اخر الاخبار

كيف جمع لاري إليسون ثروة بقيمة 251 مليار دولار؟

ترك لاري إليسون دراسته الجامعية قبل أن يشارك في تأسيس شركة تحولت لاحقاً إلى واحدة من أكبر شركات التكنولوجيا في العالم. وقد مكنته الثروة التي راكمها من الانضمام إلى نخبة الأفراد فائقي الثراء، حيث تجاوز في يوليو مارك زوكربيرغ ليصبح ثاني أغنى شخص في العالم.

ارتبط نجاح إليسون بأسلوب حياة مترف موثق، يشمل يخوتاً ضخمة وطائرات خاصة وعقارات فاخرة، إلى جانب شراء جزيرة في هاواي، مما يثير الجدل في بعض الأحيان.

إليك ما تحتاج لمعرفته عن حياة إليسون ومسيرته المهنية.

من هو لاري إليسون وما حجم ثروته؟

يُعد إليسون المؤسس المشارك وأكبر مساهم في شركة “أوراكل”، عملاق البرمجيات المعروف بقاعدة بياناته التي تحمل نفس الاسم، والتي تُعد العمود الفقري للعديد من أكبر الأنظمة المؤسسية حول العالم. وفي الآونة الأخيرة، نجحت الشركة في ترسيخ مكانتها في سوق البنية التحتية للحوسبة السحابية، الذي تهيمن عليه شركات منافسة مثل “أمازون”.

إليسون، البالغ من العمر 80 عاماً، يملك أكثر من 40% من أسهم شركة “أوراكل”، ومقرها أوستن بولاية تكساس، بالإضافة إلى حصة في شركة “تسلا”، وفريق للإبحار، وبطولة التنس “إنديان ويلز”، إلى جانب ممتلكات عقارية تشمل جزيرة لاناي في هاواي.

لاري إليسون يتجاوز زوكربيرغ ليصبح ثاني أغنى شخص في العالم.. التفاصيل هنا.

وبحسب مؤشر “بلومبرغ للمليارديرات”، بلغت ثروة مؤسس التكنولوجيا نحو 251.2 مليار دولار في 15 يوليو، ليحل في المركز التالي لإيلون ماسك مباشرةً. وتشكل حصته في “أوراكل” الجزء الأكبر من هذه الثروة.

كيف بنى إليسون ثروته من “أوراكل”؟

نشأ إليسون في جنوب شيكاغو بعدما تبناه أقارب والدته عندما كان عمره تسعة أشهر. وقد ترك الدراسة في جامعتي إلينوي وشيكاغو، ثم انتقل إلى بيركلي بولاية كاليفورنيا، حيث عمل في برمجة الحاسوب لدى شركة “أمبيكس” (Ampex)، وهناك شارك في تطوير قاعدة بيانات لصالح وكالة الاستخبارات المركزية (CIA) عُرفت باسم “أوراكل”.

وفي عام 1977، شارك إليسون مع اثنين من الشركاء في تأسيس الشركة التي أصبحت تُعرف لاحقاً باسم “أوراكل”. وطرحت الشركة أسهمها للاكتتاب العام الأولي في 12 مارس 1986، أي قبل يوم واحد فقط من اكتتاب شركة “مايكروسوفت”. وفي سبتمبر 2014، تنحى إليسون عن منصبه كرئيس تنفيذي للشركة، ليتولى رئاسة مجلس الإدارة إلى جانب منصب كبير مسؤولي التكنولوجيا.

لماذا تحظى “أوراكل” بزخم كبير؟

استثمرت شركة “أوراكل” خلال السنوات الأخيرة مليارات الدولارات لتصبح مزوداً للبنية التحتية السحابية، ما يعني تقديم خدمات الحوسبة والتخزين عبر الإنترنت. هذا التوجه مكّنها من الاستفادة من الحماس المتزايد في الأسواق تجاه تقنيات الذكاء الاصطناعي، مع سعي الشركات الناشئة وغيرها من شركات الذكاء الاصطناعي إلى تعزيز قدراتها الحوسبية. ومنذ إطلاق تطبيق “تشات جي بي تي” (ChatGPT) في نوفمبر 2022، ارتفع سعر سهم “أوراكل” بنحو ثلاثة أضعاف.

في 15 يوليو، قفز سهم “أوراكل” بنسبة 5.7% بعدما خففت الحكومة الأميركية بعض القيود التي فُرضت في عهد الرئيس السابق جو بايدن، مما أتاح لشركات تصنيع الرقائق مثل “إنفيديا” و”أدفانسد مايكرو ديفايسز” (Advanced Micro Devices) تصدير أنواع محددة من أشباه الموصلات إلى الصين. وكان من المتوقع أن يخفف هذا القرار من حدة التوترات في سلسلة التوريد العالمية للرقائق، وهو ما يصب في مصلحة “أوراكل”، التي تُعد من كبار المشترين لرقائق الذكاء الاصطناعي لتشغيل مراكز بياناتها.

اقرأ أيضاً: إنفيديا تخطط لاستئناف مبيعات رقائق الذكاء الاصطناعي إلى الصين

جاء هذا الارتفاع الأخير في وقت تسجل فيه الشركة نمواً هائلاً، حيث قفز سهمها بأكثر من 90% منذ أواخر أبريل، مدفوعة بإيرادات قوية وشراكات رئيسية في مجال الذكاء الاصطناعي. وكانت “بلومبرغ” قد كشفت في وقت سابق من هذا الشهر أن شركة “أوبن إيه آي” (OpenAI) أبرمت اتفاقاً مع “أوراكل” لاستئجار قدرات حوسبية غير مسبوقة، في إطار سعيها لتطوير أدوات ذكاء اصطناعي أكثر تقدماً.

كذلك، استفاد إليسون من علاقته الوثيقة بالرئيس الأميركي دونالد ترمب، حيث يُعتبر من الداعمين له وللحزب الجمهوري منذ سنوات. ومنذ عودة ترمب إلى السلطة في يناير، كافأ ترمب إليسون عبر دفع “أوراكل” إلى الواجهة في مناسبات متعددة.

يُعد إليسون و”أوركل” جزءاً من مشروع البنية التحتية للذكاء الاصطناعي الذي يُعرف باسم “ستارغيت” (Stargate)، والبالغ قيمته 500 مليار دولار، وقد تحدث ترمب عنه لأول مرة في يناير. كما أعرب ترمب عن دعمه لمساعي “أوراكل” في الاستحواذ على حصة جزئية من أعمال “تيك توك” في الولايات المتحدة، ما يمنح الشركة موطئ قدم داخل أحد أبرز التطبيقات الاستهلاكية في العالم.

اقرأ أيضاً: ترمب منفتح على شراء ماسك أو لاري إليسون تطبيق “تيك توك”

ورغم أن عرض “أوراكل” للاستحواذ على تطبيق الفيديو الشهير، المملوك لشركة “بايت دانس” الصينية (ByteDance)، الذي يضم أيضاً مستثمرين آخرين، حصل على تأييد ترمب، فإنه لا يزال بانتظار موافقة السلطات في بكين.

ما هي الأنشطة التجارية الأخرى التي يملكها إليسون؟

خلال العقد الماضي، أنفق إليسون مئات الملايين من الدولارات على شراء عقارات فاخرة، من ضمنها ممتلكات في ماليبو ورانشو ميراج بولاية كاليفورنيا، وقصر بيتشوود في نيوبورت بولاية رود آيلاند، إلى جانب عقار في منطقة خليج سان فرانسيسكو مستوحى من العمارة الإقطاعية اليابانية في القرن السادس عشر.

وكان إليسون مساهماً رئيسياً في شركة “تسلا”، حيث امتلك نحو 1.5% من أسهم الشركة، وفقاً لبيانها التمثيلي لعام 2022. وفي يونيو من العام نفسه، استقال من مجلس إدارة “تسلا”، ولم يتم الإفصاح عن حجم حصته في الوثائق التالية. كما أنه كان أحد أبرز الداعمين الخارجيين لمساعي ماسك للاستحواذ على منصة “تويتر”.

ما هي اهتمامات إليسون خارج قطاع التكنولوجيا؟

يشتهر قطب البرمجيات بحياة الترف. ففي رسالة بريد إلكتروني تعود لعام 2002، نصحه أحد المحاسبين بضرورة “وضع ميزانية وخطة إنفاق” لأن وتيرة إنفاقه باتت صعبة الاستدامة، بحسب ما ورد في مقال نشرته صحيفة “سان فرانسيسكو كرونيكل” في يناير 2006. ويعتمد إليسون في تمويل نمط حياته على الاقتراض وعوائد بيع أسهم “أوراكل” وتوزيعات أرباحها، التي تجاوزت 12 مليار دولار منذ عام 2003، وفقاً لتحليل بيانات جمعتها “بلومبرغ”.

شارك هذا البحار الشغوف جزئياً في تمويل فريق “بي إم دبليو أوراكل رايسنغ”، الذي فاز بكأس أميركا في فبراير 2010. وفي وقت لاحق من العام ذاته، باع حصته في اليخت العملاق “رايزنغ صن”، البالغ طوله 138 متراً، إلى الملياردير ديفيد غيفن.

كما نجح فريقه “أوراكل تيم يو إس إيه” في الدفاع عن لقب كأس أميركا في أكتوبر عام 2013، بعد تغلبه على الفريق النيوزيلندي. وفي عام 2010، أعلن إليسون انضمامه إلى مبادرة “تعهد العطاء” (Giving Pledge)، متعهداً بالتبرع بما لا يقل عن 95% من ثروته لصالح الأعمال الخيرية.

كيف ارتبط إليسون بجزر هاواي؟

ارتبط حب إليسون لهاواي بجذور تعود إلى طفولته، وهو ما دفعه في عام 2012 إلى شراء 98% من جزيرة لاناي مقابل 300 مليون دولار. وهناك تعاون مع الطبيب ديفيد أغوس، الذي تولى علاج صديقه الراحل المقرب ستيف جوبز، لإطلاق سلسلة منتجعات صحية فاخرة تحمل اسم “سينسي” (Sensei)، وتركز على تعزيز إطالة العمر.

وقد ساهمت شبكة علاقات إليسون في استقطاب شخصيات بارزة إلى الجزيرة التي كانت هادئة يوماً ما، من بينهم ماسك وتوم كروز ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

يرى مؤيدو إليسون أن استثماراته ساهمت في إنعاش جزيرة لاناي، إلا أن البعض يشتكون من أن الجزيرة أصبحت أكثر ترحيباً بفئة الأثرياء على حساب العائلات التي عاشت هناك لأجيال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *