صفقة “سانتوس” تحول “أدنوك” إلى لاعب كبير في سوق الغاز الطبيعي المسال

تُعزز أبوظبي طموحاتها لبناء شركة رائدة في إنتاج الغاز الطبيعي المسال من خلال أكبر صفقة طاقة لها، حيث تستهدف الدولة النفطية سوقاً تعتبره مفتاحاً لنموها الاقتصادي.
سيُتيح العرض البالغ 19 مليار دولار، المقدم من وحدة الاستثمار التابعة لشركة بترول أبوظبي الوطنية “أدنوك” المملوكة للحكومة، لشركة “سانتوس” (Santos) الأسترالية، إمكانية الوصول إلى إنتاج وتصدير الغاز الطبيعي المسال مباشرةً للأسواق الآسيوية سريعة النمو.
وستُضيف وحدة “XRG PJSC” الإماراتية شركة “سانتوس” إلى قائمة صفقات الغاز والكيماويات في ساحل الخليج الأميركي، وأفريقيا، والشرق الأوسط، وأوروبا.
الإمارات تسعى للاكتفاء الذاتي من الغاز الطبيعي
تسعى دولة الإمارات العربية المتحدة، الدولة الخليجية الغنية بالنفط وعاصمتها أبوظبي، إلى استثمار مكاسبها من الموارد الطبيعية في نمو اقتصادي مستدام من خلال الاستثمار في التكنولوجيا والتصنيع والسياحة. وتهدف إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز الطبيعي خلال هذا العقد، وتسعى جاهدة لتكون مورداً عالمياً للوقود.
قال محللون في “بيرنشتاين” (Bernstein)، بمن فيهم نيل بيفريدج: “أبوظبي دولة نفطية عريقة، لكنها تسعى لأن تكون لاعباً أكثر أهمية في أسواق الغاز الطبيعي المسال”. وأضافوا: “سيُمكّن الاستحواذ شركة أدنوك من أن تصبح لاعباً أكبر في سوق الغاز الطبيعي المسال في أسواق النمو الرئيسية في آسيا”.
ووفقاً لمحللين في “بيرنشتاين”، ستُدفع أدنوك كمجموعة إلى مصاف شركات النفط الكبرى مثل “شل” و”إكسون موبيل” من حيث إنتاج وتصدير الغاز الطبيعي المسال، في حال إتمام الصفقة.
من المقرر أن تصل طاقة “سانتوس” إلى 7.5 مليون طن سنوياً بمجرد بدء مشروع “باروسا” الأسترالي الضخم للغاز الطبيعي المسال في وقت لاحق من هذا العام، وفقاً لـ”برنشتاين”.
تأخذ حسابات برنشتاين في الاعتبار الإنتاج المحلي لأبوظبي، بما في ذلك محطات تصدير الغاز الطبيعي المسال في الخليج بسعة 6 ملايين طن سنوياً، ومنشأة مخطط لها بسعة 9.6 مليون طن قيد الإنشاء على الساحل.
ومع زيادة شركات أخرى لطاقتها الإنتاجية، يمكن لأدنوك أن تُضاهي شركات مثل “كونوكو فيليبس” و”إيني”، وفقاً لبلومبرغ إنتلجنس.
قال صالح يلماز، كبير المحللين في بلومبرغ إنتلجنس: “ستظل هذه قفزةً كبيرةً عن وضعها الحالي، الذي يركز في الغالب على السوق المحلي”. وأضاف: “اعتماداً على كيفية توسيع أدنوك لمحفظتها الخاصة، يمكن أن تصل إلى نطاق 15-20 مليون طن سنوياً – مما سيجعلها في مركز متوسط في سوق الغاز الطبيعي المسال عالمياً”.
ويرى يلماز أن هذه الصفقة قد تعزز أيضاً طموحات أدنوك لتوسيع عملياتها التجارية.
إنتاج 25 مليون طن سنوياً من الغاز الطبيعي المسال
أسست أدنوك في نوفمبر الماضي شركة “XRG” وهي وحدة استثمار بقيمة إجمالية تبلغ 80 مليار دولار. وتخطط الشركة لمضاعفة هذه القيمة خلال عقد من الزمن، حيث ستتوسع لتصبح الذراع الدولية لأدنوك في مجال الغاز والكيماويات.
تسعى الوحدة إلى زيادة إنتاجها لإضافته إلى عقد توريد 1.9 مليون طن من الغاز الطبيعي المسال سنوياً على مدى 20 عاماً من منشأة “ريو غراندي” للغاز الطبيعي المسال التي تُطوّرها شركة “نيكست ديكيد” في الولايات المتحدة.
أعلنت الشركة في وقت سابق من هذا الشهر أنها تستهدف طاقة إنتاجية من الغاز الطبيعي المسال تتراوح بين 20 و25 مليون طن سنوياً بحلول عام 2035.
ورغم محدودية قدرتها التشغيلية على تصدير الغاز الطبيعي المسال حتى الآن، إلا أن لدى “XRG” خط أنابيب بسعة إنتاجية تبلغ حوالي 6.5 مليون طن سنوياً، تتراوح بين عقود التوريد وحصص ملكية في مشاريع قيد التشغيل أو قيد التخطيط، وفقاً لحسابات بلومبرغ المستندة إلى إفصاحات الشركة. ومع طاقة إنتاجية تبلغ 7.5 مليون طن في “سانتوس”، ستمتلك “XRG” ما يصل إلى 14 مليون طن من المشاريع والإنتاج والتوريد.
كما ستمنح الصفقة أدنوك إمكانية الوصول إلى سوق رئيسية لم تستغلها بعد. وسيسمح التواجد في آسيا للشركة بدخول الأسواق عالية النمو وتنويع أعمالها بعيداً عن الولايات المتحدة، حيث تُبرم معظم الصفقات الجديدة.