قادة أوروبيون: خطة ترمب للسلام في أوكرانيا بحاجة للمزيد من العمل

قال قادة أوروبيون إن خطة السلام الأميركية، المؤلفة من 28 بنداً بشأن أوكرانيا، تتطلب “عملاً إضافياً”، في إشارة إلى مخاوف عميقة من أن المقترح الأخير الذي قدمه دونالد ترمب يمنح روسيا تنازلات واسعة.
وانضم إلى القادة الأوروبيين رئيسا وزراء كندا واليابان، إذ رفضوا فكرة إمكانية تغيير حدود أوكرانيا بالقوة، كما أبدوا اعتراضهم على القيود المقترحة من جانب الولايات المتحدة بشأن حجم الجيش الأوكراني.
وجاء في البيان: “نعتقد بالتالي أن المسودة تمثل أساساً سيتطلب عملاً إضافياً”، و”نحن مستعدون للانخراط لضمان أن يكون السلام قابلاً للاستمرار في المستقبل”.
تنازلات أوكرانية
بموجب الشروط التي اقترحتها الولايات المتحدة هذا الأسبوع، سيُطلب من أوكرانيا سحب قواتها من أجزاء من منطقة دونباس الشرقية التي لم تتمكن روسيا من احتلالها بالكامل. وستتحول تلك المنطقة إلى منطقة عازلة منزوعة السلاح، مع الاعتراف الدولي بها كأرض روسية.
أميركا منفتحة على الاعتراف بالقرم كأرض روسية باتفاق سلام أوكرانيا
كما ستحصل موسكو على اعتراف فعلي بشبه جزيرة القرم ولوغانسك ودونيتسك. وسيجري تجميد معظم خطوط المواجهة المتبقية، بما في ذلك في خيرسون وزابوريجيا.
ضغوط أميركية على أوكرانيا
ترمب منح أوكرانيا مهلة حتى يوم الخميس لقبول خطته، وهدد بوقف إمدادات الأسلحة والمعلومات الاستخباراتية إذا رفضت.
تجدر الإشارة إلى أن سرعة تحرك البيت الأبيض لدفع المقترح أثارت صدمة لدى أوكرانيا وحلفائها. ويتمثل التحدي بالنسبة إلى الحلفاء الأوروبيين وغيرهم في محاولة تأجيل الموعد النهائي الذي حدده ترمب خلال عطلة عيد الشكر، والسعي للحصول على شروط أكثر ملاءمة لكييف.
مخاوف خطيرة
جاء في البيان: “نغتنم هذه الفرصة للتأكيد على قوة دعمنا المتواصل لأوكرانيا”، و”سنواصل التنسيق الوثيق مع أوكرانيا والولايات المتحدة خلال الأيام المقبلة”.
وحدّد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مخاوفه العميقة يوم الجمعة، إذ قال في خطاب مصوّر للأمة: “نمرّ الآن بأحد أكثر اللحظات صعوبة في تاريخنا”. وأضاف: “قد تواجه أوكرانيا خياراً صعباً، إما خسارة كرامتنا أو خسارة شريكنا الأساسي”.
البيان صدر بعد اجتماع على هامش قمة مجموعة العشرين في جنوب أفريقيا، حضره رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، والمستشار الألماني فريدريش ميرتس، ورئيسة وزراء إيطاليا جورجا ميلوني، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. كما رفض القادة المطالب التي تسعى الولايات المتحدة لفرضها على “الناتو” والاتحاد الأوروبي.
هل تنضم أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي؟
وورد بالبيان: “نؤكد أن تنفيذ العناصر المتعلقة بالاتحاد الأوروبي وبالناتو يتطلب موافقة أعضاء الاتحاد الأوروبي والناتو على التوالي”.
أوكرانيا ستحصل بموجب الخطة على ضمانة أمنية أميركية، وإن كانت مقابل تعويض مالي. كما ستحصل الولايات المتحدة على 50% من أرباح مشروع يستخدم الأصول الروسية المجمّدة لإعادة بناء أوكرانيا واستثمارها، وستدخل في شراكة اقتصادية مع موسكو بمجرد رفع العقوبات.
ومن المقرر أن يجتمع مستشارو الأمن القومي من الولايات المتحدة وأوكرانيا وألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة في سويسرا بدءاً من الأحد لبحث المقترحات.



