اخر الاخبار

كيف عادت “تسلا” إلى نادي التريليون؟

عادت شركة “تسلا” إلى نادي التريليون دولار للمرة الأولى منذ فبراير. أضافت شركة السيارات الكهربائية التي يشغل إيلون ماسك منصب الرئيس التنفيذي بها، نحو 65 مليار دولار إلى قيمتها السوقية صباح يوم الإثنين، وقت كتابة هذه السطور، لتعود بذلك إلى حاجز الأرقام الثلاثة عشر (أي التريليون دولار).

يعود السبب المباشر على ما يبدو إلى الهدنة الجزئية في الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، ما أدى إلى ارتفاع مؤشر “إس آند بي 500” بنسبة 2.5%. أما مكاسب تسلا، فقد تضاعفت أكثر من ذلك، مما يعكس، على الأرجح، المزايا المحددة التي يُفترض أن تجنيها من هذا التطور، بما في ذلك… الأجواء الإيجابية؟ 

رغم أن “تسلا” علّقت مؤخراً ما تُسميه، بشكل مثير للتساؤل، “التوقعات المستقبلية” بسبب الاضطرابات الجمركية، فقد أشارت في الوقت نفسه إلى أن نشاطها الأساسي في السيارات الكهربائية يتمتع بقدر أكبر من الامتيازات مقارنة ببقية شركات السيارات.

سلاسل توريد محلية تحمي من التعريفات

تميل سلاسل توريد الشركة إلى أن تكون محلية، حيث تتمتع السيارات المبيعة في الولايات المتحدة بنسبة امتثال تبلغ 85% لبنود اتفاقية الولايات المتحدة والمكسيك وكندا من حيث المحتوى. في الواقع، هذا لا يمنح الشركة حصانة (امتيازات) كاملة، لكنه يضعها في وضع أفضل بكثير مقارنة بشركات مثل “جنرال موتورز”. 

أما قطاع الطاقة في “تسلا”، فهو أكثر عرضة للتأثر لأنه يعتمد على استيراد البطاريات من الصين. ومع ذلك، من الصعب تبرير قفزة بنحو 60 مليار دولار في القيمة السوقية استناداً إلى قطاع لا يتجاوز هامش أرباحه الإجمالية خلال الفترة الماضية 3 مليارات دولار.

تفاؤل الأسواق بخطوات التهدئة

ربما يسود شعور بأن أي بادرة تهدئة تُعد أمراً إيجابياً، خاصة وأن أكبر سوقين وأهم مراكز إنتاج لشركة “تسلا” يقعان في الولايات المتحدة والصين. لكن يوجد اعتراضان واضحان على هذا الطرح أحدهما هو اعتبار أي تطور في مسألة التعريفات الجمركية المليئة بالتقلبات والتغيرات المستمرة، التي يفرضها ترمب بمثابة الفصل الأخير يبدو غير منطقي أو مجنون في الوقت الراهن. أما الاعتراض الثاني، هو أن العلاقات بين الولايات المتحدة والصين ليست المشكلة الكبرى التي تواجه “تسلا” بل هي بعيدة عن ذلك تماماً.

تراجع تسلا في شنغهاي مستمر

تجسدت المشكلة الحقيقية بوضوح في البيانات التي نُشرت الأسبوع الماضي، وتجاهلها الكثيرون على ما يبدو، إذ أظهرت أن شحنات مصنع “تسلا” في شنغهاي انخفضت في أبريل للشهر السابع على التوالي. تبلغ حصة “تسلا” في سوق “السيارات الكهربائية الجديدة” في الصين -وهي أهم سوق للسيارات الكهربائية في العالم- نحو 5.1% حتى الآن هذا العام، حسب بيانات جمعها مصرف “غولدمان ساكس”، مقابل 6.9% في الفترة نفسها من العام الماضي.

أما منافستها الصينية “بي واي دي”، فتبلغ حصتها السوقية 27.3%. ويأتي ذلك رغم الحملة الترويجية الكبيرة لـ”تحديث” طراز “واي”  الذي حاولت “تسلا” أن تُعزي إليه ضعف نتائجها في الربع الأول بسبب توقف الإنتاج، وعلّقت عليه آمالها في تعويض الخسائر خلال الربع الثاني. 

كما أظهرت بيانات المبيعات في أوروبا ضعفاً مماثلاً خلال أبريل، مما يُضعف أكثر الفكرة القائلة إن مشكلات الربع الأول كانت مؤقتة ومرتبطة فقط باختناقات في سلاسل التوريد.

أنشطة ماسك السياسية تضر الشركة

بل إن الأنشطة السياسية التي يقوم بها إيلون ماسك ألحقت الضرر بعلامة تجارية كانت تتعثر أصلاً بسبب غياب طرازات جديدة من السيارات الكهربائية التي تكون ميسورة التكلفة ومثيرة للاهتمام. فـ”التحديث” لا يُعد بديلاً كافياً لسيارة جديدة بالكامل، وآخر ما قدمته “تسلا” في هذا الصدد، سيارة “سايبرتراك”، لم تحقق النجاح المتوقع حتى الآن. 

ورغم ذلك، من اللافت أن تقييم “تسلا” عاد ليتجاوز تريليون دولار للمرة الأولى منذ صدور سلسلة تقارير المبيعات الضعيفة من أوروبا والنتائج المالية السيئة، التي تضمنت خسارة تشغيلية صافية في قطاع السيارات الكهربائية لأول مرة منذ سنوات.

مضاعفات تقييم مبالغ فيها

 واصلت أسهم الشركة الصعود رغم خفض التقديرات، ما أدى إلى تضخم مضاعفات تقييم “تسلا” بصورة كبيرة. يتم تداول أسهم الشركة عند 133 مرة من الأرباح المستقبلية المتوقعة، مما يعني أن أسهم “تسلا” عادت إلى المستويات التي كانت عليها خلال نشوة ما بعد الانتخابات، عندما كان يُنظر إلى قرب ماسك من الرئيس الأميركي الجديد على أنه أمر إيجابي تماماً للشركة. لكن تبين لاحقاً أن هذا الانطباع لم يكن سوى “أجواء عامة”… وكان خاطئاً بوضوح.

 الارتفاع الحاصل يوم الإثنين قد يكون ناتجاً عن أسباب غامضة، ولكن الحقائق الأساسية التي تؤثر على السوق تظل كما هي. الواقع أن نشاط “تسلا” الأساسي توقف عن النمو. وتقييمها الضخم اليوم يرتبط بوعد ماسك بإطلاق خدمة محدودة للتاكسي الآلي الشهر المقبل، والذي حتى إذ تحقق، سيكون تراجعاً كبيراً عن وعوده المتكررة بإطلاق سيارات ذاتية القيادة في كل مكان.

أوستن الحدث الأهم.. وواشنطن مجرد ضجيج

ما سيحدث في أوستن خلال يونيو سيكون أهم حدث يمكن أن يؤثر بشكل كبير على سعر سهم تسلا، ولكن في الوقت نفسه، يُظهر هذا الحدث لماذا يُعتبر سعر السهم مبالغاً فيه بالفعل بناءً على التوقعات العالية والمبالغ فيها. أما الأحداث التي تجري في واشنطن اليوم فهي مجرد عرض جانبي تم تضخيمه بشكل مبالغ فيه حتى أصبح كأنه مهرجان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *