قطر للاستثمار: ترمب سيدعم انتعاش صفقات التكنولوجيا في الولايات المتحدة
يتوقع جهاز قطر للاستثمار أن تؤدي عودة دونالد ترمب إلى البيت الأبيض إلى انتعاش صفقات التكنولوجيا في الولايات المتحدة.
يرى محمد الحردان، رئيس استثمارات التكنولوجيا والإعلام والاتصالات في الجهاز، أن حضور الرؤساء التنفيذيين لشركات التكنولوجيا، ومن بينهم إيلون ماسك ومارك زوكربيرغ وجيف بيزوس، حفل تنصيب ترمب هذا الأسبوع يشير إلى أن حكومته ستدعم القطاع.
وقال الحردان في مقابلة خلال المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس: “سأندهش إن لم يدعم المناخ العام قطاع التكنولوجيا”، مضيفاً أنه “الأرجح أن الفترة الحالية تمثل إحدى أفضل الأوضاع المواتية للتكنولوجيا التي شهدناها على الإطلاق في الولايات المتحدة”.
الذكاء الاصطناعي فرصة جيدة للاستثمار
يُعد الجهاز، الذي يدير أصولاً بقيمة 510 مليارات دولار، من أكبر المستثمرين في قطاع التكنولوجيا في الولايات المتحدة، وشارك في جولة تمويل لجمع 6 مليارات دولار لشركة “إكس إيه آي” (xAI) العام الماضي.
اقرأ أيضاً: صناديق ثروة خليجية عينها على صفقات أميركية جديدة بزخم من تحالف ماسك-ترمب
كما يُتوقع تعزيز القدرة المالية للصندوق السيادي خلال الأعوام المقبلة مع ارتفاع صادرات قطر من الغاز الطبيعي المسال. جدير بالذكر أن الجهاز عيّن في الآونة الأخيرة الرئيس السابق للاستثمارات في الأميركتين رئيساً تنفيذياً.
قد يُبدي الصندوق اهتماماً بالاستثمار في مشروع مشترك، مثل الذي أُعلن عنه هذا الأسبوع بين “سوفت بنك غروب” و”أوبن إيه آي” (OpenAI) و”أوراكل”، والذي يستهدف إنفاق 500 مليار دولار على البنية التحتية للذكاء الاصطناعي.
أضاف الحردان: “لدينا فريق للتمويلات أمضى وقتاً معنا لفهم مراكز البيانات وتقييم كل هذه الفرص. لذلك، فقد نجد فرصة للاستثمار في هذا المجال”.
وتابع أن رأس المال الكبير اللازم لاستثمارات الذكاء الاصطناعي يتيح فرصة جيدة للصناديق وافرة السيولة، مثل الجهاز والصناديق السيادية الأخرى، و”نشهد جولات تمويل من الفئتين (أ) و(ب) لجمع مليارات الدولارات، وهذا أمر غير شائع في استثمار رأس المال الجريء”.
أرباح الغاز المفاجئة تدعم “قطر للاستثمار”
تأسس الصندوق في 2005 بهدف استثمار إيرادات الدولة من الغاز المسال، الذي تُعد قطر إحدى أكبر الدول المصدرة له. كما أنه ثامن أكبر صندوق سيادي في العالم حالياً، بحسب شركة الاستشارات “غلوبال إس دبليو إف” (Global SWF).
اقرأ أيضاً: قطر توافق على توريد الغاز المسال لـ”غايل” الهندية لمدة 5 سنوات
يُتوقع أن يحقق الصندوق أرباحاً غير متوقعة من الزيادة الهائلة في إنتاج قطر من الغاز، إذ قد تضيف هذه المكاسب ما يزيد عن 30 مليار دولار إلى إيرادات الدولة، ما يعني ارتفاعاً كبيراً في حجم الصندوق خلال السنوات المقبلة. وفي الوقت نفسه، تتراجع احتياجات الإنفاق المحلي في قطر بعد بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022.
أشار وزير المالية القطري، علي أحمد الكواري، في مقابلة منفصلة إلى أن الصفقات التي يبرمها الجهاز تقودها “الدوافع التجارية”، ما يوضح نهاية فترة سعي الصندوق السيادي وراء الأصول الفاخرة ذات القيمة الرمزية.
وقال الوزير في دافوس: “لا نستثمر في شركات لأجل الشركة فقط أو أي سبب آخر، بل نفعل ذلك لأنها تحقق لنا عائداً”.
الصندوق يركز على الاستثمار في أميركا
بعد أن عُرف الجهاز سابقاً باهتمامه الكبير بأصول مثل متجر “هارودز” الشهير في لندن، ضخ خلال السنوات القليلة الماضية استثمارات في قطاعات مثل التكنولوجيا والرعاية الصحية.
اقرأ أيضاً: قطر تعتزم بيع حصة بـ351 مليون دولار في “سينسبري” البريطانية
وأوضح الكواري أن الصندوق يسعى إلى زيادة الاستثمار في الولايات المتحدة، ويرجع ذلك -من بين أسباب أخرى- إلى إعادة التوازن في محفظة أصوله بعيداً عن أوروبا، وأن “أغلب استثمارات الجهاز خلال السنوات القليلة الماضية كانت في الولايات المتحدة، نظراً لأن الاقتصاد الأميركي كان صاحب أفضل أداء على مستوى العالم”.
خلال السنوات القليلة الماضية، أصبح جهاز قطر للاستثمار والصناديق السيادية الأخرى لدول الشرق الأوسط أطرافاً مهمة في عقد الصفقات على مستوى العالم، إذ بلغ إجمالي استثمارات 5 صناديق تديرها أبوظبي وقطر والسعودية 82 مليار دولار خلال 2024، ما يتجاوز 60% من استثمارات الصناديق السيادية كلها، بحسب “غلوبال إس دبليو إف”.