اخر الاخبار

شركات التكنولوجيا تواصل قيادة وول ستريت إلى قمم تاريخية

دفعت موجة صعود في أكبر شركات التكنولوجيا بالعالم مؤشرات الأسهم الأميركية إلى مستويات قياسية جديدة، وسط تكهنات بأن الذكاء الاصطناعي سيواصل دعم أرباح المجموعة التي قادت السوق الصاعدة.

في حين أخذت معظم أسهم مؤشر “إس آند بي 500” استراحة بعد مسار حاد من المكاسب، واصلت الشركات التكنولوجية العملاقة ارتفاعها. فقد أبرمت شركة “مايكروسوفت” اتفاقاً جديداً مع “أوبن إيه آي” يمنح عملاق البرمجيات حصة ملكية تبلغ 27% تقدر بنحو 135 مليار دولار. وبلغت القيمة السوقية لشركة “أبل” مؤقتاً 4 تريليونات دولار، بينما قلّل الرئيس التنفيذي لشركة “إنفيديا” جنسن هوانغ، من المخاوف بشأن فقاعة محتملة في الذكاء الاصطناعي.

“الخمس الكبار” على موعد مع نتائج الأرباح

من المقرر أن تعلن خمس شركات تكنولوجية كبرى، تمثل نحو ربع قيمة مؤشر الأسهم الأميركي، نتائجها يومي الأربعاء والخميس. وسيبحث المستثمرون عن مؤشرات تطمئنهم إلى أن مليارات الدولارات المخصصة للبنية التحتية الحوسبية ستستمر، وأنها ستؤتي ثمارها في المستقبل.

وقال بريت كينويل من “إيتورو”: “لقد أكدت هذه المجموعة مراراً للمستثمرين أن موضوع الذكاء الاصطناعي ما زال حياً وبخير، ومع عدد الصفقات التي أُعلنت خلال الأشهر الماضية، يبدو أن هذه السردية ستستمر طالما واصلت وول ستريت مكافأتهم على هذا النهج”.

كما ساعد على رفع المعنويات الرهان على خفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة يوم الأربعاء، كما يأمل المتداولون في وضوح أكبر بشأن موعد توقف البنك عن تقليص محفظته من الأوراق المالية. وتزايدت التوقعات بأن سياسة التشديد الكمي قد تنتهي في وقت قريب من هذا الشهر.

ترمب وشي على موعد جديد

يأتي ذلك قبل اجتماع الرئيس الأميركي دونالد ترمب مع نظيره الصيني شي جين بينغ يوم الخميس. وذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” أن الولايات المتحدة ستتراجع عن بعض الرسوم الجمركية إذا شددت بكين القيود على تصدير المواد الكيميائية المستخدمة في تصنيع الفنتانيل.

أغلق مؤشر “إس آند بي 500” عند مستوى قريب من 6900 نقطة، فيما ارتفع مؤشر “العظماء السبعة” (أبل، إنفيديا، أمازون، ألفابت، ميتا، مايكروسفت، تسلا) بنسبة 1.3%. وظل عائد سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات مستقراً عند 3.98%، بينما تراجع الدولار.

تُظهر بيانات “بلومبرغ إنتليجنس” أن مجموعة “العظماء السبعة” مرشحة لتحقيق نمو في الأرباح بنسبة 14% في الربع الثالث، أي ما يقرب من ضعف معدل النمو المتوقع لبقية أسهم “إس آند بي 500” البالغ 8%، رغم أنه سيكون الأبطأ منذ الربع الأول من عام 2023.

ومع ذلك، لدى شركات التكنولوجيا العملاقة سجل حافل في تجاوز تقديرات وول ستريت للأرباح، وهو ما يعوّل عليه كثير من المستثمرين.

وقال كلارك بيلين من “بيلوذر ويلث”: “نتوقع جولة قوية أخرى من تقارير أرباح شركات التكنولوجيا العملاقة، في ظل الطلب المستمر على تقنيات وبنية الذكاء الاصطناعي. ورغم أن الربحية في مجال الذكاء الاصطناعي ما زالت غير معروفة، إلا أن المستثمرين مستعدون حالياً لتجاهل ذلك مع احتدام السباق في هذا المجال”.

السوق في ذروة التقييمات

يرى بول ستانلي من “غرانيت باي ويلث مانجمنت” أن المستويات القياسية للأسهم تجعل المجال محدوداً أمام أي خيبة أمل في نتائج الشركات الكبرى، موضحاً: “نظراً لأن حصة كبيرة من القيمة السوقية لمؤشر إس آند بي 500 تتكون من أسماء العظماء السبعة، فإن أي نتائج مخيبة قد تؤدي إلى بيع جماعي أو إلى تقييد حركة السوق حتى يظهر محفز جديد”.

وقالت كالي كوكس من “ريثولتز ويلث مانجمنت”: “بدلاً من الحلم بمستقبل الذكاء الاصطناعي، أصبح المستثمرون أكثر تشككاً في حجم الأموال التي تنفقها هذه الشركات على مشاريع ربما تنجح أو لا. هذا يحدث مع كل ابتكار تكنولوجي، لذا يجب توقع موجات من الصعود والهبوط مع تكيّف العالم مع الواقع الجديد”.

وأشارت كوكس إلى أن أكبر خمس شركات حوسبة سحابية ستنفق 450 مليار دولار على النفقات الرأسمالية وفق التقديرات. وقالت: “هل تستطيع هذه الشركات تحمّل هذه الفاتورة الضخمة؟ بالطبع تستطيع. نحن بعيدون كل البعد عن أيام فقاعة التكنولوجيا. لكن بأي ثمن؟”.

وأوضحت أن “قطاع التكنولوجيا هو الطفل الذهبي للشركات الأميركية، يتميز بميزانيات قوية وتنافسية واسعة. غير أن ملاحقة الذكاء الاصطناعي قد تهدد هذه السمعة في وقت تحتاج فيه الشركات إلى أن تكون شبه مثالية”.

مخاوف من تجاوز الأسعار للأساسيات

أضافت كوكس أن الفجوة بين أرباح شركات التكنولوجيا وأسعار أسهمها بلغت مستويات تاريخية، “وهي ديناميكية قد تستمر لفترة، لكنها ترفع احتمالات خيبة الأمل”، على حد قولها.

وأشار استراتيجيون في “سيتي غروب” إلى أن قطاع التكنولوجيا ما زال من بين أكثر القطاعات اكتظاظاً بالاستثمارات، إذ زادت المراكز الطويلة على مؤشر “ناسداك 100” بشكل كبير مع عودة الزخم، في حين أضاف المستثمرون نحو 2.7 مليار دولار من المخاطر إلى مؤشر “إس آند بي 500” عبر تغطية مراكز البيع وفتح مراكز شراء جديدة.

احتمالات تصحيح قبل نهاية العام

قال دان وانتروبسكي من “جاني مونتغومري سكوت”إن “الأسواق عادت مجدداً إلى منطقة التشبع الشرائي. ما زلنا في حالة تأهب لاحتمال تصحيح يتراوح بين 5% و10% قبل نهاية عام 2025”. لكنه أشار أيضاً إلى أن نوفمبر يُعد تاريخياً من أفضل الأشهر للأسهم الأميركية وفق لتقويم المتداولين.

وذكر استراتيجيون في “يو بي إس” أن مستشاري التداول في السلع يحتفظون بمراكز شراء كبيرة في “ناسداك”، ولن يتحولوا إلى البيع إلا في حال هبوط المؤشر إلى ما دون 23900 نقطة، في حين كان المؤشر يتداول قليلاً فوق 26000 يوم الثلاثاء.

وقال أنتوني ساغليمبين من “أميريبرايز”: “يتزايد عدد المستثمرين الذين يشعرون بأن المكاسب القوية للأسهم خلال الأشهر الأخيرة ربما تجاوزت الأساسيات، على الأقل في المدى القريب. تمثل تقارير أرباح العظماء السبعة هذا الأسبوع فرصة للشركات لتأكيد هذا الرأي أو دحضه”.

وأضاف أن تأثير أكبر عشر شركات في مؤشر “إس آند بي 500” لم يكن بهذه القوة منذ 35 عاماً.

مراقبة الإنفاق على الذكاء الاصطناعي

قال رايان غرابنسكي من “ستراتيغاس” إن “تجارة الإنفاق الرأسمالي المدفوعة بالذكاء الاصطناعي تبقى العامل الأكثر أهمية للمراقبة. فأي اضطراب في هذا الجانب قد يؤدي إلى تراجع المؤشر الذي أصبح معتمداً بشكل متزايد على الإنفاق المستمر”.

وأشار إلى أنه رغم المخاوف بشأن التقييمات، فإن أكبر 50 شركة في مؤشر “إس آند بي 500” تتداول عند مضاعفات ربحية مستقبلية أقل من 50، مقارنة بقمم تجاوزت ذلك بكثير في ذروة فقاعة عام 2000، مضيفاً: “من الصعب القول إن السوق رخيصة أو أن هناك مجالاً لتوسع إضافي في المضاعفات، لكن الشركات اليوم أكثر ربحية وصلابة من الناحية الأساسية مما كانت عليه في مطلع الألفية”.

الرهان على تجاوز حاجز 7000 نقطة

في الأثناء، يواصل المتفائلون الرهان على تجاوز مؤشر “إس آند بي 500” حاجز 7000 نقطة بعد انقضاء فترة التقلبات الموسمية. ورغم أن هذا التفاؤل سيواجه اختباراً هذا الأسبوع، فإن العوامل الموسمية تبدو داعمة إذا نجحت السوق في تجاوزه.

تُظهر بيانات “غولدمان ساكس” أن مؤشر “ناسداك 100” حقق في المتوسط مكاسب بنسبة 8.5% خلال الفترة من 20 أكتوبر حتى نهاية العام منذ عام 1985، بينما بلغ متوسط عائد “إس آند بي 500” 4.2%.

وقال خوسيه توريس من “إنترأكتيف بروكرز”: “لدفع مؤشر إس آند بي 500 فوق مستوى 7000 هذا الأسبوع، سنحتاج إلى أخبار إيجابية من الاحتياطي الفيدرالي، وأرباح قوية وتوقعات متفائلة من العظماء السبعة، وتقدّم في العلاقات بين واشنطن وبكين”.

وأضاف: “حتى إذا تحققت نتيجتان فقط من هذه الثلاث، فقد يكون لدينا ما يكفي من الزخم للوصول إلى هذا الإنجاز قبل نوفمبر”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *