كل ما تحتاج معرفته عن حظر ترمب سفر مواطني 12 دولة إلى أميركا

وقّع الرئيس الأميركي دونالد ترمب إعلاناً رئاسياً في 4 يونيو لحظر دخول مواطني 12 دولة، معظمها في الشرق الأوسط وأفريقيا، إلى الولايات المتحدة.
ومن المقرر أن يدخل الحظر حيّز التنفيذ في 9 يونيو، ويُعدُّ أحدث خطوة ضمن أجندة ترمب الواسعة للهجرة. فمنذ توليه المنصب في يناير، شدّد قبضته على الهجرة غير الموثقة، وكثّف من عمليات الترحيل، واستأنف بناء الجدار على طول الحدود الأميركية-المكسيكية، وهو المشروع الذي بدأه خلال ولايته الرئاسية الأولى.
كما يسعى أيضاً إلى إنهاء منح الجنسية الأميركية تلقائياً للأطفال المولودين في البلاد من والدين مقيمين إقامة غير قانونية.
أصدر ترمب حظراً مشابهاً على السفر من سبع دول ذات أغلبية مسلمة في عام 2017 خلال ولايته الرئاسية الأولى. وقال إن الحظر الجديد سيحمي البلاد من الإرهاب الأجنبي وتهديدات السلامة العامة، ويطبّق قوانين الهجرة الأميركية، ويعزز مصالح السياسة الخارجية الأميركية.
مَن المتأثرون بالحظر الجديد؟
يمنع الإعلان دخول مواطني كل من أفغانستان، وميانمار، وتشاد، وجمهورية الكونغو (المعروفة أيضاً باسم كونغو-برازافيل)، وغينيا الاستوائية، وإريتريا، وهايتي، وإيران، وليبيا، والصومال، والسودان، واليمن، إلى الولايات المتحدة.
لا تنطبق الإجراءات على مواطني هذه الدول الذين يحملون تأشيرات أميركية بالفعل أو يسعون للحصول عليها، أو المواطنين الأميركيين مزدوجي الجنسية، أو الأطفال المُتبنّين، أو أولئك الذين لدى أفراد عائلتهم المباشرة الجنسية الأميركية.
يُستثنى كذلك المقيمون إقامة دائمة قانونية في الولايات المتحدة، والفرق الرياضية التي ستسافر إلى البلاد للمشاركة في بطولة كأس العالم لكرة القدم العام المقبل أو دورة الألعاب الأولمبية الصيفية في لوس أنجلوس عام 2028. كذلك يُستثنى الحاصلون على تأشيرات خاصة للهروب من الاضطهاد في إيران، أو لمساعدتهم للجهود العسكرية الأميركية في أفغانستان.
كما يوجد تعليق جزئي على السفر إلى الولايات المتحدة لمواطني بوروندي، وكوبا، ولاوس، وسيراليون، وتوغو، وتركمانستان، وفنزويلا، حيث سيتم تقييد دخولهم إلى البلاد سواء كمهاجرين أو مسافرين لأغراض الأعمال أو السياحة أو الدراسة.
في إعلان منفصل وُقّع في اليوم نفسه، علّق ترمب أيضاً تأشيرات الطلاب الأجانب الذين يسعون للمشاركة في برامج التبادل في جامعة “هارفارد”. كانت هذه التأشيرات بالفعل هدفاً لإدارة ترمب التي تدّعي أن الجامعة منحازة لليبرالية ولا تبذل جهداً كافياً لمعالجة معاداة السامية.
لماذا اختار ترمب هذه الدول تحديداً؟
قال ترمب إن سبب اختيار الدول الـ12 هو تشكيلها خطراً “كبيراً جداً” على الولايات المتحدة من ناحية الإرهاب أو الأمن القومي، ولأن لديها إجراءات فحص وتدقيق غير كافية. أما الدول السبع التي يواجه مواطنوها حظراً جزئياً على السفر، فسبب اختيارها لأنها تشكل “خطراً كبيراً”.
ووفقاً للبيت الأبيض، فإن بعض الدول المدرجة على قائمة الحظر لديها أعداد كبيرة من المواطنين الذين بقوا في الولايات المتحدة بعد انتهاء صلاحية تأشيراتهم، بينما امتنعت دول أخرى عن التعاون في تبادل المعلومات المتعلقة بالتهديدات الأمنية، أو رفضت استعادة مواطنيها.
قال ترمب في الإعلان: “عديد من تلك الدول استغلت الولايات المتحدة من خلال استغلال نظام التأشيرات لدينا، وفشلت تاريخياً في قبول مواطنيها القابلين للترحيل”.
شهد عدد من الدول المحظورة، مثل السودان وليبيا وسيراليون وميانمار وجمهورية الكونغو، حروباً أهلية، فيما كانت أفغانستان وميانمار والسودان والصومال وفنزويلا من بين الدول التي استقبلت الولايات المتحدة منها أكبر عدد من اللاجئين في عام 2023.
يأتي إعلان ترمب بعد هجوم وقع في ولاية كولورادو واستهدف فعالية مؤيدة للمحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة. وقد حمّل ترمب سياسات الهجرة التي انتهجها الرئيس السابق جو بايدن مسؤولية وجود المشتبه به في هجوم كولورادو في الولايات المتحدة. يشار إلى أن المشتبه به هو مصري، وتجاوز مدة إقامته بعد انتهاء تأشيرته.
لم تُدرج مصر ضمن قائمة حظر السفر. وأشاد ترمب بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في أكثر من مناسبة، واصفاً إياه بأنه من الرؤساء المفضلين لديه.
هل حظر السفر الذي أعلنه ترمب قانوني؟
تعهد ترمب بتنفيذ أجندة من شأنها اختبار صلاحيات منصبه في ما يتعلق بسياسة الهجرة. ويرجح أن يواجه حظر السفر دعاوى قضائية، تماماً كما حدث مع حظر السفر الذي فرضه خلال ولايته الرئاسية الأولى. وتخضع عديد من الإجراءات الأخيرة لترمب في ملف الهجرة حالياً لإجراءات التقاضي في المحاكم.
ماذا حدث مع حظر السفر السابق؟
شكّل حظر السفر خلال الولاية الأولى لحظة مفصلية في فترة ترمب الرئاسية. فقد أثار فوضى وارتباكاً في المطارات، واحتجاجات حول العالم، وسيلاً من الدعاوى القضائية التي سعت إلى وقف القرار، الذي وصفه منتقدوه بأنه “حظر للمسلمين”.
وبعد أن ألغى القضاة النسخة الأولى من القرار، أصدر ترمب أوامر معدّلة غيّرت قائمة الدول المستهدفة، وقدّمت تفاصيل أوضح بشأن نطاق القيود، في محاولة لتجاوز التدقيق القانوني. وفي النهاية، منع ترمب السفر من كوبا، وإيران، وليبيا، وكوريا الشمالية، والصومال، والسودان، وسوريا، وفنزويلا واليمن.
أدّت التعديلات اللاحقة على السياسة في نهاية المطاف إلى تأييد المحكمة العليا الأميركية في عام 2018 لحظر السفر، حيث رفض القضاة في قرار بأغلبية 5 قضاة مقابل 4 مزاعم بأنه يستهدف المسلمين، مما منح ترمب انتصاراً قانونياً كبيراً دعم الصلاحيات الواسعة للرئيس في التحكم بحدود البلاد.
وفي عام 2021، وقّع جو بايدن، في واحدة من أولى خطواته بعد توليه المنصب، أمراً تنفيذياً أنهى بموجبه حظر السفر الذي فرضه ترمب.