“شنايدر إليكتريك” تخصص حتى 25% من استثماراتها لمراكز البيانات

خصصت شركة “شنايدر إليكتريك” ما بين 15% و25% من استثماراتها لمراكز البيانات، لتلبية الطلب الكبير على الطاقة والتبريد، وسط زخم متصاعد لإنشاء العديد من هذه المراكز في الخليج العربي، بحسب وليد شتا، رئيس “شنايدر إليكتريك” في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا.
وأضاف في مقابلة مع “الشرق” أن شركته لديها العديد من مشاريع الذكاء الاصطناعي ومراكز الحوسبة السحابية بدول الخليج العربي والمنطقة، موضحاً أن السعودية والإمارات والكويت ومصر تدخل بقوة في هذا المجال، وهو ما يتطلب مراكز بيانات متخصصة تستهلك كميات “هائلة” من الطاقة تتطلب إدارة دقيقة للطاقة والتبريد.
زخم في السعودية والإمارات
تركز كل من الإمارات والسعودية على تعزيز دور مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي ضمن استراتيجياتهما لتنويع الاقتصاد، في إطار سعيهما لبناء منشآت تخزين الخوادم والشرائح المتطورة. ففي السعودية أطلقت شركة الذكاء الاصطناعي السعودية الجديدة “هيوماين”، الشهر الماضي، أعمال إنشاء أول مراكز بيانات لها في المملكة، مع خطط لتشغيلها في أوائل عام 2026.
كما تخطط شركة “خزنة” الإماراتية، المتخصصة بتطوير مراكز البيانات وتوفير خدماتها للشركات، لإطلاق مشاريع في السعودية ومصر، إلى جانب تركيا وكينيا، وفقاً لحديث سابق لرئيسها التنفيذي حسن النقبي لـ”الشرق.
شتا نوّه بأن الشركة تشارك بمشاريع مراكز بيانات بسعة 1 غيغاواط في الإمارات، ومشروع “هيوماين” في السعودية، كما تعمل مع جميع مطوري التقنية في المنطقة مثل “خزنة” الإماراتية وشركة الاتصالات السعودية (stc) وغيرهما. وأضاف أن “شنايدر إليكتريك” تقوم بالتصنيع المحلي في السعودية والإمارات لمنتجات تخدم مراكز البيانات.
وتمثل المملكة السوق الأهم لأعمال الشركة في منطقة الشرق الأوسط، تليها السوق الإماراتية، ثم أسواق أخرى على رأسها مصر وتركيا، بحسب شتا مؤكداً أن المنطقة أصبحت تشكّل رقماً كبيراً في منظومة “شنايدر إليكتريك”.
الاستثمار في الهيدروجين الأخضر
شتا أكد على أهمية الاستثمار في الهيدروجين الأخضر في منطقة تشهد طلباً هائلاً على الطاقة مدفوعاً بنمو متسارع في جميع القطاعات، ويرى أن خفض شركات لاستثماراتها في هذا النوع من الطاقة النظيفة هو بسبب أن الطلب عليها حالياً ليس كما كان متوقعاً، وبهدف توجيه جزء من استثماراتها نحو مجالات تلاقي طلباً أكبر مثل مراكز البيانات، لكنه “سيظل جزءاً مهماً من مزيج الطاقة وسيزداد الطلب عليه مستقبلاً”.
تشارك “شنايدر إليكتريك” بمشاريع تحلية المياه في دول عدة بمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، تشمل السعودية والإمارات ومصر وجنوب أفريقيا والجزائر. وساهمت المنتجات التي تقدمها الشركة في هذه المشاريع بترشيد استهلاك الكهرباء بنسبة تصل إلى 30% لإنتاج متر مكعب من المياه.
ولفت شتا إلى أن شركته، المتخصصة في إدارة وترشيد استهلاك الطاقة الكهربائية بجميع الاستخدامات، تستفيد من النمو الذي تشهده منطقة الخليج العربي بالمشاريع العقارية والصناعية والبنى التحتية، مشيراً إلى أن “أي قطاع مستهلك للكهرباء هو عميل محتمل لنا”.
تراهن الشركة على تقنية يمكن من خلالها ترشيد استهلاك الطاقة في المنازل والمباني، والتي تحوز على نحو 35% من استهلاك الطاقة في أي دولة.