فورة نشاط بتداول خيارات العملات مع تغير الرهانات بسبب السياسة
شهد يوم الإثنين بداية هادئة لسوق عقود خيارات العملات التي تزيد قيمتها عن 300 مليار دولار، إلى أن دفعت عناوين أخبار السياسة إلى يوم تداول هو الأكثر نشاطاً منذ ما يقرب من شهرين– في إشارة لما قد تحمله 2025.
ارتفع حجم التداولات إلى 108 مليارات دولار مع إغلاق السوق، متجاوزاً حتى النشاط الذي شهدته السوق في أيام إعلان السياسة النقدية لبنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي وبنك اليابان المركزي الشهر الماضي، وفق بيانات شركة الإيداع والمقاصة “ديبوزيتوري ترست آند كليرينغ” (Depository Trust & Clearing Corporation).
الزيادة الكبيرة في التداول جاءت مدفوعة بعوامل من بينها الأخبار المتعلقة باستقالة رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو وإمكانية فرض رسوم جمركية أميركية.
رهانات تعادل اليورو مع الدولار الأميركي
كانت من بين التداولات النشطة أمس عمليات انسحاب من مراكز تراهن على وصول اليورو لنقطة التعادل مع الدولار الأميركي، وفق ما ذكرته شركة “نومورا إنترناشونال” (Nomura International). بعض المستثمرين خفضوا مراكزهم في عقود خيارات الشراء للدولار الأميركي مقابل الدولار الكندي، سواء تلك البسيطة التي يُطلق عليها “فانيلا” (vanilla)، أو تلك الأكثر تعقيداً المسماة ديجيتال (digital) والتي كانت ستربح في حال صعود العملة الأميركية، حسبما قال بنك “باركليز”.
كان اليوان أيضاً محط اهتمام، حيث استغل بعض المتداولين ضعف العملة الأميركية لشراء عقود خيارات الدولار الأميركي مقابل اليوان، وفق بنك “ستاندرد تشارترد”.
مشهد صعود الدولار الأميركي في الأمد الأطول يزيد من تعقيد الأوضاع، مع تسرب المخاطر السياسية إلى سوق صرف العملات الأجنبية التي يبلغ حجم تداولها اليومي 7.5 تريليون دولار.
عززت صناديق التحوط مراكزها المراهنة على صعود الدولار الأميركي لأعلى مستوى منذ يناير 2019، مع تفوق أداء الاقتصاد الأميركي وزيادة الطلب على الدولار بوصفه ملاذاً آمناً بسبب تهديدات الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب بفرض رسوم جمركية. في الوقت نفسه، تعني هذه المراكز الاستثمارية غير المتوازنة أن هناك خطراً أكبر لتكبد خسائر إذا تحركت الأسواق بشكل معاكس فجأة.
كما شهد يوم الإثنين تحرك الصناديق التي تركز على الرهانات قصيرة الأجل لتقليص المراكز الدائنة لعقود خيارات الدولار الأميركي مقابل عملات الدول المهددة بالرسوم الجمركية. جاء ذلك بعد تقرير نشرته صحيفة “واشنطن بوست” أفاد بأن مساعدي ترمب يدرسون خطط رسوم ستُطبق على كافة الدول ولكن ستشمل فقط الواردات الأساسية. نفى ترمب لاحقاً صحة التقرير.
أخبار الرسوم الجمركية
قال ساغار سامبراني، كبير متداولي عقود خيارات الصرف الأجنبي لدى شركة “نومورا” في لندن: “تعطينا حركة الأسعار مدفوعة بعناوين الأخبار المتعلقة بالرسوم الجمركية في سوق الصرف الأجنبي اليوم لمحة محتملة عن السنوات الأربع المقبلة من حكم الرئيس الأميركي المنتخب”.
أضاف “شهدت السوق تصفية تداولات الرهان على الاتجاه الهبوطي لليورو والجنيه الإسترليني في تواريخ استحقاق متوسطة الأجل –ما بين شهر إلى ثلاثة أشهر– بالإضافة إلى مبيعات لجني الأرباح من الرهانات على صعود الدولار الأميركي مقابل الفرنك السويسري”.
نشطت أسواق عقود خيارات العملات أيضاً بعد تقارير تفيد بأن ترودو كان من المتوقع أن يعلن استقالته من زعامة الحزب الليبرالي. تمثل رد فعل المتداولين بالسعي لجني أرباحهم من تداولات الدولار الأميركي مقابل الدولار الكندي.
قال موكوند داغا، رئيس قسم عقود خيارات الصرف الأجنبي في آسيا في “باركليز” في سنغافورة: “اعتُبرت هذه الأخبار إيجابية بالنسبة للدولار الكندي، لأن السوق ترى أن ذلك يمنح مجالاً أوسع لزعيم جديد في كندا للتعاون مع ترمب ونزع فتيل أي تصعيد في قضية الرسوم الجمركية. رأينا تصفية لمراكز شراء عقود خيارات الفانيلا والديجيتال للدولار الأميركي مقابل الدولار الكندي، إذ باع البعض العقود لجني الأرباح من الرهان على هبوط الأخير”.
ضعف العملة الأميركية أتاح فرص تداول أخرى أيضاً. قرر بعض المستثمرين حيازة عقود خيارات الشراء للدولار –التي تزداد قيمتها إذا ارتفعت العملة– مقابل اليوان.
عقود خيار الدولار الأميركي مقابل اليوان
قال سوراب تاندون، الرئيس العالمي لعقود خيارات الصرف الأجنبي في بنك “ستاندرد تشارترد” في سنغافورة: “بالنسبة للدولار الأميركي مقابل اليوان الخارجي، يعزز المتداولون مراكز الاستثمار عند الانخفاض. الاعتقاد السائد هو أن الاتجاه الصعودي سيستمر لبعض الوقت، كما أن أدوات العقود المستقبلية توفر مواقع دخول جيدة باعتبارها تجارة فائدة أيضاً”.
أوضح أن من الأدوات الشائعة التي شوهدت أمس كانت عقود الخيارات الثنائية وفروق أسعار عقود خيارات الشراء، بينما استخدم بعض المتعاملين خيار الإلغاء المبكر كملحق إضافي، في إشارة إلى عقد يتم إلغاؤه عند بلوغ عتبة معينة خلال فترة زمنية محددة.