لولا ومودي يتصدران المشهد في قمة “بريكس” مع غياب الرئيس الصيني

على العكس من قمة مجموعة العشرين في البرازيل، لم يتأخر أو يتغيب أحد عندما اجتمع قادة دول الأسواق الناشئة الرئيسية في العالم لالتقاط صورة جماعية يوم الأحد في ريو دي جانيرو، على الأقل ليس عن طريق الخطأ.
تصدّر الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، الذي يستضيف اجتماع دول بريكس الذي يستمر يومين، المشهد، محاطاً برئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا ورئيس وزراء الهند ناريندرا مودي من كلا الجانبين. واصطف من هناك ممثلون آخرون من التكتل الذي توسع في الآونة الأخيرة، فيما وقف أكثر الحضور الدوليين إثارة للجدل -وزيرا خارجية روسيا وإيران- على الأطراف.
يشكل هذا تناقضاً صارخاً مع صورة جماعية فوضوية التقطت في الخلفية نفسها -جبل شوغرلوف الشهير في ريو- في نوفمبر، عندما جسّد غياب الرئيس الأميركي آنذاك جو بايدن، وجورجا ميلوني رئيسة الوزراء الإيطالية، ورئيس الوزراء الكندي آنذاك جاستن ترودو، الفوضى التي سادت اجتماعات مجموعة العشرين في البرازيل.
غياب رؤساء الصين وروسيا ومصر وإيران
مع ذلك، كانت الصورة التي جمعت عشرة من القادة، جميعهم رجال، ملفتة بسبب الغائبين عنها: الرئيس الصيني شي جين بينغ، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، وأي ممثل عن المملكة العربية السعودية.
قرر شي، زعيم أكبر اقتصاد في التكتل والأكثر نفوذاً، عدم زيارة ريو بعد زيارته للبرازيل العام الماضي واستقباله لولا في زيارة دولة في بكين قبل شهرين فقط. أما بوتين، الذي يواجه مذكرة توقيف دولية بسبب حرب روسيا في أوكرانيا، فقد بقي في موسكو مرة أخرى، وظهر لفترة وجيزة عبر بث مباشر بالفيديو بمجرد بدء اجتماع القادة. وينشغل السيسي بجهود الوساطة في الشرق الأوسط المضطرب بالصراعات.
والسعودية، التي تلقت دعوة كجزء من توسع ضاعف حجم مجموعة “بريكس”، لا تزال لم تحسم أمرها في تحديد ما إذا كانت ترغب فعلياً في أن تكون جزءاً منه.
أرسلت المملكة وزير خارجيتها الأمير فيصل بن فرحان آل سعود. لكنها لم تقبل الدعوة بالكامل، والتزم ممثلون عن السعودية الصمت حتى الآن في معظم اجتماعات المجموعة في البرازيل، وفقاً لثلاثة أشخاص مطلعين على الإجراءات طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم لمناقشة الأمر. وأضافوا أنه ليس من الواضح ما إذا كانت السعودية ستنضم إلى التكتل أم ستكون خارجه.
انتقاد رئيس البرازيل للغرب
تبادل لولا، وهو الاسم الذي يُعرف به عالمياً الرئيس البرازيلي، أطراف الحديث والضحكات مع رئيس الوزراء الهندي مودي، الذي سيتولى رئاسة “بريكس” من البرازيل. وافتتح الجلسة الأولى لاحقاً بانتقاد معتاد للغرب بسبب زيادته الكبيرة في الإنفاق الدفاعي، وهجوم مبطن على الرئيس الأميركي دونالد ترمب.
قال لولا، بينما كانت زوجته روزانجيلا “جانجا” دا سيلفا تقف خلفه مباشرة: “أصبح القانون الدولي حبراً على ورق، وكذلك الحل السلمي للنزاعات”. وأضاف: “قرار الناتو الأخير يُغذي سباق التسلح”. وأشار إلى سهولة موافقة الدول على تخصيص 5% من الناتج المحلي الإجمالي للإنفاق العسكري مقارنةً بمساعدات التنمية، وأضاف: “الاستثمار في الحرب أسهل دائماً من الاستثمار في السلام”.
بدأ اجتماع مجموعة “بريكس” للتو، وحتى مع حضور ستة فقط من قادة الدول العشر، فإنه يُشكل تحدياً للنظام الذي تقوده الولايات المتحدة.