اخر الاخبار

لاغارد تشيد بصمود سوق العمل الأوروبية في وجه الصدمات

قالت رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد إن سوق العمل في أوروبا أظهرت صموداً لافتاً في مواجهة صدمة تضخمية لم نشهد مثيلاً لها في 100 عام، إضافة إلى الزيادات الحادة في أسعار الفائدة.

أوضحت لاغارد في كلمتها، السبت، بمنتدى “جاكسون هول” في وايومنغ، حيث تشارك في الندوة السنوية للاحتياطي الفيدرالي الأميركي، أن التوظيف ارتفع 4.1% بين نهاية عام 2021 ومنتصف 2025، وهو ما يوازي تقريباً نمو الاقتصاد ويزيد بنحو الضعف عمّا تشير إليه القاعدة الاقتصادية المعتادة. وأضافت أن الظروف العالمية المواتية ومكامن القوة على الصعيد المحلي ساعدت في تحقيق هذه النتيجة.

وقالت: “انخفض التضخم بشكل حاد، وبكلفة منخفضة بشكل لافت على التوظيف. ومن خلال فهم مصادر هذه المرونة الأخيرة، يمكننا أن نكون أكثر استعداداً للصدمات المقبلة، أياً كان شكلها”.

معركة المركزي الأوروبي مع التضخم

اضطر البنك المركزي الأوروبي، مثل الفيدرالي الأميركي وبنك إنجلترا، إلى رفع الفائدة بشكل حاد، خلال السنوات الأخيرة، استجابةً لارتفاع أسعار المستهلكين، ثم بدأ تدريجياً في التراجع عن هذا التشديد النقدي مع تقهقر التضخم نحو مستوى 2%. وتشير أحدث التوقعات إلى استقرار التضخم عند ذلك المستوى حتى 2027، فيما ألمح صناع السياسة النقدية إلى أن المهمة قد تكون أنجزت.

التضخم في منطقة اليورو يستقر عند 2% في يوليو متجاوزاً التوقعات

أبقى مسؤولو السياسية النقدية سعر الإيداع دون تغيير عند 2% في يوليو، ومن المرجح بشكل متزايد أن يواصلوا النهج نفسه الشهر المقبل. وقال رئيس “بوندسبنك” يواخيم ناغل لـ”بلومبرغ” يوم الجمعة إن الأمر يتطلب “ظروفاً استثنائية” لأجراء أي خفض إضافي بعد إجراء ثماني تخفيضات للفائدة حتى الآن.

وفي كلمتها بالجلسة التي يشارك فيها أيضاً محافظ بنك إنجلترا أندرو بيلي ومحافظ بنك اليابان كازو أويدا، لم تتطرق لاغارد إلى آفاق أسعار الفائدة.

كيف صمدت سوق العمل الأوروبية؟

وحول أسباب قوة سوق العمل الأوروبية، أشارت لاغارد إلى التشديد النقدي، والتراجع الموازي في التضخم، تزامناَ مع انحسار اختناقات الإمدادات عالمياً، والانخفاض الحاد في أسعار الطاقة، والسياسات المالية الاستباقية.

كما أشارت إلى تأخر استجابة الأجور للتضخم، وهو ما دعم مستويات التوظيف، إضافة إلى تقليص ساعات العمل وزيادة المعروض من العمالة.

وقالت: “من الصعب القول بثقة إن أنماط السنوات الأخيرة ستستمر”. وأوضحت أن الاتجاهات الديموغرافية مرشحة للاستمرار، وأن احتفاظ الشركات بالعمالة قد يستمر بما يضغط على إنتاجية العمل، بينما يمكن للتكنولوجيا والأتمتة والذكاء الاصطناعي أن تدفع في الاتجاه المعاكس.

وأضافت: “لقد خرجت سوق العمل الأوروبي من الصدمات الأخيرة بحالة جيدة على نحو غير متوقع، لكن علينا أن نكون حذرين في افتراض استمرار هذا التوافق الفريد من العوامل”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *