سوق العمل الأميركية تسجل أداءً قوياً والوظائف تتجاوز التوقعات

أظهرت بيانات الوظائف الأميركية لشهر أبريل أداءً قوياً، حيث أضاف الاقتصاد 177 ألف وظيفة جديدة، فيما استقر معدل البطالة، ما يعكس أن حالة عدم اليقين المرتبطة بسياسات الرئيس دونالد ترمب التجارية لم تؤثر بعد بشكل ملموس على قرارات التوظيف لدى الشركات.
بحسب بيانات مكتب إحصاءات العمل الصادرة يوم الجمعة، ارتفعت الوظائف غير الزراعية بمقدار 177 ألف وظيفة خلال الشهر الماضي، رغم مراجعة بيانات الشهرين السابقين بالخفض. بينما استقر معدل البطالة عند 4.2% دون تغيير.
وعقب صدور التقرير، ارتفعت العقود المستقبلية للأسهم الأميركية وعوائد سندات الخزانة، في حين ظل الدولار منخفضاً.
تأثير الرسوم لم يظهر بعد
يشير التقرير إلى أن سوق العمل الأميركية لا تزال تشهد تباطؤاً تدريجياً، وهو ما يُعد مؤشراً على أن الشركات -رغم القلق المتزايد بشأن الرسوم الجمركية واضطرابات الأسواق المالية- لم تُجرِ تغييرات كبيرة في استراتيجيات التوظيف لديها. ويتوقع معظم الاقتصاديين أن يظهر التأثير الكامل للرسوم العقابية في الأشهر المقبلة.
ما الذي تحقق فعلاً من وعود ترمب الانتخابية بعد 100 يوم رئاسة؟.. اعرف أكثر
وكان مسؤولو مجلس الاحتياطي الفيدرالي قد أشاروا إلى أنهم لن يسارعوا إلى خفض أسعار الفائدة قبل أن تتضح صورة تأثير السياسات الحكومية على الاقتصاد. ومن المتوقع على نطاق واسع أن يُبقي البنك المركزي على الفائدة دون تغيير في اجتماعه المقبل يومي 6 و7 مايو، رغم الضغوط المستمرة من ترمب لتيسير السياسة النقدية.
وشهدت معظم القطاعات نمواً في الوظائف، بقيادة قطاع الرعاية الصحية. كما سجل قطاع النقل والتخزين أكبر ارتفاع له منذ ديسمبر، ما يعكس زيادة في الواردات والنشاط التجاري، حيث سارعت الشركات إلى تأمين الإمدادات قبل تطبيق الرسوم.
وفي المقابل، فقد قطاع التصنيع وظائف، مسجلاً أكبر تراجع في الإنتاج منذ عام 2020.
تقليص وظائف الحكومة الأميركية
قلّصت الحكومة الفيدرالية وظائفها للشهر الثالث على التوالي، في أطول سلسلة من التخفيضات منذ عام 2022، في إطار جهود وزارة كفاءة الحكومة بقيادة إيلون ماسك لتقليص القوى العاملة وخفض الإنفاق.
وتصدرت الحكومة الفيدرالية قائمة القطاعات التي أعلنت عن أكبر عدد من التسريحات في 2025، حيث تم الإعلان عن نحو 282 ألف وظيفة تم إلغاؤها، أرجعتها شركة الاستشارات “تشالنجر.. غراي آند كريسماس” (Challenger, Gray & Christmas) بشكل أساسي إلى إجراءات وزارة الكفاءة الحكومية.
هذه خسائر ومكاسب ماسك بعد توليه وزارة الكفاءة الحكومية 100 يوم.. التفاصيل هنا
يرى اقتصاديون أن ما لا يقل عن نصف مليون وظيفة أميركية مهددة مع توسع تأثير خفض الإنفاق ليشمل المتعاقدين والجامعات وجهات تعتمد على التمويل الحكومي.
وارتفعت نسبة المشاركة في القوى العاملة – أي حصة السكان الذين يعملون أو يبحثون عن عمل – إلى 62.6% في أبريل. كما ارتفعت نسبة المشاركة بين من تتراوح أعمارهم بين 25 و54 عاماً (ذوي القوة العاملة الأساسية) إلى أعلى مستوى لها منذ سبعة أشهر.
نمو الأجور تحت المجهر
يركز الاقتصاديون أيضاً على العلاقة بين العرض والطلب في سوق العمل وتأثيرها على نمو الأجور، خاصة مع تصاعد المخاطر التضخمية من جديد. وأظهر التقرير أن متوسط الأجور في الساعة ارتفع بنسبة 0.2% خلال أبريل، وهو ما يمثل تباطؤاً مقارنة بشهر مارس. وعلى أساس سنوي، ارتفعت الأجور بنسبة 3.8%.
لكن في المقابل، تشير بيانات أخرى إلى تدهور ملحوظ في أوضاع سوق العمل، حيث تراجعت فرص العمل في مارس إلى أدنى مستوى منذ سبتمبر، وأظهر تقرير التوظيف في القطاع الخاص أن أرباب العمل أضافوا أقل عدد من الوظائف في 9 أشهر خلال أبريل.
البنوك تستعد للأسوأ وسط احتمال ركود اقتصاد أميركا
ويتوقع اقتصاديون أن تزداد وتيرة التسريحات خلال الأشهر المقبلة مع تصاعد الغموض الاقتصادي الذي يعطّل خطط التوسع.
ومن بين الشركات التي أعلنت عن خفض كبير للوظائف، شركة “يو بي إس” (UPS) التي تعتزم تسريح 20 ألف موظف بسبب تراجع الطلب على التسوق الإلكتروني، إلى جانب “فولفو” و”كليفلاند-كليفس” (Cleveland-Cliffs)، اللتين اتخذتا خطوات مشابهة.