اخر الاخبار

كيف غزا “ستيتش” كوكب الأرض من جديد

بعد أكثر من عشرين عاماً على عرض الفيلم الكرتوني “Lilo & Stitch”، إذا بالكائن الفضائي الأزرق الشقي يغزو كوكبنا من جديد. فخلال السنتين اللتين سبقتا طرح النسخة الحية من الفيلم في مايو 2025 والذي تجاوزت إيراداته حتى الآن المليار دولار على شبابيك التذاكر، أطلقت”ديزني” حملة تسويقية ضخمة لإعادة إحياء الشخصية. 

فجأة أصبح “ستيتش” في كل مكان، من الألعاب إلى المستلزمات المدرسية حتى علب المكياج، ومن مقاطع الفيديو على “تيك توك” إلى الفعاليات في منتزهات “ديزني”، جاذباً الأطفال ومعهم أهاليهم الذين أيقظ فيهم الحنين إلى الطفولة.

ومع انتشار موضة “الوحوش الظريفة”، مثل دمية “لابوبو” التي تحولت إلى أيقونة موضة، وجد “ستيتش” بابتسامته الغريبة، وشكله الشقي مكانه الطبيعي وسط هذه الموجة، ليصبح رمزاً ثقافياً، ينافس “ميكي ماوس” نفسه على عرش “ديزني”.

خطة تسويقية سبقت إطلاق الفيلم

 أطلقت “ديزني” حملة تسويقية لإعادة تقديم “ستيتش” إلى جيل جديد من الأطفال، تمهيداً لطرح النسخة الحية في عام 2025، بهدف ترسيخ العلاقة بين الجمهور والشخصية قبل عرض الفيلم في صالات السينما.

وقال نايجل كوك، نائب رئيس “ديزني” لتسويق العلامة التجارية والسلع الاستهلاكية في تصريح لموقع Toy World “شعبية (ستيتش) كانت تتصاعد منذ أكثر من عقد، لكنها شهدت قفزة لافتة خلال العامين الماضيين، زاد من زخمها التحضير لطرح النسخة الحية من الفيلم”.

وبحسب تقرير لـ”وول ستريت جورنال”، ارتفعت مبيعات منتجات “ستيتش” والسلع المتعلقة به لتصل إلى 2.6 مليار دولار في عام 2024.

وأشارت “ديزني” في تقرير أرباحها الفصلية الصادر في أغسطس 2025 إلى أن “ستيتش” في طريقه ليصبح ثاني أكبر علامة للسلع المرخّصة لدى الشركة هذا العام، خلف “ميكي ماوس” فقط، متقدّماً بذلك على شخصيات شهيرة مثل الأميرات و”سيمبا”.

وقد بدأت “ديزني” فعلاً التخطيط لإنتاج جزء ثاني من الفيلم.

ستيتش” في كل مكان: من الأزياء إلى الألعاب

تحوّل هذا الكائن الفضائي الأزرق سريعاً إلى ظاهرة استهلاكية واسعة الانتشار. فقد سارعت علامات أزياء عالمية مثل “غاب” و”أديداس” و”برايمارك” و”زارا” وغيرها إلى طرح مجموعات خاصة بـ”ستيتش” استهدفت الأطفال كما فئات أوسع من الجيل “زد” وجيل الألفية.

ومع اقتراب موسم العودة إلى المدارس، برزت شخصية “ستيتش” بقوة في أقسام القرطاسية. فزينت صوره أغلفة الدفاتر، وظهرت تعابيره المشاغبة على المقالم والحقائب وزجاجات المياه، ما جعلها من أكثر المنتجات رواجاً في فئة المستلزمات المدرسية.

اقرأ أيضاً: ديزني لاند أبوظبي.. كل ما تريد معرفته عن المدينة الترفيهية المرتقبة

أما في أقسام الألعاب، فقد تصدّرت دُماه المحشوة الرفوف، إلى جانب مجسّمات قابلة للجمع وألعاب إلكترونية. ووفقاً لبيانات شركة “سيركانا”(Circana) لأبحاث السوق، ساهمت ألعاب “ستيتش” في تعزيز أداء فئة الألعاب المرخصة التي استحوذت على 34% من مبيعات الألعاب العالمية في عام 2024.

