اخر الاخبار

صندوق تقاعد ألماني بـ40 مليار دولار يسعى للاستثمار بأسهم الصين

استعان صندوق تقاعد ألماني بوحدة مقرها في هونغ كونغ تابعة لشركة صينية لمساعدته في الاستثمار بالأسهم المحلية، في خطوة نادرة بين المؤسسات العالمية التي لا تزال تتعامل بحذر  حيال الانكشاف على أسهم الصين.

بحسب أشخاص مطلعين، خصص صندوق “كيه زد في كيه” (KZVK)، الذي يدير أصولاً بقيمة 34.1 مليار يورو (40 مليار دولار)، نحو 50 مليون دولار لشركة “فولغول أسيت مانجمنت” (.Fullgoal Asset Management (HK) Ltd) خلال الربع الثاني من العام، بهدف الاستثمار في الأسهم الصينية المدرجة في هونغ كونغ والبر الرئيسي والولايات المتحدة، وفق الأشخاص الذين طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم نظراً لخصوصية المعلومات.

جنت الأسهم الصينية وأسهم هونغ كونغ مكاسب محدودة في أعقاب حزمة من إجراءات التحفيز الاقتصادي منذ سبتمبر. لكن الانهيار الحاد الذي ضرب الأسواق في السنوات الأخيرة، مدفوعاً بحملات تنظيمية صارمة، وتباطؤ اقتصادي، وتوترات جيوسياسية، أربك العديد من المؤسسات الاستثمارية طويلة الأجل. نتيجة لذلك، يشير محللون إلى أن معظم تكليفات الاستثمار في السوق العامة الصينية تقتصر على تجديدات لاستثمارات قائمة، بدلاً من ضخ رؤوس أموال جديدة.

الاستثمار في الصين

قال كاميرون سيسترمانز، رئيس وحدة الأصول المتعددة في آسيا لدى شركة الاستشارات “ميرسر” (.Mercer Inc)، “ما زلنا لا نرصد اتجاهاً ملحوظاً من جانب مديري الأصول في أوروبا والولايات المتحدة لتخصيص تكليفات استثمارية إلى منطقة الصين الكبرى”. أضاف: “هذا يتماشى مع توصياتنا الحالية للعملاء، التي تدعو إلى بناء محافظ استثمارية في الأسهم دون انحياز استراتيجي طويل الأجل لأي دولة بعينها”.

رغم هذا التكليف، لا يزال تعرض صندوق “كيه زد في كيه” للسوق الصينية عند مستويات منخفضة. وأوضح أوليفر لانغ، عضو مجلس الإدارة، في مقابلة نُشرت في مايو بمجلة “إنفستمنت أند بنشنز يوروب” (Investment & Pensions Europe)، أن الصندوق يقلص وزن الصين في محفظته مقارنة بحجم اقتصادها ورأسمالها السوقي.

شركة إدارة الأصول في هونغ كونغ هي تابعة لشركة “فولغول فند مانجمنت” (.Fullgoal Fund Management Co)، ومقرها في شنغهاي وتدير أصولاً تقارب 200 مليار دولار، ويُعد “بنك مونتريال” (Bank of Montreal) أحد أبرز مساهميها. وتدير وحدتها في هونغ كونغ ما يقرب من 30 مليار دولار هونغ كونغ (3.8 مليار دولار أميركي)، بحسب أحد الأشخاص المطلعين. 

حد أدنى للاستثمار

يدير صندوق “كيه زد في كيه”، ومقره في مدينة كولونيا وهو الاسم المختصر لـ”Kirchliche Zusatzversorgungskasse des Verbandes der Diözesen Deutschlands”، أموال التقاعد لأكثر من 240 ألف مستفيد. تشير دراسة أعدتها “فينسيتي.طوكيو” (Fincity.Tokyo) لعام 2024 إلى أن المؤسسات العالمية الكبرى تميل إلى تخصيص حد أدنى يبلغ 50 مليون دولار عند الاستثمار في الأسواق الناشئة.

لم يرد ممثلو صندوق “كيه زد في كيه” على طلبات للتعليق على الأمر، كما رفض متحدث باسم “فولغول فند” الإدلاء بأي تصريحات.

في المقابل، تتدفق رؤوس الأموال نحو أماكن أخرى من آسيا. فقد ارتفع عدد صناديق الأسهم التي تستثني الصين بشكل حاد خلال السنوات الأخيرة، مع تسجيل أرقام قياسية في إطلاق هذه الصناديق خلال عامي 2023 و2024، وفقاً لتقرير صادر عن شركة “مورنينغستار” (.Morningstar Inc) الأسبوع الماضي. وجذبت هذه الصناديق تدفقات صافية غير مسبوقة بلغت 10.5 مليار دولار في العام الماضي.

كتب ماثيو كاكينو، كبير المحللين المعنيين بتصنيف استراتيجيات الأسهم لدى “مورنينغستار”، في التقرير قائلاً إن “الحملات التنظيمية، وقضايا الحوكمة، وتزايد التوترات الجيوسياسية حول العالم، إلى جانب حالة عدم اليقين الاقتصادي في الصين منذ جائحة كوفيد، كلها عوامل أدت إلى زعزعة ثقة المستثمرين”. وأضاف أن هذه العوامل “تعزز جاذبية الصناديق التي تستثني الصين”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *