مؤشرات الأسهم الأميركية ترتفع وسط بوادر انفراجة في التوترات التجارية

ظهرت علامات على أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب يعيد النظر في مواقفه التصادمية المرتبطة بالتجارة والاحتياطي الفيدرالي، ما دفع بمؤشرات الأسهم الأميركية إلى تسجيل أول مكاسب على مدى يومين متتاليين منذ تصعيده للحرب الجمركية، كما هدّأت هذه المؤشرات من حدة التقلبات في مختلف فئات الأصول.

وارتفع مؤشر “إس آند بي 500” بنسبة 1.7%، بعدما قلّص مكاسب سابقة كانت قد وصلت إلى 3.4%، في وقت حاول فيه المستثمرون تقييم مدى جدية التصريحات التي توحي بمرونة في المفاوضات مع الصين وشركاء تجاريين آخرين.

وجاء هذا الارتفاع بعد تقرير أورد أن الولايات المتحدة ستكون مستعدة لتخفيف الرسوم الجمركية على بكين تدريجياً على مدى خمس سنوات. في وقت لاحق، قال ترمب للصحفيين إن “الصين ستكون بخير” بمجرد أن تُحسم المحادثات. في المقابل، قال وزير الخزانة سكوت بيسنت إن الرئيس لم يعرض إزالة الرسوم الجمركية الأميركية على الصين بشكل أحادي.

تراجع عوائد السندات طويلة الأجل وارتفاع في الدولار

انخفضت عوائد سندات الخزانة الأميركية طويلة الأجل بعدما بدّد ترمب المخاوف من إمكانية إقالته لرئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، كما ارتفع الدولار.

في المقابل، تراجع الين الياباني بعدما صرح بيسنت بأن الولايات المتحدة لن تسعى إلى تحديد أهداف صرف محددة في محادثاتها مع اليابان. كما صعدت “بتكوين”، في حين تراجعت الأصول المصنفة كملاذات آمنة مثل الذهب.

وقال برنت شوت، من “نورث وسترن ميوتشوال ويلث مانجمنت”: “التقلبات مجرد تصور لمدى قوة التوترات. أعتقد أننا سنشهد المزيد منها في الأشهر المقبلة، حيث نشهد تصاعداً وتراجعاً في التوترات التجارية، حتى نحصل على فكرة ما عن شكل المستقبل الفعلي”.

بالتزامن مع دخول موسم إعلان نتائج الأعمال، تجاوزت أرباح شركة “بوينغ” التوقعات. وارتفعت أسهم شركة “تسلا” بعدما تعهّد إيلون ماسك بالتراجع “بشكل كبير” عن عمله مع الحكومة، ما بدّد مخاوف المستثمرين بشأن أرباح الشركة. وفي ساعات التداول المتأخرة، أصدرت شركة “تكساس إنسترومنتس” توقعات متفائلة.

ترمب يلمّح إلى تسوية تجارية طويلة الأجل

قال بيسنت إن إدارة ترمب تنظر إلى عدة عوامل في تعاملها مع الصين، ولا تركز فقط على مسألة الرسوم الجمركية.

وأشار إلى أن العلاقة الأقوى بين واشنطن وبكين تتم على مستوى القمة، ولا يوجد جدول زمني محدد للتواصل. ولفت إلى أن إعادة التوازن الكامل في التجارة قد تستغرق من عامين إلى ثلاثة أعوام.

من جانبه، قال ترمب في تصريحات منفصلة إن الولايات المتحدة “سوف تتوصل إلى اتفاق عادل مع الصين”.