كيف احتلت السعودية المركز الثالث عالمياً في مؤشر الذكاء الاصطناعي؟

تبذل المملكة العربية السعودية جهوداً واسعة النطاق لدعم قطاع الذكاء الاصطناعي والبيانات، وهو ما دفعها لتبوؤ المركز الثالث عالمياً متفوقةً على دول كبرى، حسبما رأى المتحدث الرسمي للهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي “سدايا” ماجد الشهري.
الشهري أوضح في مقابلة مع “الشرق” أن هذا التقدم يمثل انعكاساً مباشراً للدعم الذي يحظى به قطاع البيانات والذكاء الاصطناعي في المملكة من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، مشيراً إلى أن القطاع يقوم بدوره في بناء اقتصاد سعودي يرتكز على البيانات والذكاء الاصطناعي ويدفع المملكة إلى موقع متقدم عالمياً.
السعودية كانت حلّت في المرتبة الثالثة عالمياً في نماذج الذكاء الاصطناعي الرائدة، وفي نسبة نمو الوظائف في مجال الذكاء الاصطناعي، وذلك بعد أميركا والصين في النماذج اللغوية، وبعد الهند والبرازيل في نسبة نمو الوظائف المتعلقة بالذكاء الاصطناعي، وفقاً لمؤشر الذكاء الاصطناعي التابع لـ”معهد ستانفورد للذكاء الاصطناعي”.
جهود السعودية في الذكاء الاصطناعي
عملت السعودية مبكراً على موضوع الذكاء الاصطناعي، إذ أطلقت الحكومة بنهاية 2020 الاستراتيجية الوطنية للبيانات والذكاء الاصطناعي، وفي مايو أطلق ولي العهد شركة “هيوماين” كإحدى شركات صندوق الاستثمارات العامة، بهدف تطوير وإدارة حلول وتقنيات الذكاء الاصطناعي، والاستثمار في القطاع.
“هيوماين” أطلقت في أغسطس تطبيق المحادثة “هيوماين تشات” المدعوم بنموذج اللغة الكبير “علام”، بعد أن أطلقت “أرامكو” نموذج الذكاء الاصطناعي التوليدي “أرامكو ميتابرين” (METABRAIN) خلال مشاركتها في مؤتمر “ليب 2024” بالرياض، وهو نموذج لغوي ضخم مخصص لاستخدام موظفي الشركة في مجال الذكاء الاصطناعي، ويستخدم 7 مليارات مَعْلمة حيث جمعت الشركة هذه البيانات على مدار 90 عاماً من عملياتها.
اقرأ أيضاً: كيف تسهم المنطقة العربية في سباق نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي؟
تنتهج المملكة استراتيجية من 3 محاور تجاه الذكاء الاصطناعي التوليدي، حسبما ذكر وزير الاقتصاد والتخطيط السعودي فيصل الإبراهيم في وقت سابق. المحور الأول للاستراتيجية يتمثل في أن تصبح مستثمراً استراتيجياً ومالياً ناجحاً في التقنية، والثاني أن تكون جزءاً من سلسلة القيمة العالمية، أما المحور الثالث فهو أن يصبح القطاعان العام والخاص وحتى مجتمع المنظمات غير الحكومية مستخدمين مؤثرين لأداة الذكاء الاصطناعي التوليدي.
أشار الشهري في سياق متصل إلى أن منظومة الابتكار تعتمد على القدرات البشرية الوطنية، لافتاً إلى الاحتفال قبل أسابيع بتدريب مليون سعودي على مهارات الذكاء الاصطناعي المتقدمة، مع استمرار المعسكرات والدورات للمختصين وغيرهم، إلى جانب برامج لتحفيز المؤسسات على الاستثمار في الذكاء الاصطناعي المسؤول والالتزام بأخلاقياته.
كما ذكر أن “سدايا” منحت خلال نحو عام أكثر من 50 منتجاً تقنياً من جهات حكومية وشركات شهادات اعتماد خاصة بعد استيفاء متطلبات تقييم الخدمات والتطبيقات، وتعمل حالياً على مسار تجريبي جديد لشهادات اعتماد مخصصة للأفراد.



