سيناتور أميركي يطالب الصين بوقف تدفق الفنتانيل قبل المحادثات

قال سيناتور أميركي، عقب اجتماعات مع مسؤولين صينيين كبار، إن على بكين أن تتخذ خطوات لوقف تدفق المواد الأولية المستخدمة في تصنيع “الفنتانيل” إلى الولايات المتحدة، قبل المضي قدماً في أي محادثات إضافية تتعلق بالتجارة.
صرح ستيف داينز، السيناتور الجمهوري عن ولاية مونتانا، في مقابلة هاتفية مع “بلومبرغ نيوز”، اليوم الأحد: “سيكون من الصعب إجراء أي محادثات حول الرسوم الجمركية، أو القيود غير الجمركية قبل حل مسألة المواد الأولية للفنتانيل”.
كان داينز، الذي لعب دور الوسيط للرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال حربه التجارية الأولى مع الصين في ولايته الرئاسية السابقة، قد التقى خلال زيارته إلى بكين عدداً من المسؤولين الصينيين، من بينهم رئيس الوزراء لي تشيانغ، ونائب رئيس الوزراء خه ليفنغ، ونائب وزير الخارجية ما تشاو شو. قال إن الجانب الصيني بات يدرك مطلب الولايات المتحدة بعدم الاكتفاء بإبطاء تدفق هذه المواد الأولية للفنتانيل، بل بوقف تدفقها تماماً.
أضاف: “موقف الرئيس ترمب وصل إليهم بصوت عالٍ وواضح، وقد تلقّى الصينيون الرسالة. لقد فهموها، ونأمل أن نشهد اتخاذ خطوات حاسمة لوقف تدفق هذه المواد الأولية”.
ترمب يصعّد الحرب التجارية مع الصين
منذ عودته إلى الحكم، صعّد ترمب المواجهة التجارية مع بكين، حيث فرض رسوماً جمركية جديدة بنسبة 10% على السلع الصينية في فبراير، تبعتها زيادة إضافية بنسبة 10% في مارس. ردّت الصين بفرض رسوم على عدد من المنتجات الزراعية الأميركية، وعلّقت واردات فول الصويا من ثلاث جهات أميركية.
في المقابل، يقول مسؤولون صينيون إن الولايات المتحدة لم تطرح خطوات مفصّلة لمعالجة دورها في تجارة الفنتانيل غير المشروعة، وهي القضية التي استند إليها ترمب لتبرير فرض الرسوم. غير أن فريق ترمب رفض هذا الطرح، قائلاً إنهم يتوقعون أن تنشر صحيفة “الشعب” الصينية مقالاً في صفحتها الأولى يندّد بتجارة الفنتانيل، وأن تحكم بكين بالإعدام على المهرّبين المتورطين.
أشار داينز إلى أن الخطوة التالية ستكون إجراء محادثات بين الإدارتين، مع إمكانية عقد لقاء بين الرئيسين شي جين بينغ وترمب قبل نهاية العام. أضاف: “هناك رغبة لدى الجانبين في عقد لقاء رفيع المستوى، لكن لم يتم تحديد موعد حتى الآن”.
زيارة “شي”
كان الرئيس الأميركي قد أشار مراراً إلى استعداده للقاء “شي”، قائلاً في تصريحات الأسبوع الماضي إن الزعيم الصيني “سيزور واشنطن في المستقبل القريب”، فيما ردّت بكين بقولها إنه “لا معلومات لديها” بهذا الخصوص.
خلال لقائه مع داينز يوم الأحد، قال رئيس الوزراء لي تشيانغ إن “ازدهار أي دولة وتطورها لا يتحقق من خلال فرض الرسوم الجمركية، بل عبر الانفتاح والتعاون”، بحسب ما نقلته وكالة “شينخوا” الرسمية. وكرّر “لي” أن “لا رابح في الحرب التجارية”، معرباً عن أمله بأن تتمكن الصين والولايات المتحدة من التواصل بصراحة، وبناء الثقة، وتعزيز التعاون العملي.
داينز الذي عمل سابقاً في الصين وهونغ كونغ خلال تسعينيات القرن الماضي كمدير تنفيذي لدى شركة “بروكتر آند غامبل” (Procter & Gamble Co)، كان قد شارك في لقائه مع رئيس الوزراء إلى جانب عدد من كبار التنفيذيين الأميركيين الذين يزورون بكين للمشاركة في “منتدى تنمية الصين” السنوي. وكان من بين الحاضرين: الرئيس التنفيذي لشركة “فيديكس” (.FedEx Corp) راج سوبرا مانيام، ونائب الرئيس الأول لشركة “بوينغ” بريندن نيلسون، إلى جانب مسؤولين كبار من شركات “كارغيل” (.Cargill Inc)، و”فايزر” (.Pfizer Inc)، و”كوالكوم” (.Qualcomm Inc).
بالإضافة إلى قضية الفنتانيل، قال داينز إنه أثار أيضاً مسألة رخص التصدير منتهية الصلاحية لمصدّري لحوم الأبقار في الولايات المتحدة، والتي تتطلب تجديداً.
كما أشار إلى أنه يعتزم ترتيب زيارة لوفد من أعضاء مجلس الشيوخ من الحزبين إلى الصين في وقت لاحق من العام الجاري، بعد تأكيد تعيين ديفيد بيرديو سفيراً لدى بكين.