اخر الاخبار

مؤشرات وول ستريت تتراجع مع زيادة عدم اليقين بسبب رسوم ترمب

شهدت وول ستريت ثلاثة أيام من الهدوء النسبي، ولكن شركات التكنولوجيا الكبرى دفعت مؤشرات الأسهم الرئيسية إلى الانخفاض، مع عودة المخاوف بشأن تأثير الحرب التجارية على الاقتصاد والتضخم، مما أدى إلى إخماد شهية المخاطرة.

بعد أكبر سلسلة مكاسب منذ يناير، انخفض مؤشر “إس آند بي 500” بأكثر من 1%. قادت مجموعة الشركات العملاقة المعروفة باسم “العظماء السبعة” (أبل، أمازون، إنفيديا، ألفابت، ميتا، مايكروسوفت، تسلا) هذا الانخفاض، مع سير أسهم المجموعة نحو تسجيل أسوأ ربع لها منذ عام 2022. 

انخفضت أسهم شركتي “إنفيديا” و”تسلا” بنسبة 5.5% على الأقل، كما انخفضت أسهم “مايكروسوفت”، بعدما قال محللو “تي دي كوين” إن عملاق البرمجيات انسحب من مشاريع مراكز البيانات الجديدة في الولايات المتحدة وأوروبا. انخفض مؤشر “ناسداك 100” بنحو 2%. كما أنهى مؤشر البنوك الكبرى سلسلة مكاسب استمرت ثمانية أيام متتالية.

رسوم جديدة من دونالد ترمب

من المقرر أن يعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن رسوم جمركية على السيارات يوم الأربعاء، وهي خطوة من شأنها تصعيد صراعه مع الشركاء التجاريين، قبل فرض رسوم جمركية أوسع نطاقاً الأسبوع المقبل.

قال ألبرتو موسالم، رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في سانت لويس، إنه من غير الواضح ما إذا كان تأثير الرسوم الجمركية سيكون مؤقتاً، وحذر من أن الآثار الثانوية قد تدفع المسؤولين إلى إبقاء أسعار الفائدة من دون تغيير لفترة أطول.

من جهته، اعتبر مايكل براون الخبير الاستراتيجي في “بيبر ستون” أن “مستوى عدم اليقين بشأن الرسوم الجمركية لا يزال مرتفعاً للغاية، مما يجعل من الصعب على الشركات أو المستهلكين التخطيط لأكثر من يوم واحد في المستقبل، وهو ما يعني أن المشاركين في السوق لن يتمكنوا أيضاً من تقييم المخاطر”.

انخفض مؤشر “إس آند بي 500” بنسبة 1.1%، ومؤشر “ناسداك 100” بنسبة 1.8%، ومؤشر “داو جونز” الصناعي بنسبة 0.3%. كما انخفض مؤشر “العظماء السبعة” من “بلومبرغ” بنسبة 3%، ومؤشر “راسل 2000” للشركات الصغيرة بنسبة 1%.

ارتفع العائد على سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات ثلاث نقاط أساس، ليصل إلى 4.35%. وارتفع الدولار بنسبة 0.3%.

التقلبات لا تزال قائمة

قال دانيال سكلي، رئيس فريق أبحاث واستراتيجيات سوق إدارة الثروات في “مورغان ستانلي” إن “اليوم كان بمثابة تذكير بأنه على الرغم من الانتعاش الأخير في أسواق الأسهم، إلا أن التقلبات لا تزال قائمة مع استمرار حالة عدم اليقين بشأن السياسات”.

وأضاف: “علاوة على ذلك، من المرجح أن يكون الموعد النهائي للرسوم الجمركية الأسبوع المقبل نقطة انطلاق للمفاوضات أكثر منه خاتمة، لذا قد تواجه السوق صعوبة في التعافي بشكل مطرد”.

من المتوقع أن تُلقي الرسوم الجمركية وبيانات الاستطلاعات الضعيفة بثقلها على سوق الأسهم الأميركية لبقية العام، وفقاً لخبراء استراتيجيين في “باركليز” بقيادة فينو كريشنا، الذي خفض السعر المستهدف لمؤشر “إس آند بي 500” لعام 2025 من 6600 نقطة إلى 5900 نقطة.

اعتبر ماثيو ويلر من “سيتي إندكس” و”فوركس دوت كوم” أنه “من المعتقدات الشائعة أن الأسواق تكره عدم اليقين، ولا شك أن الغموض المحيط بإعلان الرسوم الجمركية قد أثر بالفعل على معنويات المخاطرة، لذا قد نشهد ارتفاعاً طفيفاً في الأصول الخطرة والدولار الأميركي، بعد الإعلان”.

ومع ذلك، أشار ويلر إلى أن التلميحات بفرض رسوم جمركية إضافية، واحتمال استخدام رسوم جمركية عقابية كأدوات تفاوضية في الأشهر المقبلة، يعنيان أن أي ارتفاع في المخاطرة قد يكون قصير الأجل، إلى حين أن الوصول إلى ثقة بأن “التدفق المستمر للسياسات المُعطِّلة للاقتصاد قد انتهى تماماً”.

استنزاف السيولة

تؤدي المخاوف بشأن الآثار الاقتصادية للحرب التجارية إلى استنزاف السيولة في الأسهم الأميركية، مما يُسبب قلقاً للمستثمرين المؤسسيين، وقد يُعزز أيضاً التقلبات في الأسواق الأوسع.

تُظهر بيانات جمعها “دويتشه بنك” أن السيولة في العقود الآجلة لمؤشر “إس آند بي 500” كما ظهر في العقد الأكثر نشاطاً، وصلت إلى أدنى مستوى لها في عامين.

وقال دان وانتروبسكي من “جاني مونتغمري سكوت”: “قد يستمر عام 2025 في تحدي المستثمرين من خلال مزيج متضارب من عدم اليقين الكلي في البيئة الجيوسياسية، وتغير ظروف السيولة الداخلية”.

وأضاف: “ما زلنا قلقين من احتمال حدوث تغيير جذري في ظروف السيولة الأساسية، مما قد يؤثر على أسواق المخاطر خلال الأشهر المقبلة”.

من الناحية الفنية، أشار إلى أن محاولة التعافي الأخيرة بعد حالة البيع المفرط بدأت تصبح “فوضوية بعض الشيء”. واختتم قائلاً: “نظل حذرين على المدى القريب ونواصل البحث عن تأكيد على أن السوق بلغت القاع بالفعل”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *