انتصرت “شيفرون” على شركة “إكسون موبيل” في معركة التحكيم وأتمت صفقة استحواذها على “هيس” بقيمة 53 مليار دولار، وذلك بعد أكثر من 20 شهراً من الإعلان عن الصفقة.
تُعد هذه النتيجة انتصاراً كبيراً لـ”شيفرون”، إذ أنهت فترة من حالة عدم اليقين إزاء خططها الاستراتيجية أثرت سلباً على سهم الشركة وأثارت تساؤلات حول جودة الفحص النافي للجهالة الذي أجرته قبل موافقتها على الاستحواذ على “هيس” في أكتوبر 2023. كان الرئيس التنفيذي لـ”شيفرون” مايك ويرث قد صرح سابقاً بأنه سيتراجع عن الصفقة إذا خسرت شركته القضية.
الأفضل في قطاع الطاقة
قال ويرث في بيان: “إن هذا الاندماج بين شركتين أميركيتين عريقتين يجمع بين الأفضل في قطاع الطاقة”.
قفز سعر سهم “هيس” بنسبة وصلت إلى 8.8% في التعاملات المبكرة قبل افتتاح جلسة التداول، بينما ارتفع سعر سهم “شيفرون” 4.1%.
كان الصدام بين أكبر شركتي طاقة في أميركا الشمالية غير مسبوق في تاريخ قطاع النفط الحديث، الذي اعتادت شركاته على التعاون لتقليل المخاطر وتقاسم التكاليف. أدعت “إكسون” -التي تملك وتدير 45% من حقل “ستابروك” البحري قبالة سواحل غيانا- أن لها حق الرفض الأول بخصوص تصرف “هيس” في حصتها البالغة 30%.
اقرأ المزيد: معركة “إكسون” و”شيفرون” في غيانا قد تعيد تشكيل شركات النفط الكبرى
لكن “هيس” و”شيفرون” احتجتا بأن هذا الحق ليس في محله، لأن الصفقة تمت على شكل اندماج بين شركتين وليس كبيع أصول.
قال ويرث في نوفمبر إن حالة عدم اليقين التي أحاطت بالصفقة كانت من بين “العوامل المؤثرة فعلياً” التي أسهمت في ضعف أداء سهم “شيفرون” مقارنة بمنافسيها.
جودة أصول النفط
سيسهم استحواذ “شيفرون” على “هيس” وحصتها في غيانا في رفع جودة أصول النفط التي تملكها “شيفرون” خارج حوض بيرميان في تكساس ونيو مكسيكو، ما سيقلص الفجوة بينها وبين “إكسون”،
وفقاً لما قاله فرناندو فالي، المدير الإداري لدى شركة “هدجي ريسك مانجمنت” (Hedgeye Risk Management) .
وتابع: “إضافة غيانا كانت أمراً حاسماً لشيفرون، نظراً لضعف محفظة أصولها التي ستبني عليها مستقبلها خارج منطقة بيرميان”.
كان الطرفان قد أعربا عن ثقة بالغة في موقفيهما المتعارضين بشأن صياغة عقد غيانا، الذي تم توقيعه قبل أكثر من 15 عاماً.
أوضح الرئيس التنفيذي لشركة “إكسون” دارن وودز في ديسمبر الماضي: “نحن من كتب هذه الوثائق، ونُدرك جيداً نواياها. وهذا يمنحنا ثقة كبيرة في قوة موقفنا”.
في المقابل، واصل كل من ويرث وجون هيس تمسكهما بالرأي القانوني لفريقهما طوال فترة النزاع.
ويُعد إتمام الصفقة انتصاراً أيضاً للمضاربين في سوق التحكيم الذين راهنوا على الفارق بين سعر سهم “هيس” ومعدل تبادل الأسهم المتفق عليها مع “شيفرون”.
اقرأ أيضاً: رهانات أكبر على اقتناص “شيفرون”صفقة نفط غيانا من “إكسون”
ضخت صناديق تحوط مثل “ميلينيوم مانجمنت” (Millennium Management) و”بنتووتر كابيتال مانجمنت” (Pentwater Capital Management) و”إتش بي كيه إنفستمنت” (HBK Investments) مليارات الدولارات على أمل إتمام الصفقة، وفقاً لبيانات جمعتها “بلومبرغ”.
تبادل أسهم
تنص الصفقة على أن يتلقى مساهمو “هيس” 1.0250 سهم من “شيفرون” مقابل كل سهم واحد من “هيس”. تعتزم “شيفرون” إصدار نحو 301 مليون سهم عادي كجزء من عملية الاستحواذ.
اقرأ أيضاً: هبوط أسهم شيفرون يمحو 6.5 مليار دولار من صفقة “هيس”
من جهة أخرى، فتحت لجنة التجارة الفيدرالية الأميركية الباب أمس أمام انضمام جون هيس إلى مجلس إدارة “شيفرون”، بعدما ألغت أمراً سابقاً صدر العام الماضي منعه من ذلك واتهمه بالتنسيق مع “أوبك”.
قال متحدث باسم “شيفرون” في بيان: “يُعد السيد هيس شخصية مرموقة في القطاع، وسيستفيد مجلس إدارتنا من خبراته العالمية وعلاقاته وحنكته”.
