للمرة الأولى.. العراق يسعى لشراء شحنات غاز مسال وسط مخاوف الإمدادات

يتطلع العراق لشراء شحنات من الغاز الطبيعي المسال للمرة الأولى وسط غموض مصير الإمدادات من إيران، مما يثير احتمال حدوث نقص في الكهرباء.
تجري الدولة محادثات واسعة النطاق مع شركات لتأمين سفينة متخصصة لاستخدامها كمحطة عائمة لاستيراد الغاز الطبيعي المسال، وفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر، طلبوا عدم ذكر أسمائهم لخصوصية المناقشات. وقال حمزة عبد الباقي المدير العام لشركة غاز الجنوب العراقية في مقابلة إن الأمر يتضمن خطة مع شركة مقرها الإمارات لجلب إمدادات الغاز الطبيعي المسال ومحطة عائمة.
وتأتي أولى محاولات العراق لشراء الغاز المسال على الإطلاق بعدما أنهت الولايات المتحدة الإعفاءات الممنوحة للعراق لشراء الكهرباء من إيران، وسط خطط الرئيس الأميركي دونالد ترمب لتشديد الضغوط على طهران. وقد تواجه بغداد صعوبة في التعاقد على وحدة استيراد عائمة قبل ارتفاع الطلب في الصيف، حيث يستغرق تشغيلها عادة أكثر من عام، كما أن توافرها نادر.
تحديات الكهرباء في العراق
مشتريات الطاقة من إيران تشكل حصة صغيرة من إجمالي استهلاك الكهرباء في العراق. ومع ذلك، يعتمد العراق على الغاز الإيراني لتشغيل محطات توليد الطاقة. لكن الإمدادات شهدت اضطرابات بسبب المشكلات الفنية وقضايا السداد.
كما أن التحرك الأميركي من شأنه أن يعقد عمليات الشراء التي سيجريها العراق للغاز من إيران، ومن المرجح أن يؤدي التراجع إلى المزيد من انقطاعات الكهرباء خلال الصيف إذ قد تتجاوز درجات الحرارة 45 درجة مئوية. وقال المتحدث باسم وزارة الكهرباء أحمد موسى لوكالة الأنباء العراقية يوم الإثنين إن إمدادات الكهرباء إلى المحطات في بغداد ومنطقة الفرات الأوسط توقفت بالفعل خلال الشهرين الماضيين. وأضاف أن إمدادات الكهرباء إلى محطات الكهرباء في جنوب العراق كانت غير مستقرة أيضاً.
محطة عائمة لاستيراد الغاز الطبيعي
العراق يعمل على وضع خطط لتأمين الوقود من مصادر أخرى، بما في ذلك إنشاء منصات عائمة في الموانئ العراقية لاستيراد غاز مسال بما يصل إلى 600 مليون قدم مكعب قياسي أسبوعياً. وقالت البلاد إنها تتوقع تشغيل هذه المنصات قبل هذا الصيف.
وقال عبد الباقي إن محطة استيراد الغاز الطبيعي المسال العائمة قد تشكل، بمجرد تركيبها، نحو 50% من الغاز الذي يحصل عليه العراق من إيران.
تجدر الإشارة إلى أن تركيب وحدات التخزين العائمة وإعادة التغويز، كما تسمى سفن استيراد الغاز الطبيعي المسال، قد يستغرق أكثر من عام. وحتى تلك التي تم بناؤها بسرعة في أوروبا بعد غزو روسيا لأوكرانيا في 2022 استغرق بناؤها شهوراً. وتسبب هذا الطلب الكبير أيضاً في نقصٍ في هذه السفن العائمة.