اخر الاخبار

قضايا جديرة بالمتابعة في المناظرة بالغة الأهمية بين هاريس وترمب

من المقرر أن تجري مواجهة مباشرة بين كل من كامالا هاريس ودونالد ترمب مساء اليوم، في فيلادلفيا في أول مناظرة بينهما، ويحتمل أن تكون الوحيدة، قبل الانتخابات المزمع إقامتها في نوفمبر المقبل. وتمثل المناظرة فرصة محفوفة بالمخاطر قد تحدث تغيراً جذرياً في سباق انتخابي اتسم بطابع متقلب.

المناظرة، التي ستقام في ولاية بنسلفانيا المتأرجحة، بالغة الأهمية لكلا المرشحين، وتشكل اختباراً حاسماً لنائبة الرئيس الحالي، والرئيس السابق على حد سواء. فمن جهة، لم تخض هاريس، المدعية العامة السابقة، أي مناظرة منذ سنوات، ولم تشرح بالتفصيل أجندتها ورؤيتها، ومن جهة أخرى، يكافح ترمب، المذنب المُدان، للتعرف على خصمه الجديد بعد انسحاب الرئيس جو بايدن، كما أنه أمام حقيقة أن عمره البالغ 78 عاماً بات يشكل عبئاً كبيراً.

حظيت هاريس، البالغة 59 عاماً، بزيادة في الزخم وجمع التمويل منذ حلت محل بايدن على رأس قائمة مرشحي الحزب الديمقراطي، لكن استطلاعات الرأي أظهرت تقارب نسب التأييد بينهما. من المتوقع أن يتناول المرشحان قضايا الاقتصاد وأمن الحدود والحق في الإجهاض، في إطار سعيهما لكسب تأييد الناخبين الذين لم يحسموا قرارهم بعد، وبث النشاط في مؤيديهما.

إليك ما تجب معرفته عن المناظرة المرتقبة:

كيف تشاهد المناظرة؟

تبدأ المناظرة في الساعة التاسعة مساءً بتوقيت نيويورك، وتستمر لمدة 90 دقيقة، كما يمكن مشاهدتها على شبكة “إيه بي سي نيوز” (ABC News) التي ستستضيفها. وستُبث مباشرةً عبر خدمات “إيه بي سي نيوز لايف”، و”ديزني بلس” (+Disney)، و”هولو” (Hulu). كما ستبثها قنوات إخبارية أخرى، من بينها تليفزيون “بلومبرغ”، بشكل متزامن. وسيديرها المذيعان في شبكة “إيه بي سي”، ديفيد موير وليندزي دافيس.

من المتأهلون للمشاركة في المناظرة؟

هاريس وترمب هما المرشحان الوحيدان اللذان استوفيا شرطي شبكة “إيه بي سي”، وهما الحصول على تأييد 15% على الأقل من الناخبين المسجلين أو المحتملين في 4 استطلاعات رأي على مستوى البلاد، والظهور على عدد من أوراق الاقتراع في الولايات يكفي للوصول إلى عتبة 270 صوتاً انتخابياً لتأمين الفوز.

ما هي قواعد المناظرة؟

ستقام المناظرة دون حضور جمهور في الاستديو، ولن تُشغّل الميكروفونات أمام المرشح إلا عندما يحين دوره في الحديث، وفقاً للشبكة الإخبارية، لينتهي بذلك الخلاف بين الحملتين الانتخابيتين.

يُعد ذلك فوزاً لفريق ترمب، حيث طالب بعدم تشغيل مكبرات الصوت، رغم الضغوط التي مارستها حملة هاريس- في تحول لموقف المرشحين الديمقراطيين- لتشغيلها طوال المناظرة لرصد مقاطعات ترمب بشكل أفضل.

كما يجب على كل من هاريس وترمب البقاء خلف منصته، واختارت هاريس المنصة اليمنى، فيما سيقف ترمب وراء اليسرى. ولن يُسمح باستخدام الملاحظات المعدة مسبقاً، لكن سيوجد أمام كل مرشح أقلام وورق وماء.

لن يُسمح لأي مرشح بالتشاور مع فريقه خلال الفاصلين الإعلانيين أثناء المناظرة، ولا إلقاء تصريحات افتتاحية، فيما سيلقي ترمب التصريح الختامي، على النحو المحدد عبر قرعة تمت برمي عملة، فاز فيها المرشح الجمهوري.

ما المخاطر على هاريس وترمب من المناظرة؟

ربما لم يسبق أن مثلت مناظرة رئاسية عنصراً حاسماً في تحديد معالم الانتخابات في الماضي القريب مثل هذه المناظرة، حيث تبلورت المخاوف حول عمر بايدن وقدراته الذهنية بعد أدائه السيئ أمام ترمب في المناظرة بينهما في يونيو الماضي، ما أوقع حملته الانتخابية الأخيرة في أزمة.

أما التحدي الذي تواجهه هاريس، المرشحة التي لم تُختبر بشكل رئيسي في موقف غير معد له مسبقاً، فيتمثل في تقديم نفسها إلى من لا يعرفون سيرتها الشخصية، بالإضافة إلى تفادي انتقاد الإدارة الحالية. تعرض ترمب لانتقادات حادة من الحلفاء والمنتقدين بسبب تصريحاته اللاذعة عن ذكاء نائبة الرئيس، ونوعها، وهويتها العرقية، ما قد يُنفر الناخبين المهمين.

توضح استطلاعات الرأي تقارباً في مستويات التأييد، حيث تقدمت هاريس على الرئيس السابق أو تعادلت معه في 7 ولايات متأرجحة، وفق مسح حديث أجرته “بلومبرغ” و”مورنينغ كونسلت” (Morning Consult) لآراء الناخبين. بينما تحافظ هاريس على تقدم ضئيل على منافسها على المستوى الوطني، وفق متوسط نتائج استطلاعات الرأي التي تجمعها شركة “ريل كلير بوليتيكس” (RealClearPolitics).

ماذا ستقول هاريس وترمب عن الاقتصاد؟

ستُبث الخطط الضريبية المتعارضة التي يقترحها المرشحان خلال وقت ذروة المشاهدة. اقترحت هاريس زيادة التخفيضات الضريبة على الشركات الصغيرة فيما يخص تكاليف التأسيس بمقدار 10 أضعاف، ودعت إلى فرض ضريبة أرباح رأسمالية بمعدل 28% على من يكسبون مليون دولار أو أكثر. كما أعلنت عن إجراءات تهدف إلى تقديم مساعدة في شكل دفعة أولى بمبلغ 25 ألف دولار لمن يشترون منازل لأول مرة، وخفض الإيجارات وأسعار مواد البقالة.

من جهته، تعهد ترمب بتقديم تخفيضات ضريبية للشركات والأفراد والمتقاعدين، كما تعهد الأسبوع الماضي بخفض معدل ضريبة الشركات إلى 15%، وتخفيف القيود التنظيمية وتقليل تدقيق الحكومة الفيدرالية.

أعرب ترمب وهاريس عن دعمها لإلغاء الضريبة على الإكراميات، كما تعهدت المرشحة الديمقراطية بوضع حد للأجور الأقل من الحد الأدنى التي يتقاضاها العاملون الذين يحصلون على إكراميات.

رغم أن مقترحات ترمب للتخفيضات الضريبية المستهدفة تلقى تجاوباً من الناخبين في الولايات المتأرجحة، تسد هاريس الفجوة مع ترمب في الموضوعات الضريبية والاقتصاد الأوسع نطاقاً، وفقاً لاستطلاع آراء أجرته “بلومبرغ”.

ماذا سيقول ترمب وهاريس عن الإجهاض والهجرة؟

أبرزت هاريس سابقاً تعيين ترمب لقضاة محافظين في المحكمة العليا، والذين ألغوا أحكاماً فيدرالية بحماية الإجهاض. وشكّلت هذه المسألة عاملاً حاسماً في فوز الحزب الديمقراطي في الانتخابات السابقة. ويواجه ترمب صعوبات في التوصل إلى تعهدات بخصوص الحقوق الإنجابية لا تتعارض مع التكتلات المهمة في الحزب الجمهوري، وتظل جذابة للناخبين في الوقت نفسه.

 

يُرجح أن يبادر الرئيس السابق بالهجوم على أمن الحدود، والجريمة، ويلقي باللوم على هاريس بصفتها المسؤولة عن سياسات الهجرة في الإدارة الحالية، مشيراً إلى المهمة التي كلفت بها في منصب نائبة الرئيس والتي تتمثل في معالجة الأسباب الجوهرية لهجرة مواطني 3 بلدان في أميركا الوسطى إلى الولايات المتحدة. 

أبدت هاريس دعمها لمشروع قانون الهجرة الذي أعده الحزبان، وعجلت به الضغوط التي مارسها ترمب على أعضاء الحزب الجمهوري في الكونغرس الأميركي، والذي كان سيوفر مزيداً من التمويل لبناء الجدار على الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك.

هل ستقام مناظرات أخرى في الفترة المقبلة؟

اقترح ترمب في الشهر الماضي إقامة مناظرتين أخريين، وأشار موظفو حملة هاريس إلى أنه في حالة حضور ترمب المناظرة الأولى، سيتفاوضون حول إقامة أخرى.

من المقرر أن تُقام مناظرة بين مرشح هاريس لمنصب نائب الرئيس، حاكم مينيسوتا تيم والز، ونظيره في حملة ترمب، عضو مجلس الشيوخ عن ولاية أوهايو، جيه دي فانس، في الأول من أكتوبر بمدينة نيويورك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *