اخر الاخبار

شركات التكنولوجيا الضخمة تعود لدعم مؤشرات وول ستريت

أدى ارتفاعٌ في العديد من أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى، إلى صعود مؤشرات الأسهم الأميركية يوم الثلاثاء، على الرغم من أن المكاسب تراجعت بعد أحد أفضل أيام السوق في عام 2025، حيث قيّم المتداولون المخاطر الاقتصادية في ظل تهديد الحرب التجارية.

بعد تذبذبه طوال الجلسة، تمكن مؤشر “إس آند بي 500” من الإغلاق مرتفعاً بنسبة 0.2%. وأثر انخفاض ثقة المستهلك إلى أدنى مستوى له في أربع سنوات على معنويات وول ستريت.

يأتي ذلك على الرغم من تزايد رهانات المتداولين على تخفيضات أسعار الفائدة من قِبَل الاحتياطي الفيدرالي هذا العام. وتراجعت عوائد السندات، في وقت توقف الدولار عن تحقيق مكاسب استمرت أربعة أيام.

انخفضت أسعار النفط بعد أن أعلنت الولايات المتحدة أن روسيا وأوكرانيا اتفقتا على وقف إطلاق النار في البحر الأسود. وارتفع النحاس الأميركي إلى مستوى قياسي.

انقسام المحللين وتباين الثقة في استمرار الانتعاش

انقسم الخبراء حول ما إذا كان الانتعاش في الأسهم سيستمر أم لا. قام الاستراتيجيون في بنك “إتش إس بي سي” بقيادة ماكس كيتنر بتخفيض تصنيف الأسهم الأميركية إلى “أقل من الوزن النسبي”، مشيرين إلى مخاوف اقتصادية.

في الوقت نفسه، قال إيلان بنهامو من “جي بي مورغان تشيس”، إن الوقت قد حان للتوقف عن اتباع نهج “تلاشي الارتفاع” مع اتضاح بعض الأمور المتعلقة بالتعريفات الجمركية، مما يخفف من بعض المخاطر الرئيسية.

من جهته، اعتبر ستيف سوسنيك من “إنتر أكتيف بروكرز” أن “الثقة شيء هش”. وأضاف: “على الرغم من الأدوار المتزايدة باستمرار للخوارزميات والذكاء الاصطناعي في عملية الاستثمار، إلا أن العواطف لا تزال تلعب دوراً مهماً في سلوك السوق. لا يزال الخوف والجشع يحكمان، وصراعهما المستمر كان واضحاً في السوق والاقتصاد مؤخراً”.

أما مات مالي من شركة “ميلر تاباك” فرأى أن الارتداد من موجة البيع كان جيداً، لكن لا يزال على المستثمرين التأكد من أن الأسوأ قد مر فعلاً. وأضاف أن الانتعاش لم يكن أكثر من شيء معتاد يحدث بعد تصحيح.

تحركات السوق

ارتفع مؤشر “ناسداك 100” بنسبة 0.5%، بينما لم يتغير مؤشر “داو جونز” الصناعي كثيراً.

وتفوق مؤشر “العظماء السبعة” (أبل، ألفابت، إنفيديا، أمازون، ميتا، مايكروسوفت، تسلا) على أداء السوق، في وقت تراجعت أسهم “إنفيديا” فقط.

وانخفض سهم “كي بيه هوم” (KB Home) بعد أن خفضت الشركة توقعاتها للمبيعات. كما هناك أنباء على أن شركة “إيه تي إن تي” (AT&T Inc) تجري محادثات لشراء عمليات الألياف الضوئية للمستهلكين التابعة لشركة “لومين تكنولوجيز” (Lumen Technologies Inc).

تراجع العائد على سندات الخزانة الأميركية لأجل عشر سنوات بمقدار نقطتي أساس ليصل إلى 4.31%، كما انخفض الدولار بنسبة 0.1%.

وقال تشارلز آشيلي من “كاتاليست فاندز” (Catalyst Funds): “هناك نوع من الشلل لدى المشاركين في السوق، إذ لا يعرفون ما يجب عليهم فعله، لأنهم لا يعرفون ما هي السياسات التي سيتم تطبيقها”. وأضاف: “لم نصل بعد إلى المرحلة التي توجد فيها اختلالات تسعير كبيرة تتيح فرصاً جيدة حقاً”.

الضبابية السياسية والضغوط الاقتصادية تضعف المعنويات

كانت استطلاعات الرأي حول ثقة المستهلك قاتمة في الآونة الأخيرة، إذ تخشى الأسر من عودة التضخم بسبب تعريفات الرئيس دونالد ترمب. وقد حذرت الشركات من ارتفاع الأسعار وتراجع الطلب، بالتزامن مع توقعات الاقتصاديين التي تشير إلى خطر حدوث ركود تضخمي وارتفاع احتمالات الركود.

قال بريت كينويل من “إي تورو” (eToro): “لا تزال المعنويات تتراجع بين المستثمرين والمستهلكين والشركات، مع تأثير المخاوف الاقتصادية وعدم اليقين بشأن السياسات الاقتصادية”. وأضاف: “إلى أن يسود المزيد من الوضوح بشأن التعريفات الجمركية والجوانب الكلية، فإن المعنويات والثقة ستبقيان عرضة للخطر”.

في مجموعة “يو بي إس غروب” (UBS Group AG)، قال بهانو باويجا إن “المستهلك الأميركي الذي يظهر عليه التعب بوضوح”، سيستمر في الضغط على أسعار الأسهم. ويتوقع أن ينخفض مؤشر “إس آند بي 500” إلى ما يصل إلى 5,300 نقطة، مع خفض المحللين لتقديرات الأرباح خلال الأشهر الثلاثة إلى الأربعة القادمة. وقد أغلق المؤشر عند 5,776.65 نقطة يوم الثلاثاء.

الاستراتيجيون في “بيسبوك إنفستمنت غروب” (Bespoke Investment Group) اعتبروا أنه “خلال الأسابيع القليلة الماضية، شهدنا أدلة على أن أي حالة من التفاؤل المفرط في معنويات السوق قد تبدد”.

وأضافوا أن أحدث مثال على ذلك جاء في بيانات ثقة المستهلك يوم الثلاثاء، حيث ارتفعت نسبة من يتوقعون انخفاض أسعار الأسهم خلال العام المقبل بأكثر من 10 نقاط مئوية.

قالوا أيضاً: “لكن بعد مثل هذه الارتفاعات السابقة في المعنويات السلبية، كانت سوق الأسهم تميل إلى البدء في التعافي، وبسرعة كبيرة في معظم الحالات”.

مخاطر التصعيد التجاري وعدم اليقين

قال فؤاد رزاق زادة من “سيتي إندكس” و”فوركس دوت كوم”: “لا تزال المعنويات حذرة”. وأضاف: “هناك مخاوف من أن الانتعاش قد تجاوز الحد قليلاً. من الواضح أن بعض المستثمرين لا يزالون غير مقتنعين بأن الأسوأ قد انتهى”.

على مدار العام الماضي، قام الخبراء برفع توقعاتهم للأسهم الأميركية بشكل جماعي، بالتزامن مع ارتفاعٍ دفع مؤشر “إس آند بي 500” من مستوى قياسي إلى آخر. لكن انخفاضاً سريعاً بنسبة 10% عن أعلى مستوى سجله المؤشر في فبراير فاجأهم، مما أثار جدلاً حول الاتجاه الذي ستسلكه الأسهم في المرحلة التالية.

ارتد المؤشر القياسي في الأيام الأخيرة، بعدما أشار البيت الأبيض إلى خطط لاتخاذ نهج أكثر استهدافاً في ما يخص التعريفات القادمة الأسبوع المقبل.

ومع ذلك، تظل النتيجة النهائية غير قابلة للتنبؤ بدرجة كبيرة، إذ من المرجح أن تؤدي الرسوم الجمركية الأميركية إلى ردود فعل مماثلة من الدول المستهدفة، مما يجعل التبعات الاقتصادية شبه مستحيلة التنبؤ.

قال جوناثان كرينسكي من “بي غي آي جي” (BTIG) إن “المشكلة في هذه المرحلة هي أن المخاطر مقابل العائد أصبحت أقل جاذبية بكثير مما كانت عليه عندما كان مؤشر إس آند بي 500 عند حوالي 5,500 إلى 5,600 نقطة”. وأضاف: “لذا، لكي تكون مشترياً جريئاً عند هذا المستوى، عليك أن تؤمن بأن المؤشر سيعود ليتجاوز حاجز 6,000 نقطة. وعلى الرغم من أننا منفتحون على هذا الاحتمال، إلا أنه ليس سيناريو الأساس لدينا”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *