لوبي دفاعي يرفض زيادة واردات السلاح الأميركي ضمن أي اتفاق تجاري

قال رئيس مجموعة تمثل القطاع الدفاعي في ألمانيا إن على أوروبا مقاومة أي محاولات أميركية لإدراج مشتريات الأسلحة ضمن صفقة شاملة تتعلق بالرسوم الجمركية، داعياً القادة إلى توجيه الإنفاق العسكري نحو التصنيع المحلي.
قال هانس كريستوف أتسبودين، المدير العام لاتحاد الصناعات الأمنية والدفاعية الألمانية، في مقابلة، إن القارة الأوروبية ينبغي أن تستغل الزيادات في الميزانيات العسكرية لبناء قاعدة صناعية خاصة بها لإنتاج أنظمة تشمل المدفعية والدفاع الجوي والطائرات المسيّرة، مع الحفاظ في الوقت ذاته على علاقتها بشركات الدفاع الأميركية.
استثمارات دفاعية أكبر في أوروبا
قال أتسبودين، الذي تمثل منظمته شركات دفاع ألمانية كبرى مثل “رين ميتال” (Rheinmetall) وقسم الصناعات البحرية في “تيسن كروب” (Thyssenkrupp): “لا يمكنك أن تكون شريكاً إلا إذا كانت لديك قدراتك الخاصة.. وفي حال عدم توفرها، فأنت مجرد مشترٍ يقف في آخر الصف، آملاً في الحصول على ما تبقى”.
عززت ألمانيا إنفاقها العسكري بعدما كشفت الحرب الروسية الأوكرانية أنها غير مجهزة بما يكفي للدفاع عن نفسها أو عن حلفائها، خصوصاً مع تراجع الولايات المتحدة عن التزاماتها الأمنية العابرة للأطلسي الممتدة منذ عقود. خفف المستشار القادم فريدريش ميرتس قيود الدين في البلاد، ما فتح الباب أمام مزيد من الاستثمارات في قطاع الدفاع.
تتبلور خطط الإنفاق في وقت تخوض فيه أوروبا صراعاً مع الولايات المتحدة بشأن التجارة. أجّل ترمب يوم الأربعاء فرض رسوم جمركية شاملة على الواردات الأوروبية لمدة 90 يوماً، ممهداً الطريق لمفاوضات تهدف إلى التوصل لاتفاق. في يناير الماضي، ألمح نائب رئيس المفوضية الأوروبية، فالديس دومبروفسكيس، إلى أن الاتحاد الأوروبي منفتح على إدراج مشتريات الطاقة والأسلحة الأميركية ضمن المحادثات.
أوروبا بين كبار مشتري السلاح الأميركي
يرى أنسبودين أن ذلك قد يكون خطأً، وبدلاً من ذلك، يقترح أن تسرّع أوروبا الإجراءات البيروقراطية المرتبطة بتصاريح حماية البيئة والموافقات الأمنية، لمساعدة صناعة الدفاع في القارة على أن تصبح أكثر قدرة على المنافسة وأقل اعتماداً على مصنّعي الأسلحة في الولايات المتحدة.
يُعد أعضاء حلف الناتو الأوروبيون من كبار مشتري الأسلحة الأميركية، إذ يستوردون كل شيء من مقاتلات “F-35” التي تصنّعها “لوكهيد مارتن” إلى نظام صواريخ “باتريوت” من “رايثيون” (Raytheon). ويقدّر معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام، أن الولايات المتحدة شكلت 64% من واردات هذه الدول من الأسلحة خلال الفترة 2020–2024، ارتفاعاً من 52% في فترة السنوات الخمس السابقة. كما تُظهر بيانات المعهد أن دول حلف الناتو الأوروبية تمتلك ما يقرب من 500 طائرة قتالية أميركية الصنع، ولا تزال أسلحة أخرى عديدة قيد الطلب.
في ألمانيا، يعكس اتفاق الائتلاف الذي تم التوصل إليه يوم الأربعاء أولويات عديدة لأتسبودين، مثل التحوّل إلى خطة استثمار دفاعي تمتد لعدة سنوات وقال عنها قطاع الدفاع إنها أساسية لضخ استثمارات كبيرة في قدرات الإنتاج.
كما دعا أتسبودين ميرتس إلى مواجهة المعارضة السياسية والمجتمعية المتزايدة لإعادة التسلّح في ألمانيا. وأظهر استطلاع أجرته مؤسسة “فورسا” في مارس أن واحداً فقط من كل ستة ألمان مستعد لحمل السلاح للدفاع عن بلاده.
ينقسم الشباب الألمان، على وجه الخصوص، انقساماً شديداً، فقد أظهرت الانتخابات الأحدث أن الحزبين الأقوى بين الناخبين الذين تقل أعمارهم عن 25 عاماً -“دي لينكه” اليساري و”البديل من أجل ألمانيا” اليميني المتطرف- رفضا خطة ميرتس للإنفاق الدفاعي.