وامتد حضور “ستيتش” إلى عالم التجميل، فأطلقت عدة علامات تجارية، بينها “ماد بيوتي” (Mad Beauty)، مجموعات مستحضرات مكياج مخصصة للفتيات الصغيرات، ضمت ظلال عيون ومرطبات شفاه وأقنعة وجه مستوحاة من ألوان الشخصية.

هذا الزخم لم يقتصر على “ستيتش” وحده، بل شمل شخصيات مرتبطة به، مثل صديقته الفضائية الوردية “إنجل”، وصديقته البشرية “ليلو” التي عادت إلى الواجهة بإطلالات هاواي التقليدية.

حنين الأهل وحماسة الجيل الرقمي

استثمرت “ديزني” في حنين جيل الألفية والشريحة الأكبر سناً من الجيل “زد” إلى طفولتهم، فهم الجيل الذي واكب النسخة الكرتونية الأصلية من “Lilo & Stitch” عند صدورها عام 2002. فبنت حملتها على مفهوم “أوهانا” –أو العائلة– الذي يشكل جوهر الفيلم، لتحويل التجربة إلى رابط عاطفي يجمع أكثر من جيل.

الأهل الذين كبروا مع “ستيتش” رغبوا بمشاهدته من جديد برفقة أطفالهم، كما حدث مع فيلم “باربي” عام 2023 الذي جذب الأمهات إلى صالات السينما مع بناتهن وأدى إلى طفرة في مبيعات الدمية الشهيرة من “ماتيل”.

وتشير التقديرات إلى أن نحو 70% من آباء وأمهات الأطفال اليوم ينتمون إلى جيل الألفية.

بالتوازي، وجّهت “ديزني” استراتيجيتها نحو الشريحة الأصغر من الجيل “زد” والأطفال من جيل “ألفا” باستخدام أدوات عصرهم: فلاتر الواقع المعزز وتحديات الرقص والميمز ومقاطع الفيديو القصيرة على “تيك توك” و”إنستغرام”، إلى جانب المحتوى الذي يصنعه المتابعون أنفسهم، ما دعّم حضور “ستيتش” في ثقافة الإنترنت وجعله شخصية قريبة من يومياتهم الرقمية.

وامتدت الحملة أيضاً إلى فعاليات حيّة في متنزهات “ديزني” حول العالم، حيث نُظّمت أنشطة تفاعلية عمّقت ارتباط الجمهور بالشخصية.

“ستيتش” و”لابوبو”: وحوش ظريفة مربحة

ترافق صعود نجم “ستيتش” مجدداً مع انتشار موضة “الوحوش الظريفة” التي تغزو الثقافة الشعبية، وتقودها شخصيات مثل دمية “لابوبو” من علامة “بوب مارت” الصينية. هذه الدمية، بملامحها الغريبة وابتسامتها المشاغبة، تحوّلت إلى أيقونة موضة على منصات التواصل، وجذبت جيلاً يبحث عن شخصيات غير نمطية تمزج بين البراءة والتمرّد، وتعكس ذوقاً بصرياً جديداً يفضّل الغرابة المحبّبة على الكمال.

وسجلت سلسلة “الوحوش” التي تضم لابوبو وحدها 3.04 مليار يوان من المبيعات للشركة، أو ما يعادل 23% من إجمالي الإيرادات، بنمو سنوي تجاوز 726%. ونمت فئة الدمى المحشوة بأكثر من 1,200%. ومع توفرها الآن في أكثر من 30 دولة

كما هو الحال مع “لابوبو”، يجمع “ستيتش” بين المظهر الغريب والسلوك المشاكس، ما يمنحه جاذبية لدى جمهور يبحث عن شخصيات تعبّر عن التمرد بطريقة لطيفة. حتى أن شكله يشبه “لابوبو” بعض الشيء، بخاصة ابتسامته. فكلاهما يمثّل نموذج “الوحش الظريف” الذي يكسر القواعد الجمالية التقليدية. 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *