عقود الأسهم الأميركية تهوي مع تفاقم المخاوف من رسوم ترمب

تراجعت العقود الآجلة لمؤشرات الأسهم الأميركية فيما قفز الين الياباني في التعاملات المبكرة ليوم الإثنين، في إشارة إلى تفاقم حالة الاضطراب في الأسواق المالية، مع بدء المستثمرين تسعير التداعيات الناجمة عن رسوم الرئيس الأميركي دونالد ترمب “المتبادلة”.
وهبطت عقود مؤشر “إس آند بي ” بنسبة 4.4% بعد أن شهد المؤشر القياسي أسوأ تراجع له على مدار يومين منذ مارس 2020 يوم الجمعة، ما أدى إلى محو أكثر من 5 تريليونات دولار من القيمة السوقية.
وتستعد الأسهم الصينية ليوم قاسٍ عند استئناف التداولات بعد عطلة طويلة، أعلنت خلالها بكين فرض رسوم بنسبة 34% على جميع الواردات من أميركا. وكان مؤشر للأسهم الصينية المدرجة في أميركا قد انخفض بنسبة 8.9% يوم الجمعة.
وارتفع الين الياباني والفرنك السويسري مع توجّه المتداولين نحو الملاذات الآمنة، بينما هوى الدولاران الأسترالي والنيوزيلندي. كما انخفضت أسعار النفط بأكثر من 3%، وتراجعت العقود الآجلة للنحاس بأكثر من 8%، فيما افتتح الذهب على انخفاض أيضاً. وقد هبط المعدن الأصفر – المعروف بارتباطه التاريخي القوي بالنمو العالمي – بأكثر من 10% خلال الأسبوع الماضي.
قلق نادر في الأسواق مع تصاعد خطر الركود
تعكس هذه التحركات مستوى من الخوف في الأسواق المالية لا يُرى سوى في مناسبات نادرة، مع محاولة ترمب إعادة تشكيل التجارة العالمية لصالح واشنطن، ما يزيد من مخاطر الركود في وقت بدأت فيه أميركا تسيطر على التضخم.
وقال وين ثين، من شركة “براون براثيرز هارينامن” (Brown Brothers Harriman): “نتوقّع أن تستمر تداعيات الرسوم الجمركية في الضغط على السوق هذا الأسبوع”. وأضاف أن مسؤولي إدارة ترمب أشاروا إلى أنه لا توجد تغييرات سياسية مرتقبة لمعالجة موجة البيع في الأسواق.
وتابع: “في ظل هذه الرسائل، من المرجح أن تستمر الأسهم في الهبوط، وأن تواصل سندات الخزانة الأميركية تحقيق المكاسب”.
وكانت موجة الإقبال على سندات الحكومة الأميركية قد دفعت العائد على السندات لأجل سنتين إلى أدنى مستوياته منذ عام 2022 الأسبوع الماضي. ومن الممكن أن تتسارع هذه المكاسب مع تسعير المتداولين احتمالات أكبر لقيام الاحتياطي الفيدرالي بتحركات حادة لخفض أسعار الفائدة بهدف منع الاقتصاد من التباطؤ. وقد شهدت عوائد السندات الأسترالية والنيوزيلندية انخفاضاً مع بداية التداول.
رسوم ترمب تدخل حيّز التنفيذ وآثارها تتسارع
تدخل رسوم ترمب الجديدة حيز التنفيذ في 9 أبريل، وقد بدأت بالفعل في التأثير على عمليات الشركات العالمية. وكان كبار المسؤولين الاقتصاديين لدى الرئيس قد تجاهلوا مخاوف المستثمرين بشأن التضخم والركود، ولم يظهروا أي ندم عن الاضطراب في الأسواق الناجم عن الرسوم الجمركية الشاملة، بل أصرّوا بتحدٍ على أن طفرة اقتصادية تلوح في الأفق.
وبالإضافة إلى فرض رسوم جديدة رداً على قرارات ترمب الأخيرة، تعهّدت الصين خلال عطلة نهاية الأسبوع باتخاذ إجراءات حاسمة للدفاع عن اقتصادها.
وذكرت وكالة أنباء “شينخوا” الرسمية يوم السبت، أن هذه الإجراءات تشمل “تدابير حازمة” لحماية السيادة والأمن والمصالح الأخرى.
تحركات إقليمية وقرارات تجارية متباينة
من جهتها، أعلنت ماليزيا أنها ستقود جهوداً لتنسيق استجابة إقليمية في جنوب شرق آسيا تجاه الرسوم الأميركية، بحسب ما صرّح به رئيس الوزراء أنور إبراهيم. أما الهند، فقد ألمحت إلى أنها لن تفرض رسوماً انتقامية، في وقت تسعى فيه إلى الانخراط مع أميركا في مفاوضات تجارية.
وفي المملكة المتحدة، قررت شركة “جاغوار لاند روفر” تعليق شحن سياراتها إلى أميركا مؤقتاً، بينما تبحث عن سبل للتعامل مع الرسوم الجديدة.