يُعزز صندوق التحوط لأوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا التابع لشركة “تشين كابيتال” (Cheyne Capital) الاستثمار في الإمارات باعتبارها سوق الأسهم المفضلة لديه، وأشار إلى أن الدولة في وضع جيد يمكنها من تحمل الاضطرابات الناجمة عن سياسات الرئيس الأميركي دونالد ترمب.
قال مدير الصندوق، كارل توهمي في حوار في دبي، إن ربط قيمة العملة الإماراتية بالدولار الأميركي يُعد أحد عوامل الجذب الرئيسية، إذ يساعد ذلك في الحفاظ على مكاسب الأسهم المحلية وتحويلها، وهو مستوى يقين تفتقر إليه أسواق ناشئة أخرى، حيث تتعرض الأرباح للخسائر الناتجة عن التغيرات المفاجئة في أسعار صرف العملات.
وأضاف أنه بينما تستخدم دول نامية أخرى أيضاً استراتيجية ربط قيمة العملة، فإن قدرة الإمارات المالية وتمكنها من الحفاظ عليها لا يضاهيها إلا عدد قليل من الدول.
ارتفاع الأسهم الإماراتية يدعم أداء الصندوق
أشار توهمي إلى أن صندوق “تشين كابيتال إي إم إي إيه” حقق عائداً بنسبة 13.1% العام الماضي، وهو ضعف ما حققه مؤشر “إم إس سي آي” لأسهم المنطقة، حيث استفاد من صعود القيمة السوقية للشركات المدرجة بالسوق بحوالي 73 مليار دولار بفضل النمو الاقتصادي للإمارات والدعم الحكومي للشركات المحلية، ومن بين الشركات الرئيسية التي دعمت هذا الصعود كانت مشغلة بوابات الرسوم المرورية “سالك”، التي قفزت أسهمها 74%، وشركة التطوير العقاري المدعومة من الحكومة “إعمار العقارية” التي صعدت أسهمها 62%.
اقرأ أيضاً: جهاز أبوظبي للاستثمار يزيد رهاناته على الائتمان الخاص
كما لفت توهمي إلى أنه “في بيئة حافلة بالضبابية، فإن عملة قيمتها مربوطة بالدولار، ونسبة ديون إلى الناتج المحلي الإجمالي دون 30% توفر فرصة استثمار شديدة الجاذبية من منظور المخاطرة مقابل العائد. هذه ميزة وسط وضع عالمي سريع التغير، سواء كان على الجبهة الجيوسياسية، أو سياسات التجارة الأميركية، أو اتجاه السياسة النقدية في الولايات المتحدة”.
باعتبارها شركة لإدارة الأصول البديلة -مقرها في المملكة المتحدة- معروفة بصفقاتها العقارية، وتعد جهاز أبوظبي للاستثمار من بين شركائها، ترفع “تشين” إجمالي استثماراتها في الشرق الأوسط.
إلى جانب “سالك” و”إعمار”، أشار توهمي إلى أنه يفضل أسهم “أدنوك للغاز” و”الدار العقارية”، حيث يستفيد كلاهما من النمو السكاني في الإمارات. مشيراً إلى أن “أبرز عوامل الجذب الرئيسية للاستثمار في الإمارات هي الإصلاحات المستمرة، والنمو السكاني، وانعدام مخاطر سعر الصرف، والأرباح الكبيرة التي تحققها بعض الشركات، وتوزيعات الأرباح الجذابة”.
زيادة الانكشاف على السوق السعودية
كما تتطلع الشركة أيضاً إلى زيادة انكشافها في السوق السعودية، وتخطط لاستثمارات مرتبطة باستراتيجية “رؤية 2030” الحكومية، التي تشمل قطاعات من بينها الترفيه والتكنولوجيا والبنية التحتية.
اقرأ أيضاً: السعودية تتطلع لقطف ثمار المشاريع الكبرى وسط ترشيد الإنفاق
أنهى مؤشر السوق المالية السعودية “تاسي” تعاملات 2024 دون تغير يُذكر، بعد انخفاض سهم أكبر شركة مدرجة عليه، “أرامكو السعودية” بنسبة 15%. وكشفت “بلومبرغ” في يوليو عن احتمال لجوء السعودية إلى خفض ميزانيات بعض مشروعات التنمية بمليارات الدولارات، وتعليق مشروعات أخرى بسبب تراجع أسعار الطاقة.
استطرد توهمي: “التراجعات على الأجل القصير تتيح فرصة لدخول تلك القطاعات المستقرة بمستويات أسعار أفضل”.
استثمارات في تركيا
كما يستثمر صندوق “تشين” في تركيا، حيث حقق أرباحاً من أسهم البنوك والسندات المحلية أيضاً التي وصفها توهمي بأنها كانت استثماراً “أكثر استقراراً” عن الأسهم في 2024. وتوقع توهمي استمرار الدولة في العودة إلى السياسة المالية التقليدية، ونجاحها في خفض التضخم.
واختتم توهمي: “ما تزال السندات المحلية تبدو جذابة، لكن مع تراجع أسعار الفائدة والتضخم سنفضل الاستثمار في الأسهم عن السندات”.
