طرح “أسياد” أمام اختبار حاسم بعد جذب اكتتابات عمان 2.5 مليار دولار

تفوقت سلطنة عمان على أسواق عالمية مثل بورصة لندن العام الماضي، بعد أن بلغ حجم الطروحات الأولية العامة مستوى قياسي عند 2.5 مليار دولار، لكن السلطنة تواجه اختباراً مبكراً لإقبال المستثمرين في 2025.
تأتي خطة “مجموعة أسياد” المدعومة من جهاز الاستثمار العُماني لإجراء طرح أولي عام لما لا يقل عن 20% من أسهم وحدة النقل البحري التابعة في ظل الأداء الباهت بعد اكتتابين عامين كان أحدهما الأكبر على الإطلاق في بورصة مسقط. كما سيعد الطرح الأولي لأسهم “أسياد للنقل البحري” بمثابة مؤشر حول قدرة الحكومة على تنفيذ برنامج التخارج من الاستثمار، الذي خصصت له نحو 30 أصلاً.
قال نيشيت لاخوتيا، مدير البحوث لدى “بنك سيكو” (SICO Bank)، إن “نجاح طرح (أسياد) سيشكل حافزاً طالت الحاجة إليه لمزيد من الطروحات الأولية في السلطنة”، وإن الطروحات الأخيرة في عمان خيبت آمال المستثمرين الذين يسعون إلى جني مكاسب سريعة من بيع الأسهم بعد الطرح.
أسعار الأسهم المدرجة بعد طروحات عمان
انخفض سهم “أوكيو للاستكشاف والإنتاج” 17% منذ طرحه في أكتوبر، فيما استقر سهم “أوكيو للصناعات الأساسية” بشكل كبير منذ طرحه الشهر الماضي. كما تواجه الشركات التي طرحت أسهمها للتداول العام في 2023 صعوبات، حيث انخفض سهم “أوكيو لشبكات الغاز” 6%، وتراجع سهم “أبراج لخدمات الطاقة” بنحو 4%.
اقرأ أيضاً: 3 أسواق عربية واعدة تتفوق على بورصة لندن في حجم الطروحات الأولية
لفت حسنين مالك، المحلل الاستراتيجي للأسواق الناشئة والواعدة لدى شركة “تليمر” (Tellimer) إلى أن التوقعات الضعيفة لأسعار الطاقة ربما أثرت على الإقبال على الطروحات الأولية الحديثة في عُمان، حيث ارتبطت بقطاعي النفط والكيماويات.
تراجع مؤشر سوق مسقط للأوراق المالية 3% منذ أكتوبر، بينما ارتفع مؤشر “إم إس سي آي” لدول الخليج نحو 4%، وصعدت عقود خام برنت المستقبلية 7.5%.
وبحسب لاخوتيا، تقدم الوحدة التابعة لـ”أسياد” خدمات النقل البحري للصادرات الأساسية، ما يجعل نشاطها “آمن ومستمر نسبياً”، كما أن سياسة سخية لتوزيع الأرباح قد تساعد في جذب المستثمرين.
إجراءات لدعم طروحات القطاع الخاص
تأخرت السلطنة بضعة سنوات في برنامج التخارج من الاستثمار وجهود تطوير أسواقها المالية، مقارنةً بنظيرتيها في المنطقة؛ السعودية والإمارات. وتعد سوق مسقط للأوراق المالية من بين أصغر البورصات حجماً في المنطقة، برأس مال سوقي أعلى قليلاً من 31 مليار دولار، بحسب البيانات التي جمعتها “بلومبرغ”.
اقرأ أيضاً: جهاز الاستثمار العُماني يحضر لطرح 5 شركات بحلول 2026
أقرت الجهة التنظيمية لأسواق المال في السلطنة في أغسطس إجراءات تهدف إلى دعم طروحات القطاع الخاص وتعزيز السيولة في السوق الثانوية، و”دخلت هذه الإصلاحات حيز التنفيذ لتحفيز الطروحات”، بحسب لاخوتيا.
كذلك، تسعى السلطنة إلى رفع تصنيفها إلى سوق ناشئة، وحالياً، ما تزال عُمان والبحرين هما الدولتان الوحيدتان بين دول الخليج الست التي لا تصنفهما “إم إس سي آي” على أنهما أسواق ناشئة.
مغالاة التقييمات تنفر المستثمرين
أشار جيمس سوانستون، المحلل الاقتصادي لدى شركة “كابيتال إيكونوميكس” (Capital Economics)، إلى أن السلطنة أمامها “طريق طويل بدرجة ما” لتلبية متطلبات رأس المال السوقي اللازمة لرفع التصنيف، غير أن تحسن البيئة الاقتصادية بدأ يعزز جاذبية البلاد.
ربما تشكل المغالاة في التقييمات- التي أُلقي عليها اللوم في سلسلة من الطروحات المخيبة للآمال- عاملاً في السلطنة أيضاً. فتسعى “أسياد للنقل البحري” إلى تقييم لا يقل عن مليار دولار في طرحها العام الأولي، بحسب ما كشفته “بلومبرغ”.
أضاف مالك، أن الأداء القوي لسهمي “نايس ون بيوتي للتسويق الإلكتروني” و”الموسى الصحية” بعد الطرح في السعودية يوضح أن هناك إقبالاً كبيراً على الاستثمار في شركات القطاع الخاص المرتبطة بالاقتصاد المحلي في منطقة الخليج، واختتم “يجب ألا يردع ذلك عمان عن تنفيذ مزيد من عمليات الخصخصة، ربما ليس بالتقييمات المرتفعة التي طمحت إليها سابقاً”.