كيف تبني “أرامكو” قدراتها في مجال الذكاء الاصطناعي؟
تعكف عملاق النفط “أرامكو” السعودية على تطوير نموذج لغوي كبير (Large Language Model) يحوى تريليون مَعْلمة مخصص لاستخدام موظفيها في مجال الذكاء الاصطناعي، الذي ترى أنه “قوة تحولية” لكل الصناعات لا الطاقة فحسب، وفقاً لما كشفه أمين الناصر الرئيس وكبير الإداريين التنفيذيين لدى الشركة في المنتدى الاقتصادي العالمي بدافوس.
في الوقت الحالي، يتدرب موظفو الشركة على التقنية عبر استخدام نموذج الذكاء الاصطناعي التوليدي (Generative artificial intelligence) “أرامكو ميتا برين”، والذي يستخدم 7 مليارات مَعْلمة، بحسب الناصر. النموذج الذي يُعتبر من الدرجة الصناعية يستند على بيانات تراكمية جمعتها الشركة خلال 90 عاماً، ويمثّل استثماراً استراتيجيا في الذكاء الاصطناعي التوليدي من قبل الشركة، التي تخطط لاستخدامه لتشغيل التطبيقات المعرفية عبر أعمالها بحسب موقع “أرامكو” الإلكتروني.
أرامكو السعودية لديها نحو 6 آلاف موظف متمكنين من التعامل مع الذكاء الاصطناعي حالياً، ساهموا في بناء 430 حالة استخدام من خلال الذكاء الاصطناعي، كل منها يمثل مشروعاً قائماً بذاته قد يتمخض عن فوائد ضخمة، وفق ما كشفه الناصر.
اقرأ أيضاً: “غروك” تبدأ تنفيذ مشروعها المشترك مع “أرامكو” قبل نهاية 2024
الناصر ضرب المثال على أهمية الذكاء الاصطناعي في عدة مجالات داخل قطاع الطاقة من بينها التنبؤ بالأعطال عبر التعلم الآلي. وأضاف “يساعدنا الذكاء الاصطناعي في تحويل الطريقة التي ندير بها المعدات، وتقليل وقت التوقف عن العمل، وزيادة كفاءتنا وتقليل بصمتنا الكربونية وهذا أمر تحويلي لصناعتنا”.
كان الناصر قال في مارس الماضي إن “أرامكو ميتا برين” لديه الإمكانات التي تساعد الشركة على زيادة الإنتاجية والنمو، فضلاً عن قدرته على تغيير وتطوير الطريقة التي تعمل بها.
التعاون في الحوسبة الفائقة والذكاء الاصطناعي
وقعت “أرامكو” في سبتمبر الماضي على سلسلة من الاتفاقات لتعزيز استخداماتها للذكاء الاصطناعي، من بينها مذكرات تفاهم مع شركتي “سيريبراس سيستمز” (Cerebras Systems) و”فيوريوسا إيه آي” (FuriosaAI) لاستكشاف التعاون في مجالات الحوسبة الفائقة والذكاء الاصطناعي. كما أبرمت مذكرة تفاهم مع “ريبليونز” (Rebellions) بشأن الاستخدام المحتمل لشرائح وحدة المعالجة العصبية في مراكز بيانات أرامكو السعودية، وذلك بهدف تعزيز البنية التحتية الرقمية، ودفع ابتكارات الذكاء الاصطناعي المتقدمة.
كما وقّعت خلال القمة العالمية للذكاء الاصطناعي التي استضافتها الرياض مذكرة تفاهم مع شركة “سامبانوفا سيستمز” (SambaNova Systems) لاستكشاف طرق تسريع قدرات الذكاء الاصطناعي والابتكار ونظم الاعتماد على مستوى المملكة. وأعلنت عن إطلاق تعاون مع شركة “كوالكوم تكنولوجيز” (Qualcomm Technologies) للاستخدام الأولي لأحدث حلول الذكاء الاصطناعي التوليدي في القطاع الصناعي التي تهدف إلى تعزيز مراقبة مرافقها، وأنشطة الصيانة الوقائية، واستخدام الطائرات بدون طيار ذاتية القيادة.
وأعلنت “أرامكو” أيضاً خلال القمة عن استخدام حاسوب الذكاء الاصطناعي العملاق المصمم باستخدام رقائق من إنتاج “إنفيديا” لتسريع مهام الحوسبة المعقدة، مثل تحليل خطط الحفر، والبيانات الجيولوجية من أجل التوصية بخيارات خفض كثافة الكربون بالنسبة لمواقع الآبار.
تستخدم “أرامكو” حلول الذكاء الاصطناعي في مجالات مختلفة تتراوح من مراقبة حرق الغاز في الشعلات، إلى نماذج محاكاة المكامن، وأنظمة تحديد أماكن وصلات أنابيب الحفر، فضلا عن استخدامها أجهزة استشعار في حقول من بينها خريص النفطي، كما أن لديها مراكز ابتكار وتطوير رقمية من بينها مركز تخطيط وتنظيم توريد الزيت الذي يستخدم أجهزة استشعار لجمع المعلومات من الآبار وخطوط الأنابيب والمعامل.