اخر الاخبار

“عض أصابع” بين ترمب وشي.. ودول آسيان تلتقط الأنفاس

شهد يوم أمس تصعيداً كبيراً بين واشنطن وبكين في حربهما التجارية المستعرة، لكن خطوة ترمب بتعليق التعريفات الجمركية التي فرضها أوائل أبريل الجاري على الدول، باستثناء الصين، لمدة 90 يوماً أعطت فرصةً لدول آسيان لالتقاط الأنفاس، خطوات بكين المقبلة وكيف تستفيد دول آسيان من مهلة ترمب محاور ناقشها برنامج “اقتصاد آسيا” على قناة “الشرق” لهذا الأسبوع. 

 دفع هذا التصعيد القيادة الصينية إلى عقد اجتماع طارئ لمناقشة المزيد من الاجراءات، ولبحث إجراءات تحفيزية لدعم الاقتصاد، ولمراجعة السياسات النقدية والتي قد تتمثل في خفض أسعار الفائدة لتقليل تكلفة الديون، وتعزيز دعم العملة المحلية. 

لافانيا فينكاتيسواران، كبيرة الاقتصاديين في رابطة دول جنوب شرق آسيا في (OCBC Bank Singapore)، رأت خلال مشاركتها في البرنامج أن معدلات الجمارك المتبادلة التي فرضها البلدان أحدثت صدمةً كبيرةً، مشيرة إلى أن المسؤولين الصينيين سيقدمون حزمة على مستوى المالية العامة والسياسة النقدية لدعم اقتصاد البلاد ضد هذه الهجمات. 

وأضافت إلى أنه بالرغم من صعوبة التنبؤ بمسار تطور العلاقات بين الصين والولايات المتحدة، إلا أنها تعتقد أن الطرفين سيضطران للجلوس على طاولة المفاوضات بهدف التوصل إلى اتفاق، وذلك لأنه “من الصعب استمرار الأمور على هذا النحو حيث أن تأثيره يمتد إلى باقي أنحاء العالم”.

تعليق الرسوم 90 يوماً

أضافت الصين يوم أمس تعرفة بنسبة 50% على السلع الأميركية ليصل إجمالي الرسوم إلى 85%، ليرد ترمب برفع التعرفة الجمركية على السلع الصينية الواردة إلى الولايات المتحدة بنسبة 50% لتبلغ مستوى غير مسبوق عند 125%، بينما قال إنه سيعلق الرسوم الجمركية المتبادلة على عشرات الدول التي لم ترد برسوم انتقامية لمدة 90 يوماً.

تراجع ترمب جاء بعد نحو 13 ساعة من بدء سريان الرسوم الجمركية المرتفعة على 56 دولة إضافة إلى الاتحاد الأوروبي، ما تسبب في اضطرابات في الأسواق وأثار مخاوف من ركود اقتصادي. وبحسب “بلومبرغ” عن مسؤول في البيت الأبيض، فإن الدول التي فُرضت عليها الرسوم المرتفعة المتماثلة ستُعامل مؤقتاً بنفس نسبة الـ10% التي تنطبق على باقي الدول، باستثناء الصين.

فرصة لالتقاط الأنفاس

رأت فينكاتيسواران أن تعليق الرسوم يمثل فرصة لالتقاط الأنفاس، كما أنه يمنح مساحة من الوقت لإجراء مفاوضات مع الإدارة الأميركية لإيجاد حل يتفادى فرض هذه الرسوم، مضيفةً أنها أيضاً قد تمثل فرصة، على المدى القصير، لدول شرق آسيا للاستفادة من فارق الرسوم الأميركية الكبير بينها وبين الصين. 

معن فاضل، مدير مكتب “الشرق” في سنغافورة، قال إنه لاحظ، خلال حضوره اجتماعات وزراء المالية والبنوك المركزية لدول آسيان المنعقدة في ماليزيا، أثر تعريفات ترمب متمثلةً في صدمة على وجوه المسؤولين الآسيويين خلال توجيه الصحفيين أسئلة لهم، مشيراً إلى أنهم لم تكن لديهم نظرة واضحة أو حتى توقعات لآفاق اقتصادات المنطقة.

وأضاف فاضل أن تأجيل موعد تطبيق الرسوم بالتأكيد سيعطيهم وقتاً أطول للتحضير لمفاوضاتهم مع الجانب الأميركي، وأوضح أن هذا الخبر انعكس أيضاً بعض الشيء على الصين كون دول آسيان أكبر شريك تجاري للعملاق الآسيوي.

بالمثل رأى ويليام ما، رئيس قسم الاستثمارات في “جرو إنفستمنت غروب” (GROW Investment Group) خلال مداخلته في البرنامج، أن مهلة التسعين يوماً تفسح المجال بشكل أكبر لمفاوضات بين جميع الدول، بما فيها الصين، وإدارة ترمب، منوّهاً بأن المرحلة الأولى من المفاوضات ربما قد بدأت بالفعل.  

ردود الفعل على التأجيل

تباينت ردود أفعال المسؤولين في دول آسيوية تُجاه قرار دونالد ترمب تعليق رفع الرسوم الجمركية لمدة 90 يوماً على عشرات الشركاء التجاريين بين مزيج من الارتياح والحذر.

بعض الدول مثل فيتنام، التي كانت تواجه رسوماً بنسبة 46%، واليابان التي كانت معرضة لضريبة إضافية بنسبة 24%، واصلت التحرك لضمان أن يكون هذا التعليق المؤقت دائماً. كوريا الجنوبية رحبت بالتأجيل، معتبرةً أنه يمنح الصناعات المحلية وقتاً لتقليل الاضطرابات، فيما أكدت تايلندا أنها ستمضي قدماً في جهودها لتحقيق توازن في تجارتها مع الولايات المتحدة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *