لبنان يبحث مع العراق إحياء خط أنابيب نفط بين البلدين

يجري لبنان مباحثات مع مسؤولين عراقيين لإعادة إحياء خط أنابيب نفط يربط بين البلدين منذ خمسينيات القرن الماضي، ودراسة مدى إمكانية ضخ الخام عبره متى استقرت الأوضاع في سوريا، وذلك ضمن مساعيه لتوفير الوقود اللازم لحل مشكلة انقطاع الكهرباء، بحسب جو صدّي وزير الطاقة والمياه اللبناني.
وأضاف في حديث لـ”الشرق” أن الزيارة التي يقوم بها إلى بغداد تهدف لبحث فرص التعاون بين البلدين في مجال الطاقة، وتمديد العمل بعقود سارية مع وزارة الكهرباء اللبنانية لمواصلة مدها بالوقود، منوّهاً بأن العراق كان له دور كبير في تزويد لبنان بالطاقة لتوليد الكهرباء خلال الأوضاع الصعبة التي مر بها مؤخراً.
وافق العراق على تزويد لبنان بالوقود لمدة ستة أشهر في مارس الماضي، وذلك خلال مباحثات هاتفية بين رئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني ورئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، بحسب بيان نقلته وكالة الأنباء العراقية.
كان العراق قد وقّع مذكرة تفاهم مع لبنان، في مايو 2023 لتزويده بالنفط والمشتقات البترولية بكمية سنوية تصل إلى مليوني طن من الخام.
أزمة الكهرباء في لبنان
يواجه لبنان أزمة طاحنة في قطاع الكهرباء خصوصاً بعد حروب مدمرة طالت بنية الطاقة التحتية. وتطبق الحكومة تقنيناً شديداً في استهلاك الطاقة منذ عقود، إذ أدت المشاحنات السياسية إلى تعطيل خطط إصلاح قطاع الكهرباء، لتتفاقم الانقطاعات خلال الأزمة المالية التي ضربت البلاد خلال 2019.
في ظل هذه الظروف، اضطرت مؤسسة كهرباء لبنان إلى إعطاء الأولوية لتغذية المرافق الأساسية فقط، مثل مطار بيروت الدولي، بينما تعتمد معظم المناطق الأخرى على المولدات الخاصة أو أنظمة الطاقة الشمسية، والتي لا توفر حلاً مستداماً للأزمة.
كشف وزير الاقتصاد والتجارة اللبناني عامر البساط، في مقابلة مع “الشرق” على هامش مشاركته في الاجتماعات السنوية لصندوق النقد والبنك الدوليين الأسبوع الماضي، توصل لبنان لاتفاق نهائي مع البنك الدولي لإصلاح قطاع الكهرباء.
وكان رئيس “البنك الإسلامي للتنمية” محمد سليمان الجاسر قد قال مؤخراً إنه أجرى مباحثات مع لبنان وسوريا بشأن تمويل مشاريع تتعلق بمرحلة إعادة البناء، خصوصاً في قطاع الكهرباء الذي وصفه بأنه “عصب التنمية” في كلا البلدين.
مشاريع عراقية لحل انقطاع الكهرباء
أما في العراق، فقد شرعت الحكومة في تنفيذ مشاريع استثمارية لتخطي التحديات الكبرى التي يواجهها قطاع الكهرباء في البلاد نتيجة اعتماده المفرط على الغاز الإيراني، الذي شهد انقطاعات متكررة بسبب مشكلات فنية وتأخيرات في السداد.
تنوعت مبادرات العراق بين منح عقود استكشاف للغاز والنفط في البلاد، وإطلاق مشاريع لمد أنابيب للغاز، ومعالجة النفايات لتوليد الكهرباء، كتلك العقود التي منحها لشركة شنغهاي الصينية لتنفيذ مشروع معالجة النفايات وتوليد الطاقة الكهربائية في منطقة النهروان، كما قرر نقل كميات من الغاز المصاحب إلى إيران لمعالجته هناك وتحويله إلى وقود ثم إعادته إلى الأراضي العراقية مرة أخرى.
ينتج العراق حالياً 27 ألف ميغاواط من الطاقة الكهربائية عبر محطات تعمل غالبيتها على الغاز، ولكن الطاقة الإنتاجية تنخفض في بعض الأحيان إلى 17 ألف ميغاواط. هذه الكمية في حالتها القصوى، لا تسد حاجة البلاد من الكهرباء، والتي تحتاج في أوقات الذروة 40 ألف ميغاواط من أجل ضمان توفير طاقة على مدار اليوم.
الوزير اللبناني قال إنه عرض على الجانب العراقي الخبرة اللبنانية في مجال الطاقة الشمسية والتي شهدت تطوراً كبيراً بفعل أزمة نقص الوقود التقليدي التي تمر بها البلاد، وبحث مدى امكانية تطوير التعاون بين البلدين في هذا النوع من الطاقة النظيفة.