تتجه عملات الأسواق الناشئة لتكبد أكبر انخفاض يومي لها منذ نوفمبر، بعدما هدّد الرئيس الأميركي دونالد ترمب بفرض “زيادة هائلة” في الرسوم الجمركية على المنتجات الصينية، ما يثير احتمال عودة حربٍ تجارية بين أكبر اقتصادين في العالم.
انخفض مؤشر عملات الأسواق الناشئة الصادر عن “إم إس سي آي” (MSCI) بنسبة وصلت إلى 0.54%، وتقدّمت الخسائر عملات الريال البرازيلي والوون الكوري الجنوبي والراند الجنوب أفريقي. وقال ترمب إنه لم يعد يرى “أي سبب” للقاء الرئيس الصيني شي جين بينغ.
ترمب يلغي لقاءه بالرئيس الصيني ويهدد بكين برسوم جمركية “هائلة”
تصريحات ترمب أدت إلى تراجع الأسواق حول العالم. وجاء منشوره على وسائل التواصل الاجتماعي بعد سلسلة من الإجراءات من كلا البلدين تهدف إلى تقييد تدفقات التكنولوجيا والمواد بينهما، وذلك قبل اللقاء المخطط له بين الرئيسين في آسيا في وقت لاحق من هذا الشهر.
عودة المناوشات التجارية بين أميركا والصين
قال إلياس حداد، المحلل الاستراتيجي في بنك “براون براذرز هاريمان” (Brown Brothers Harriman): “عودة نذر الحرب التجارية الأميركية الصينية تضغط على الأصول عالية المخاطر”، مضيفاً أن “تصاعد المناوشات التجارية يمثل عائقاً أمام نمو الاقتصاد العالمي”.
مخاوف في البرازيل
هبطت أسعار صرف العملات في أميركا اللاتينية متأثرة بعدوى التراجع من البرازيل، حيث أثارت المخاوف بشأن العجز المالي المتزايد ضغوطاً على الريال البرازيلي. ويخشى المستثمرون أن تؤدي جهود الحكومة لتعزيز شعبية الرئيس لويز إيناسيو لولا دا سيلفا قبيل انتخابات 2026 إلى زيادة الأعباء على المالية العامة.
تهديدات ترمب للصين تشعل خسائر الأسواق
وقال لويس هورتادو، المحلل الاستراتيجي في “سي آي بي سي” (CIBC) في تورونتو: “بينما لا نتوقع انحرافاً كبيراً عن الأهداف المالية هذا العام، فإن أي إجراءات مالية تستهدف تعزيز شعبية لولا قبل الانتخابات الرئاسية ستخضع لمراقبة دقيقة من الأسواق، وقد تؤدي إلى ارتفاعات حادة في سعر الدولار مقابل الريال، كما حدث اليوم”.
الوون الكوري والأسهم الآسيوية تحت الضغط
تراجع الوون الكوري الجنوبي بشدة مع استئناف التداول المحلي بعد عطلة استمرت أسبوعاً. وانخفضت الأسهم 0.9%، وقادت شركات التكنولوجيا الصينية، بما في ذلك “تينسنت هولدينغز” (Tencent Holdings) و”علي بابا غروب هولدينغز” (Alibaba Group Holding)، موجة الخسائر.
تعرّضت أسواق الأسهم لتقلبات حادة هذا الأسبوع وسط مخاوف من تكون فقاعة في أسهم التكنولوجيا المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، التي قادت السوق الصاعدة الأخيرة.
ما هي فقاعة الذكاء الاصطناعي؟
هبطت أسهم الصين، وتراجع مؤشر “سي إس آي 300” (CSI 300) في البرّ الرئيسي بنسبة 2% بعد أن فرضت بكين قيوداً على تصدير بعض المعادن النادرة. كما أصبح المستثمرون أكثر حذراً تجاه أسهم شركات الرقائق الإلكترونية الصينية بسبب مخاوف من تقييماتها المرتفعة بشكل مفرط.
وقالت شاروه شنانا، كبيرة المحللين الاستراتيجيين في “ساكسو ماركتس” (Saxo Markets): “آسيا تواجه حالة عزوف عن المخاطر بعد موجة صعود كبيرة”، مضيفة أن “تراجع الذهب يعزز شعور ‘كل شيء يهبط’، بسبب جني الأرباح بعد تجاوزه مستوى 4000 دولار، وجزئياً بسبب هدوء التوترات الجيوسياسية بعد أنباء وقف إطلاق النار، لذا حتى الملاذ الآمن التقليدي لا يخفف الضغط عن الأسواق الناشئة اليوم”.
