لماذا تهتم الشركات السويدية بالاستثمار في مصر؟

تسعى السويد لزيادة استثماراتها بقطاعات عدة في مصر مستهدفةً زيادة الإنتاج المحلي ورفع التصدير بالاستفادة من الموقع الجغرافي للبلاد، بحسب وزير التعاون الإنمائي الدولي والتجارة الخارجية في السويد بنجامين دوسا في مقابلة مع “الشرق”، على هامش منتدى الأعمال المصري السويدي في القاهرة اليوم الثلاثاء.
تتواجد عدة شركات سويدية في مصر منذ عقود طويلة، من بينها شركة “إريكسون” التي مضى على بدء أعمالها نحو 125 عاماً، إضافة إلى شركة “فولفو” لصناعة الشاحنات والحافلات. قال دوسا إن بلاده تسعى للتعاون مع مصر بشكل أكبر من خلال زيادة التجارة البينية وضخ المزيد من الاستثمارات.
بلغت التجارة بين السويد ومصر العام الماضي نحو 78.8 مليار جنيه مصري بزيادة سنوية تناهز 40%. وارتفعت الصادرات من السويد إلى مصر بنسبة 37%، بينما ارتفعت الصادرات من مصر إلى السويد بنسبة 28%، بحسب أرقام صادرة عن السفارة السويدية في القاهرة.
التصدير لآسيا وأفريقيا وأوروبا من مصر
قال بنجامين دوسا إن الاستثمارات في مصر لا تقتصر فقط على التصنيع واستهداف السوق المحلي، بل تهدف أيضاً إلى التصدير لآسيا وإفريقيا وأوروبا. وأضاف: “الشركات السويدية ترى إمكانات كبيرة في السوق المصري، ليس فقط من أجل البيع للمستهلك المصري، بل تسعى للاستفادة من الموقع الجغرافي لمصر كمركز للوصول إلى إفريقيا وآسيا وأوروبا”.
تُصدر السويد بشكل رئيسي الخشب والحديد والآلات والمستحضرات الصيدلانية والورق والمركبات إلى مصر. على الجانب الآخر، تصدر مصر الفواكه والخضروات والسجاد والمركبات الكيميائية المختلفة إلى السويد، وتعد مصر أكبر شريك تصدير للسويد في أفريقيا، وثالث أكبر شريك للتصدير في الشرق الأوسط.
تستهدف مصر جذب استثمارات سويدية جديدة في قطاعات الطاقة المتجددة والهندسة والتكنولوجيا بهدف خلق فرص للتوظيف، وتوطين هذه الصناعات، وجعل البلاد مركزاً إقليمياً تصدر منه الشركات منتجاتها إلى الخارج، بحسب حسن الخطيب، وزير الاستثمار والتجارة الخارجية، في مقابلة مع “الشرق”، على هامش المنتدى.
لتحقيق هذا الهدف، تعمل وزارة الاستثمار والتجارة الخارجية مع وزارة المالية لاعتماد إجراءات للمساهمة في تحقيق مستهدفات الحكومة لتسهيل إجراءات الجمارك، بحسب الخطيب، مضيفاً أن إجراء تقليص زمن الإفراج الجمركي إلى يومين فقط جاري العمل عليه ليتم تنفيذه قبل نهاية العام.
استثمارات “فولفو” و”إريكسون” في مصر
تعمل شركتا “جي بي كورب” المصرية لصناعة الحافلات والشاحنات و”فولفو للحافلات” السويدية على زيادة القدرة الإنتاجية في مصر بهدف رفع معدل الصادرات من مصر إلى المنطقة والدول المجاورة وكذلك إلى بقية أفريقيا والشرق الأوسط. قال دان بيترسون، نائب الرئيس الأعلى في شركة فولفو للحافلات إن الشراكة تفتح فرصاً للعمل في أسواق عديدة خارج السوق المصري.
نوّه بيترسون في مقابلة مع الشرق أن مصر لديها إمكانيات كبيرة، وأضاف: “مصر مرت بأوقات عصيبة بالنسبة إلى أسعار صرف العملة، والآن الوضع يتحسن، ولذلك من المهم رفع الصادرات إلى خارج مصر لجذب العملات الأجنبية، ونستهدف مضاعفة حجم المبيعات مرتين بل ربما ثلاث مرات إلى جانب شريكنا المصري”.
تدرس “فولفو” خيارات عديدة لتحقيق الانتقال الطاقي في قطاع النقل العمومي عبر الحافلات والتوزيع عبر الشاحانت في مصر، أشار بيترسون إلى التوجه نحو استخدام البطاريات الكهربائية، إضافة إلى استخدام الهيدروجين في محركات الاحتراق.
شركة “إريكسون” ترى هي الأخرى مصر سوقاً مهماً إذ تعتبر من أكبر ثلاث أسواق لدى الشركة السويدية، بحسب فيفيك ساشديفا، نائب الرئيس ورئيس قسم مراقبة الأعمال والتوريد في “إريكسون” أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا في مقابلة مع “الشرق”.
أطلقت الشركة العام الماضي مركز للذكاء الاصطناعي في مصر، إضافة إلى مركز لتقديم الخدمات، وتتطلع لزيادة أعمالها مع قرب إطلاق الجيل الخامس في وقت لاحق من العام الحالي بحسب ساشديفا. وتتطلع “إريكسون” لتكون مساهماً رئيسياً في إجراء الدراسات المتعلقة بتقنيات الجيل الخامس، وتنفق من أجل ذلك 17 إلى 18% من أرباحها على البحث والتطوير.