قفزة في استخدام روسيا للسفن الخاضعة لعقوبات في نقل النفط
يعاود عدد متزايد من ناقلات النفط التي تم استهدافها بعقوبات لدورها في نقل المنتجات البترولية الروسية عمله من جديد، في ضربة للسلطات الغربية التي سعت للتضييق على السفن بهدف الإضرار بإيرادات موسكو من تصدير الطاقة.
منذ أواخر أبريل، نُقلت 17 شحنة على الأقل من الخام ومنتجاته المكررة من الموانيء الروسية على متن سفن مفروض عليها عقوبات من قِبل الولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد الأوروبي رداً على غزو موسكو في عام 2022 لأوكرانيا. وتم نقل أغلب الشحنات على متن سفن كانت تملكها شركة الناقلات الروسية العملاقة “سوفكومفلوت” (Sovcomflot) في وقت فرض العقوبات عليها.
جدير بالذكر أن الغالبية العظمى من الناقلات كانت عالقة في المياه بلا حراك بعد فرض العقوبات مباشرة، وظل بعضها ساكناً لفترة تصل إلى ثمانية أشهر.
استخدام متزايد للسفن الخاضعة لعقوبات
تكثف شركات الشحن بشكل مطرد استخدام السفن الخاضعة لعقوبات بعد التسليم الناجح لشحنات إلى الصين، والتي نُقلت لجزء على الأقل من رحلاتها على متن ناقلات يفرض الغرب عليها عقوبات، مع إطفاء أنظمة التتبع.
والآن، لم تعدّ الناقلات تحاول إخفاء تحركاتها حيث يتم تسليم الشحنات في العلن لكل من الصين والهند. ولم ترد “سوفكوفلوت” فوراً على طلب للتعليق.
تسارعت وتيرة استخدام الناقلات المفروض عليها عقوبات في أغسطس، وتتجه نحو تسجيل رقم أكبر هذا الشهر. وإذا إستمر هذا الاتجاه، فإنه سيخفف تأثير القيود اللوجيستية الأخيرة.
ورغم هذه القيود، تمكنت روسيا إلى حد كبير من العثور على السفن التي تحتاجها حتى عندما تعطلت حركة الكثير منها.
الناقلات تسلم شحناتها في العلن
حملت ست سفن خاضغة للعقوبات من الولايات المتحدة أو بريطانيا أو الاتحاد الأوروبي شحنات روسية الشهر الماضي، وحتى الآن في سبتمبر نقلت ست ناقلات أخرى التدفقات الروسية والعدد في زيادة.
ورغم أنها كانت تخفي تحركاتها من أنظمة التتبع الرقمي في السابق؛ تسلم السفن المفروض عليها عقوبات الآن شحنات النفط دون أن تحاول حتى إخفاء عملياتها.
مع وجود 11 ناقلة أخرى خاضعة لعقوبات راسية قرب ميناء كوزمينو الروسي المطل على المحيط الهاديء منذ عدة أشهر، وسبع ناقلات أخرى متوقفة قبالة ميناء أوست لوغا، بالإضافة إلى ثلاث ناقلات أخرى كانت في البحر الأسود، وناقلتين اثنين قبالة مورمانسك، توجد فرص كبيرة لعودة استخدام عدد أكبر من السفن المستهدفة بعقوبات في النصف الثاني من سبتمبر.
ومن بين السفن المشار إليها، حملت السفينة “فيكتور باكيف” شحنة تبلغ حوالي 730 ألف برميل من خام الأورال في ميناء بريمورسك على البحر البلطيق يوم 21 يوليو.
وبعد مغادرة بحر البلطيق عبر المضايق الدنماركية الهشة بيئياً، اتجهت الناقلة شمالاً، مقتربة من الساحل النرويجي ثم أبحرت بطول طريق بحر الشمال الروسي لتنضم لها كاسحة جليد مرافقة للجزء الأخير بعد جزيرة رانغل، قبل أن تتجه جنوباً إلى مضيق بيرينغ، وكانت وجهتها النهائية بمدينة دونغ ينغ في الصين.
كما تبعت نفس الطريق بطول الساحل الشمالي لروسيا الناقلتان الخاضعتان للعقوبات “غلاكسي” و”زاليف أمورسكي”، لتحمل كلاهما شحنات من محطة القطب الشمالي في مورمانسك.
ووصلت الناقلتان “براتسك” و”بيلغورود”، اللتان كانتا تتعمدان إخفاء تحركاتهما عن أنظمة التتبع الرقمية خلال رحلاتهما الأولى بسبب العقوبات، إلى الصين بشكل علني في وقت سابق من الشهر الجاري.