شركات سعودية صغيرة تستعد لطرح أسهمها وسط تدقيق في التقييمات

تتخذ مجموعة من الشركات الصغيرة خطوات جريئة لطرح أسهمها للاكتتاب العام في سوق الأسهم السعودية التي تشهد هدوء نسبياً في الاكتتابات، لكن نجاح الطروحات سيعتمد على انضباط تسعير الأسهم مع تزايد انتقائية المستثمرين.
تسعى شركة “شري للتجارة” لتأجير السيارات لجمع 252 مليون ريال (67 مليون دولار) من خلال طرح أولي، فيما جذبت شركة “المسار الشامل للتعليم” طلبات تغطي كامل الأسهم المطروحة في إدراجها البالغة قيمته 160 مليون دولار، بينما تستعد شركة “اتحاد جروننفلدر سعدي القابضة” (سي جي إس)، المتخصصة في حلول التبريد، لجمع نحو 80 مليون دولار. وحصلت أربع شركات أخرى على الأقل، من بينها شركة “الرمز” للتطوير العقاري، على موافقات للإدراج في السوق.
اقرأ المزيد: “سي جي إس” تسعى لجمع 300 مليون ريال من طرح أولي بالسعودية
انضباط التقييمات
انضباط عملية التقييم سيكون أمراً حاسماً لموجة الطروحات الجديدة، بحسب نيشيت لاخوتيا، رئيس قسم الأبحاث في “بنك سيكو” (SICO Bank). وأضاف أنه “من المهم أن يحدد المساهمون البائعون ومديرو الطروحات أسعار الاكتتاب عند مستويات تترك مجالاً لتحقيق مكاسب للمستثمرين”.
تأتي هذه الطروحات في ظل أداء باهت في السوق، إذ يجري تداول سهمين فقط من أكبر عشرة اكتتابات سعودية هذا العام فوق سعر الطرح. كما تراجع المؤشر الرئيسي بنسبة 7%، وتراجعت آمال الانتعاش بعد أن أشارت هيئة السوق المالية إلى أن السماح للأجانب بامتلاك حصص أغلبية بالأسهم السعودية سيتخذ مزيداً من الوقت. ويتجه صندوق الاستثمارات العامة الذي يعد عادة محركاً رئيسياً لنشاط الإدراجات، إلى التمهل في طرح حصص من شركاته في السوق، بحسب ما نقلته “بلومبرغ نيوز”.
القويز: مراجعة ملكية الأجانب في الأسهم السعودية ستُحسم في 2026
يمتد الحذر أيضاً إلى الإمارات، حيث يُتداول سهم شركة المقاولات المدعومة من الدولة “أليك القابضة” دون سعر الطرح منذ إدراجه في أكتوبر، فيما أرجأت منصة الإعلانات المبوبة “دوبيزل” اكتتابها العام، وهو تأجيل نادر في سوق دبي المالي.
قد يهمك: الطروحات بالسوق الإماراتية.. اكتتابات نشطة بأسعار مرتفعة وفتور عند التداول
مع ذلك، يرى سانات ساشار، مدير المحافظ في شركة “أزيموت إنفستمنتس” (Azimut Investments)، أن المستثمرين باتوا أقل اهتماماً بالمكاسب السريعة التي تحققها الأسهم في أول يوم تداول، وأصبحوا يركزون أكثر على الأساسيات، معتبراً أن هذا التحول يمثل توجهاً صحياً على المدى الطويل ويجعل من الصعب الوصول لتقييمات باهظة.
اقرأ أيضاً: زخم طروحات الخليج مهدد بمغالاة التقييمات في 2025
اكتتابات الشرق الأوسط
تجاوز إجمالي قيمة الطروحات في البورصات الرئيسية بالشرق الأوسط 5.1 مليار دولار حتى الآن هذا العام، وسط الزخم القوي في السنوات الأخيرة، إذ مضت الحكومات في خطط الخصخصة لزيادة عمق الأسواق وجذب رؤوس الأموال لدعم التنويع الاقتصادي، وكان المستثمرون غالباً ما يحققون مكاسب قوية بعد الإدراج.
طالع المزيد: بنوك الاستثمار تعلق آمالاً على زخم طروحات المنطقة وسط اضطرابات الأسواق
لكن هذه الجاذبية انحسرت، إذ انخفضت أسهم الشركات المدرجة حديثاً في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا هذا العام، بينما سجلت المناطق الأخرى عوائد قوية، وفق لوكاس مولباور من مزود المؤشرات “آي بي أو إكس شوستر” (IPOX Schuster).
في هذه السوق التي يسودها الحذر، يتوقع مديرو الأصول العالميون اتباع نهج أكثر انضباطاً في التسعير، بحسب مولباور.
وقال حسنين مالك، رئيس أبحاث استراتيجيات الأسهم في شركة “تليمير” (Tellimer)، إن الصورة بدأت تتباين داخل المنطقة. وأضاف: “في السعودية، السؤال هو ما إذا كان أداء السوق الضعيف مقارنة بنظرائها يفسح المجال لإعادة النظر في قصة تحولها الاقتصادي، بينما في دبي يدور التساؤل حول ما إذا كان الأداء القوي للسوق يعكس بالفعل الجانب الأكبر من مكاسب اقتصاد يمتلك كل المقومات”.



