانب الذهب، وسط انحسار المخاوف من امتداد حرب إسرائيل ضد إيران إلى نزاع أوسع نطاقاً. كما غذّت تقارير تفيد بأن طهران تريد استئناف المحادثات بشأن برنامجها النووي، شهية المخاطرة لدى المستثمرين.

ارتدت مؤشرات الأسهم الأميركية صعوداً بعد التراجع الذي شهدته يوم الجمعة، وارتفع مؤشر “إس آند بي 500” بنحو 1%. واستقر خام “غرب تكساس الوسيط” دون 72 دولاراً للبرميل بعد أن قفز في بداية الجلسة. ولم يسجّل الدولار تغيّراً يُذكر.

استمرت سندات الخزانة ذات آجال الاستحقاق الأطول في التراجع مقارنة بالسوق، حتى بعد عملية بيع سندات لأجل 20 عاماً بقيمة 13 مليار دولار جاءت بعائد متوقع، في تحسن ملحوظ عن المزاد السابق الشهر الماضي الذي جاء بعائد أقل من المتوقع، وأدى إلى موجة بيع واسعة النطاق.

قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب إن إيران تريد التحدث بشأن تهدئة النزاع مع إسرائيل، حتى مع استمرار تبادل إطلاق النار بين الطرفين لليوم الرابع على التوالي. وعند سؤاله عما إذا كانت الولايات المتحدة ستتدخل عسكرياً بشكل أوسع، قال ترمب إنه لا يريد الحديث عن ذلك.

وأفادت صحيفة “وول ستريت جورنال” يوم الإثنين، نقلاً عن مسؤولين من الشرق الأوسط وأوروبا لم تسمّهم، بأن طهران تُلمّح إلى رغبتها في تهدئة التوتر مع إسرائيل، واستعدادها لاستئناف المحادثات النووية مع الولايات المتحدة، شرط ألا تنضم واشنطن إلى الهجمات الإسرائيلية. ونشرت “رويترز” تقريراً مشابهاً يشير إلى أن إيران أوصلت هذه الرسالة عبر السعودية وقطر وسلطنة عُمان.

الصراع يكبح زخم “مؤشر إس آند بي 500”

تسبّب اندلاع الأعمال العدائية بين إسرائيل وإيران في كبح الزخم الذي كان يدفع مؤشر “إس آند بي 500” إلى مستويات قياسية. وبينما اتخذت الأسواق في البداية موقفاً حذراً لتقييم كيفية تطور النزاع، تحسّن المزاج العام يوم الإثنين مع ترجيح المستثمرين أن الضربات لن تؤدي إلى تورط أطراف أخرى.

وقال توم إساي من “ذا سيفنز ريبورت”: “ستبقى الأنظار مركزة على الأخبار الجيوسياسية، لكن طالما بقي النزاع محصوراً بين إسرائيل وإيران، فمن غير المرجح أن يؤثر بشكل كبير على الأسواق”.

أما كريس لاركن من “إي*تريد” التابعة لـ”مورغان ستانلي”، فقال: “ذكّرتنا الأسواق بأن الرسوم الجمركية ليست المصدر الوحيد للتقلبات المحتملة. حالياً، تشير الأسواق إلى أنها تتوقع بقاء الوضع في الشرق الأوسط تحت السيطرة، لكن أي مفاجآت قد يكون لها تأثير مضخم على المعنويات”.

لا مؤشرات على تخفيف حدة النزاع

رغم تحسن المزاج العام في الأسواق، لم تظهر مؤشرات واضحة على أن أياً من الطرفين يخفف فعلياً من حدة النزاع. فقد أطلقت إيران خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية عدة موجات من الطائرات المسيّرة والصواريخ، بينما واصلت إسرائيل ضرب طهران، وقتلت مسؤولاً عسكرياً رفيعاً آخر، وأضرمت النيران في مجمّع التلفزيون الرسمي خلال ضربة نُفّذت أثناء بث مباشر.

ويحذّر استراتيجيون لدى “آر بي سي كابيتال ماركتس”، بقيادة لوري كالفاسينا، من أن مؤشر “إس آند بي 500” مهدد بالانخفاض في حال ارتفاع التضخم نتيجة زيادة أسعار النفط.

وكتب الاستراتيجيون في مذكرة: “يمتلك النزاع القدرة على توليد مزيد من القلق بشأن صحة المستهلك، والاقتصاد بشكل عام، ومسار مجلس الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة، وهي تحوّلات في السرد قد تكون سلبية بالنسبة لأسعار الأسهم”.

في غضون ذلك، قال مكتب التداول في “جيه بي مورغان تشيس آند كو” إن أي تراجعات قادمة قد تشكّل فرص شراء.

وأضاف المتداولون في البنك، بقيادة رئيس قسم المعلومات السوقية العالمية أندرو تايلر، أن “السيناريو الإيجابي للأسواق لا يزال قائماً، على افتراض استمرار التوجّه نحو تخفيف الرسوم الجمركية على المدى الطويل”، لكنهم نصحوا بالحذر حتى تتضح صورة مشاركة الولايات المتحدة بالصراع في الشرق الأوسط بشكل أكبر.

تجنب استهداف بنية تصدير الخام

كانت إسرائيل شنت هجوماً على حقل “بارس الجنوبي” للغاز، ما أجبر على وقف إحدى منصات الإنتاج، بعد ضربات استهدفت منشآت نووية إيرانية وقيادات عسكرية الأسبوع الماضي. ومع ذلك، لم يتم استهداف البنية التحتية الحيوية لتصدير النفط الخام، ولم يُغلق “مضيق هرمز” الحيوي حتى الآن.

يشحن منتجو الشرق الأوسط نحو خُمس الإمدادات اليومية العالمية عبر هذا الممر المائي الضيق، وقد ترتفع الأسعار بشكل أكبر إذا حاولت طهران تعطيل حركة الشحن عبره.

وتستعد إيران لتوجيه “ضربة كبيرة” لإسرائيل رداً على الضربات الأخيرة التي استهدفت مدنها وأهدافاً داخل أراضيها، وفق ما نقلته وكالة “مهر” شبه الرسمية، نقلاً عن مسؤول أمني كبير.

في المقابل، قالت إسرائيل إنها ستواصل عملياتها العسكرية ضد إيران بغض النظر عن تقدم أي مفاوضات محتملة بمشاركة الولايات المتحدة، بحسب ما صرّح به وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر في مقابلة مع تلفزيون “بلومبرغ”.

وأضاف ديرمر يوم الإثنين: “سنمضي في عمليتنا لإزالة هذين التهديدين”، في إشارة إلى برنامجي إيران الصاروخي والنووي. وأضاف: “ما إذا كانت إيران ستقرر الاجتماع مع الولايات المتحدة والموافقة على شروط كان ينبغي لها قبولها قبل شهر، أو قبل أسبوعين، أو قبل شهرين، فذلك يعود لإيران لتقرره”.

النفط.. التضخم.. والاحتياطي الفيدرالي

لن تؤدي التوترات في الشرق الأوسط إلا إلى تعقيد المعضلة التي تواجهها البنوك المركزية الكبرى أثناء تقييمها لمخاطر التضخم والنمو الناتجة عن الرسوم الجمركية وتذبذب تدفقات التجارة.

وستركز “وول ستريت” في الغالب على قرار الاحتياطي الفيدرالي يوم الأربعاء، حيث يشير صانعو السياسات إلى نيتهم الإبقاء على أسعار الفائدة من دون تغيير لفترة أطول. وسيتطلع المستثمرون إلى تصريحات رئيس البنك جيروم باول بحثاً عن مؤشرات على ما قد يدفع المركزي للتحرك، ومتى.

وقال ديفيد دويل من مجموعة “ماكواري”: “قد يصف باول التطورات الأخيرة في التضخم بأنها مشجعة، لكنه سيقلل من أهميتها نظراً للضبابية المستمرة المرتبطة بالرسوم الجمركية والسياسة المالية، والارتفاع الأخير في أسعار النفط نتيجة التطورات الجيوسياسية”. وأضاف: “في المحصلة، تكمن المخاطر على أسعار السوق لعام 2025 في اتجاه متشدد بعد البيان”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *