“غولدمان”: البنوك المركزية تقبل على عملات كوريا وسنغافورة والصين

يُرجح أن تكون عملات كوريا الجنوبية وسنغافورة والصين أكبر المستفيدين في آسيا في ظل سعي البنوك المركزية لتنويع احتياطياتها بعيداً عن الدولار، وفق “غولدمان ساكس”.
وكتب المحللون الاستراتيجيون، ومن بينهم داني سوانابروتي ورينا جيو، في مذكرة أن رغم أن الدولار واليورو لا يزالان يمثلان أبرز أصول الاحتياطيات، هناك مجال أمام البنوك المركزية لأن ترفع الاستثمارات المخصصة للنظراء “غير التقليديين” في ظل استمرار تراجع هيمنة العملة الخضراء.
يعد الوون والدولار السنغافوري واليوان أبرز العملات المرشحة لجذب التدفقات في آسيا، وفق “غولدمان ساكس”. وقد يرتفع الطلب على الوون مع اقتراب كوريا الجنوبية من الانضمام إلى مؤشر “فوتسي” العالمي للسندات الحكومية (FTSE World Government Bond Index) العام المقبل. فيما يُرجح أن سنغافورة، ذات التصنيف الائتماني (AAA)، قد بدأت بالفعل في جذب استثمارات البنوك المركزية. أما العلاقات التجارية بين الصين والعالم، فتجعل اليوان “مرشحاً طبيعياً” لعمليات إعادة تخصيص الاحتياطيات المحتملة.
اقرأ أيضاً: مصدرون صينيون يتخلصون من الدولار مع تصاعد الحرب التجارية
وأضاف المحللون: “نتوقع استمرار تنويع الاحتياطيات بعيداً عن الدولار، حيث تَرسخ هذا الاتجاه بشكل كبير على مدى العقد الماضي”.
البنوك المركزية تبحث عن بدائل الدولار
تسرّع البنوك المركزية وتيرة عمليات البحث عن بدائل للدولار، بعد أن أسهمت عدة عوامل في إثارة قلقها، كان من بينها العقوبات التي فُرضت على روسيا في 2022، والتي شملت تجميد واشنطن احتياطيات موسكو الدولارية، وعزل الدولة عن النظام المالي العالمي. وقد تزايد القلق إزاء الدولار بشكل أكبر حالياً مع تهديد سياسات الرئيس دونالد ترمب بزعزعة استقرار التجارة العالمية والاقتصاد العالمي. كما تزيد البنوك المركزية احتياطياتها من الذهب، ما يدعم الطلب على المعدن النفيس.
كيف ستتفاعل البنوك المركزية الكبرى مع فوضى تعريفات ترمب؟ الإجابة هنا
بالطبع، لا يزال الدولار هو العملة الرئيسية في العالم، ويُستخدم في أغلبية احتياطيات البنوك المركزية، وشراء السلع الأولية مثل النفط. ويرجع ذلك بشكل رئيسي إلى عدم ظهور بديل ملموس حتى الآن. كما أن التخلي عن دوره المحوري ليس سهلاً، جزئياً لأن حجم سوق سندات الخزانة الأميركية يجعل الأوراق المالية الأصل الأكثر سيولة في العالم، ما يتيح للمستثمرين تداول كميات كبيرة منها دون التأثير على سعرها.
الضبابية تؤثر على الدولار
مع ذلك، فإن حجم التداول على مستوى سوق العملات الأجنبية التي يبلغ حجم تعاملاتها اليومي 7.5 تريليون دولار يعكس تراجع الطلب على العملة الخضراء، إذ انخفض مؤشر “بلومبرغ” للدولار الفوري بأكثر من 7% منذ الذروة التي بلغها في فبراير، في ظل تراجع الاستثنائية الأميركية.
وكتب المحللون الاستراتيجيون أن الدولار مبالغ في تقييمه بنسبة 17% استناداً إلى مقاييس “غولدمان ساكس”، ويؤدي ذلك إلى تزايد مخاوف المستثمرين من ارتفاع حالة الضبابية المحيطة بالسياسة الاقتصادية الأميركية إلى مستويات لم تُسجل منذ تفشي الجائحة في 2020.
واختتموا: “نتوقع الانتقال إلى أصول عالمية أخرى، قد تشكل الأصول الآسيوية فئة فرعية منها