اخر الاخبار

شولي رين: هل ظهر البديل الصيني لمجموعة “السبعة العظماء” ؟

بدأت الرهانات على شركات التكنولوجيا الأميركية الراسخة تتعرض للاهتزاز، ولإعادة تقييمٍ من قِبل المستثمرين، وسط تفوق أداء أسهم دولية عليها هذا العام.

يبدو التباين أكثر وضوحاً عند إلقاء نظرة على شركات التكنولوجيا الكبرى في الصين. فقد ارتفعت أسهم شركات “بي واي دي” ( BYD) و”علي بابا ” القابضة و”تينسنت هولدينغز” و”شاومي” المعروفة باسم “بي ايه تي إكس” (BATX)، وهي أكبر شركات التكنولوجيا في الصين، وتعمل في مجالات تشمل تصنيع المركبات الكهربائية والتجارة الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي وألعاب الفيديو، 46% في المتوسط. وبالمقارنة، لم تحقق أسهم مجموعة السبعة العظماء أي مكاسب تُذكر منذ بداية العام.

 الصين تواصل التقدم رغم القيود الأميركية

شكّل إطلاق “ديب سيك” جرس إنذار للسياسيين الأميركيين، مؤكداً أن الصين لم تُستبعد من مسيرة الترقية التكنولوجية العالمية، رغم ضوابط التصدير الصارمة التي فرضتها واشنطن على منتجات الرقائق المرتبطة بالذكاء الاصطناعي.

وجد مديرو الأصول متنفساً في السوق، إذ يمكنهم أخيراً إخبار المستثمرين بأنه رغم أن أسهم شركات النمو (يُتوقع أن تحقق نمواً سريعاً في الإيرادات والأرباح مقارنةً بمتوسط السوق) نادراً ما تكون رخيصة، إلا أنها موجودة بالفعل.

في بداية عام 2025، كان الاستثمار في شركات التكنولوجيا الكبرى الأميركية هو التوجه السائد بين المستثمرين. لكن في الوقت نفسه، كان هناك قلق بشأن استمرارية هذا الاتجاه أو احتمال حدوث تقلبات في السوق.

قال 89% إن الأسهم الأميركية مبالغ في قيمتها، وهي أعلى نسبة منذ أبريل 2001 على الأقل، حسب أحدث مسح لمديري الصناديق أجراه “بنك أوف أميركا ميريل لينش”. أصبحت التكنولوجيا الصينية الآن تشكل بديلاً. وليس الذكاء الاصطناعي التوليدي المجال الوحيد الذي أخفقت فيه ضوابط التصدير.

على سبيل المثال، ارتفعت مبيعات شركة “هواوي تكنولوجيز”، عملاقة الاتصالات والهواتف الذكية الخاضعة للعقوبات الأميركية، بنسبة 22% العام الماضي، أسرع معدل نمو لها منذ 2016. و تتفوق على “أبل” في الصين.

 السيارات الكهربائية في الصين تعيد تعريف الفخامة

أو خذ قطاع السيارات كمثال. شركات تصنيع السيارات الكهربائية تعيد تعريف مفهوم الفخامة في عالم السيارات. تحاكي سيارة “إس يو 7” (SU7) التي تصنعها “شاومي” طراز “تايكان” من “بورشه” في القوة والكبح، لكنها تتميز بذكاء اصطناعي يساعد في ركن السيارة ويرحب بالسائق عبر تشغيل أغنيته المفضلة. رغم جميع ميزاتها الإضافية، تُباع سيارة “شاومي” بحوالي نصف سعر “تايكان”. كما أن أسهمها رخيصة أيضاً. 

على الرغم من الارتفاع في الآونة الأخيرة، يتم تداول أسهم “شاومي” ومنافستها في صناعة السيارات الكهربائية “بي واي دي” عند مضاعف ربحية مستقبلية يبلغ 45 و23 مرة على التوالي، مقابل 121 مرة لشركة “تسلا”.

زيادة المخاطر في السوق الأميركية

وفي الوقت نفسه، أصبحت السوق الأميركية مرتفعة الأسعار وغير متوازنة. وتسيطر مجموعة قليلة من شركات التكنولوجيا الكبرى على ثلث مؤشر “إس آند بي 500” (مما يخلق تركيزاً مفرطاً في السوق). 

مع النمو الهائل في الصناديق الاستثمارية السلبية (الخاملة الإدارة)، التي تميل غالباً إلى الاستثمار طويل الأجل وتفضل  بشكل غير متناسب الشركات ذات القيمة السوقية الكبيرة، أصبح خطر تركز السوق أكثر وضوحاً. نظراً لحاجتهم إلى التنويع، يسعى المستثمرون العالميون بكل تأكيد إلى إيجاد بديل لمجموعة الشركات السبع الكبرى.

حذر الصين ورغبتها في تحسين صورتها

ولكن لا ينبغي للحكومة الصينية أن تشعر بالرضا على الإطلاق. فعلى الرغم من أن مديري الصناديق مستعدون لإعادة هيكلة محافظهم وتقليل اعتمادهم على الأصول الأميركية، فليس من المضمون بأي حال من الأحوال أن يعودوا إلى الصين. قد يخصصون استثماراتهم في أوروبا بدلاً من السوق الصينية- حيث بدأت الأسهم العام بأداء قوي، ويراهن المتعاملون على وقف إطلاق النار في أوكرانيا.

في الوقت الحالي، تحاول بكين تحسين صورتها. ففي الأسبوع الماضي، التقى الرئيس شي جين بينغ مع مجموعة من عمالقة قطاع  التكنولوجيا، بينهم مؤسس “علي بابا”  الملياردير جاك ما، أبرز الشخصيات في قطاع التكنولوجيا في الصين. 

لكن، رغم شكوكي في أن مجرد ظهور إعلامي مُنظم سيكون كافياً لمحو كل المخاوف التي يشعر بها المستثمرون منذ بدء الحملة على قطاع التكنولوجيا في أواخر عام 2020، إلا أنه يمثل بداية لمحاولة إخراج الصين من فخ القيمة. (الأصول  التي يبدو أنها مقومة بأقل من قيمتها الفعلية). 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *