عطلة الأسواق العالمية.. هل تضعف زخم الأسهم السعودية؟
يُتوقع أن تشهد أولى جلسات تداول الأسهم في السوق السعودية لعام 2025 هدوء نسبي في قيم التداولات مع بعض عمليات جني الأرباح، حيث تتزامن مع عطلة رسمية بمناسبة رأس السنة الميلادية في أغلب الأسواق العالمية.
ارتفاع مؤشر سوق الأسهم السعودية الرئيسية “تاسي” بنحو 200 نقطة خلال الجلسات الثلاثة الأخيرة قد يكون محفزاً لظهور بعض عمليات جني الأرباح، والتي ظهرت بوادرها خلال جلسة الإغلاق أمس، حيث فقد المؤشر أكثر من نصف مكاسبه خلال الجلسة ليرتفع بنحو 36 نقطة فقط.
وأغلق مؤشر “تاسي” عند مستوى 12036 نقطة، وهي المرة الأولى منذ عقدين التي يغلق فيها المؤشر أعلى من مستوى 12000 نقطة.
“أرامكو” ترفع سعر الديزل محلياً
أنهى “تاسي” العام الماضي على ارتفاع هامشي لم يتجاوز 1% بضغط من تراجع سهم “أرامكو السعودية” بنسبة 15% تقريباً -أكبر خسائر للسهم سنوياً منذ الإدراج- متأثراً بتراجع أسعار النفط، وتمديد خفض الإنتاج من جانب تحالف “أوبك+”.
لكن قد يشهد سهم “أرامكو” بعض الزخم خلال تعاملات اليوم بعد أن رفعت الشركة أسعار الديزل في السعودية بنسبة 44% إلى 1.66 ريال للتر، وفقاً لآخر تحديثات الشركة عبر موقعها الإلكتروني أمس الثلاثاء.
كما شهدت أسعار النفط ارتفاعاً خلال أخر جلسة في عام 2024 بعد توسع نشاط المصانع للشهر الثالث في الصين، أكبر مستورد للنفط في العالم.
فيما ستراقب السوق أسهم قطاع البتروكيماويات، وعلى رأسها سهم شركة “سابك”، مع إشارات التعافي الاقتصادي في الصين التي قال رئيسها شي جين بينغ إنه من المتوقع أن يتوسع الناتج المحلي الإجمالي للبلاد بنحو 5% لعام 2024 بأكمله، بما يتوافق مع الأهداف الرسمية.
منافسة العائد الخالي من المخاطر
أحمد الرشيد، المحلل الأول في صحيفة “الاقتصادية”، قال إن السوق تتداول عند مضاعفات ربحية مرتفعة تتجاوز 20 مرة ما حد من إمكانية صعود السوق خلال العام الماضي.
“الودائع الزمنية والادخارية الخالية من المخاطر ارتفعت بشكل كبير في البنوك السعودية لتمثل ثلث المعروض النقدي، لتظهر كمنافس قوي لعوائد توزيعات الأسهم.”، وفق الرشيد.
وعلى الرغم من ارتفاع الودائع في البنوك السعودية، إلا أنها نمت بمعدلات أقل من نمو القروض، لترتفع نسبة القروض إلى الودائع غير المعدّلة أو ما يعرف بـ “LDR” إلى أكثر من 107%، وفق النشرة الإحصائية الشهرية للبنك المركزي السعودي.
بدورها، تتوقع وكالة “فيتش” أن تحقق البنوك السعودية نمواً بنسبة 12% خلال عام 2025 مع نظرة محايدة. وقدّرت أن معدل النمو المتوقع يمثل ضعف متوسط معدلات النمو للبنوك الخليجية في العام الحالي.
أنطون لوباتين، مدير أول في “فيتش راتينغز” (Fitch Ratings)، قال في مقابلة مع “الشرق”، إن المطلوبات بالعملة الأجنبية وصلت إلى مستوى تاريخي خلال العام الماضي عند 10% من إجمالي التزامات البنوك السعودية، والذي يعد مؤشر على الطلب المتنامي على السيولة مع تسارع وتيرة تنفيذ مشروعات “رؤية 2030”.
ستراقب السوق اليوم أسهم قطاع البنوك بقيادة “مصرف الراجحي”، و”البنك الأهلي السعودي” مع انتعاش شهية المخاطرة والإيجابية في الأداء خلال الجلسات القليلة الماضية، لكن أسهم القطاع المصرفي لا تزال تتداول عند مضاعفات ربحية منخفضة تبلغ 12 مرة فقط.
استحواذات بالأسهم
كشفت عدد من الشركات السعودية عن خطط توسعية عبر عمليات استحواذ غير نقدية، ما يعطي إشارة إلى تمسك الشركات بالسيولة لأنشطتها التشغيلية والاستجابة في الوقت نفسه للسياسات التوسعية مع توقعات بنمو قوي لاقتصاد المملكة في العام 2025.
وكان أبرز إعلانات الشركات لتداول السعودية كالتالي:
- “أسلاك” توقع اتفاقية غير ملزمة للاستحواذ على 40% من أسهم “الرائدة للاستثمار الصناعي” مقابل إصدار أسهم جديدة لمساهمي الشركة محل الاستحواذ
- “أسمنت المدينة” تحصل على عدم ممانعة من الهيئة العامة للمنافسة للاستحواذ على 100% من شركة “أسمنت أم القرى” عبر مبادلة أسهم
- “الخليج للتدريب” تتقدم بطلب إلى هيئة السوق المالية لزيادة رأسمالها لصالح مساهمي شركة “أضواء الهداية” مقابل الاستحواذ على 80% من الأخيرة
ستتجه الأنظار صوب سهم “مجموعة صافولا”، والتي أودعت المبالغ العائدة من بيع كسور الأسهم الناتجة عن تخفيض رأس مالها في حسابات المساهمين المستحقين أمس الثلاثاء.