عقوبات أوروبا على روسيا تعمق الضغوط بسوق الديزل وسط شح الإمدادات

فاقمت الجولة الأحدث من العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي على روسيا الضغوط بسوق الديزل التي تُعاني من شح الإمدادات أصلاً في منطقة تُعد مستورداً كبيراً لهذا الوقود.
أكد الاتحاد الأوروبي اليوم أنه سيمضي قدماً في فرض حظر على استيراد الديزل المصنوع من النفط الروسي. وقبل اتخاذ القرار، كان بعض التجار يشككون في أن التكتل سيمضي فعلاً في تنفيذ مثل هذه الخطوة.
اقرأ المزيد: أوروبا تقر حزمة عقوبات غير مسبوقة ضد روسيا
سوق الديزل في أوروبا
قبل صدور القرار، ظهرت بالفعل مُؤشرات على ضغوط في سوق الديزل الأوروبية، إذ انخفضت المخزونات المحتفظ بها بشكل مستقل، كما هو الحال في الولايات المتحدة. فيما تشير فروقات الأسعار إلى محدودية إمدادات هذا الوقود الصناعي.
يحصل الاتحاد الأوروبي على حوالي 15% من وارداته المنقولة عبر البحار من الديزل، أي ما يعادل 240 ألف برميل يومياً، من دول مثل الهند وتركيا التي تشتري الخام من روسيا، ما يثير تساؤلات حول مصير هذه التدفقات.
اقرأ المزيد: إشارات تحذيرية على شح الديزل في أوروبا وسط ضغوط الإمدادات
قال جيمس نويل بيزويك، المحلل لدى شركة “سبارتا كوموديتيز” (Sparta Commodities): “القيود الجديدة بدأت بالفعل في دعم سوق الديزل خلال الساعات القليلة الماضية. فمخزون الديزل منخفض في شمال غرب أوروبا، وقد يؤدي ذلك إلى تراجع الواردات من الهند”.
وحتى الساعة 2:20 من بعد ظهر اليوم، لم يُنشر النص الكامل للعقوبات الجديدة، وأشار بيزويك إلى أن من المهم دراسة التفاصيل الدقيقة عند صدورها.
ارتفعت أسعار الديزل بشكل ملحوظ، إذ صعد الفارق السعري بينه وبين النفط الخام إلى ما يصل إلى 28 دولاراً للبرميل، بزيادة بلغت 3.50 دولارات للبرميل، وفقاً لبيانات القيمة العادلة من “بلومبرغ”. كما صعد “فارق السعري الزمني” -وهو مؤشر تداول رئيسي آخر- بشكل واضح.
انخفاض مخزون أوروبا
انخفض مخزون زيت الغاز والديزل في منشآت التخزين المستقلة في مركز أمستردام-روتردام-أنتويرب في شمال غرب أوروبا إلى 1.76 مليون طن أمس، وهو أدنى مستوى له في مثل هذا الوقت من السنة منذ 2022، بحسب بيانات شركة “إنسايتس غلوبال”. أدت عمليات إغلاق المصافي في المنطقة إلى استنزاف الإمدادات المحلية من الوقود، في وقت تخلت القارة بالفعل عن روسيا، التي كانت في السابق أكبر مزود خارجي لها.
قال جيوفاني ستاونوفو، محلل السلع في بنك “يو بي إس غروب”: “كانت مخزونات الديزل منخفضة أصلاً في أوروبا، لذا قد يؤدي هذا القرار إلى مزيد من شح الإمدادات في السوق. المشكلة ستكون في كيفية التحقق من مصدر الخام المستخدم، لكن رد فعل الأسعار يعكس وجود قلق واضح بشأن النقص في المعروض”.
اقرأ أيضاً: أسعار الديزل تواصل الارتفاع بفعل مخاوف من تعطل الإمدادات
تُعد شركة “ريلاينس إندستريز” أكبر شركة تكرير في الهند وأكبر مُصدر للديزل من البلاد إلى أوروبا، وتملك سعة تكريرية ضخمة على الساحل الغربي للهند.
بحسب شخصين مطلعين على الأمر، فإن الشركة تواصل حالياً تقييم الموقف. وأشارا إلى أنه ستكون هناك تساؤلات تتعلق بآليات التنفيذ، وكذلك بردود فعل كل من الحكومتين الأميركية والهندية، قبل أن تتمكن “ريلاينس” من تكوين صورة واضحة عن الموقف وتحديد استجابتها المحتملة.
ولم يرد متحدث باسم شركة “ريلاينس إندستريز” على الفور على طلب للتعليق. كما قال مسؤولون في وزارة النفط الهندية إن الوقت لا يزال مبكراً للتعليق في هذا الصدد.
تدفقات عبر تركيا
إلى جانب الهند، تحصل أوروبا على كميات كبيرة من الديزل من تركيا، وتشير شركة الاستشارات “إف جي إي نيكسانت إي سي إيه” (consultancy FGE NexantECA) إلى أن هذه التدفقات من المرجح أن تتأثر بالقواعد الجديدة.
شح إمدادات الديزل يدفع السوق للبحث عن البراميل.. تفاصيل أكثر هنا
قالت جيما باركر، المحللة في “إف جي إي نيكسانت إي سي إيه”: “التأثير الرئيسي على التدفقات سيكون من خلال إعادة تصدير المنتجات الروسية من البحر الأسود إلى دول الاتحاد الأوروبي، عبر موانئ تركية غير تابعة للمصافي، وسيتعين تعويض هذه المنتجات من خارج المنطقة”.
واختتمت بأن هذا المسار شهد، في الأشهر الأخيرة، تداول قرابة 50 ألف برميل يومياً من زيت الغاز -وهو وقود شبيه بالديزل- إضافة إلى 70 ألف برميل يومياً من زيت الوقود.