تسعى “سوفت بنك غروب” للحصول على قرض تصل قيمته إلى 16.5 مليار دولار لتمويل استثماراتها في الذكاء الاصطناعي داخل أميركا، بحسب ما أفاد به أشخاص مطلعون على الأمر، في خطوة من شأنها أن تشكل أكبر اقتراض لها على الإطلاق مقوّم بالدولار فقط.
وأوضح الأشخاص الذين طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم نظراً لخصوصية الأمر، أن القرض المرحلي سيبلغ أجله نحو 12 شهراً، مؤكدين أن المحادثات مع البنوك لا تزال في مراحلها الأولية وقد تتغير التفاصيل خلال الأسابيع المقبلة، فيما امتنع متحدث باسم المجموعة عن التعليق.
تسعى المجموعة ذات الاستثمارات الكثيفة في مجال التكنولوجيا إلى تأمين التمويل بينما تدرس سُبل تنفيذ مشروع بنية تحتية للذكاء الاصطناعي في أميركا بقيمة 500 مليار دولار، إلى جانب مشاريعها الطموحة في مجالي الروبوتات وأشباه الموصلات. وتتعاون المجموعة اليابانية مع “أوبن إيه آي”، و”أوراكل”، و”إم جي إكس” ومقرها أبوظبي، ضمن مشروع “ستارغيت” للذكاء الاصطناعي، وهو مشروع ضخم لإنشاء مراكز بيانات وعد به الرئيس الأميركي دونالد ترمب.
أضاف الأشخاص أن القرض المرحلي قد يساعد “سوفت بنك” في قيادة جولة تمويلية بقيمة 40 مليار دولار لصالح “أوبن إيه آي”، ما يرفع تقييم مطوّرة “تشات جي بي تي” إلى 300 مليار دولار، في ما سيكون أضخم جولة تمويلية من نوعها على الإطلاق. ويهدف مشروع “ستارغيت” إلى دعم الاستخدام الواسع لخدمات “أوبن إيه آي”.
رهان كبير على الذكاء الاصطناعي
كل هذه الاحتياجات التمويلية قد تؤدي إلى ضغوط مالية على “سوفت بنك”، وفق تحذيرات أصدرتها وكالتا تصنيف ائتماني يوم الثلاثاء.
عدلت “جابان كريديت ريتينغ إيجنسي” اليابانية نظرتها المستقبلية لتصنيف “سوفت بنك” الائتماني من “مستقرة” إلى “سلبية”، بسبب حالة عدم اليقين المرتبطة باستثمارات الذكاء الاصطناعي. أما “إس آند بي غلوبال ريتينغز” فقالت إن استثمار سوفت بنك “الضخم” في “أوبن إيه آي” سيزيد من تدهور وضعها المالي خلال الأشهر الستة إلى الاثني عشر القادمة، مضيفة أن أسلوب إدارتها المالية “مجازف”.
الرئيس التنفيذي ومؤسس “سوفت بنك”، ماسايوشي سون، اعتاد على اللجوء إلى القروض الضخمة لتمويل رهاناته الكبرى في سبيل إعادة تشكيل المجموعة وتعزيز إرثها. وتشمل الشركات المرتبطة بالمجموعة ثالث أكبر مشغل للاتصالات في اليابان “سوفت بنك كورب”، و”إل واي كورب” (LY Corp) مشغل تطبيق المراسلة الشهير “لاين”. كما تمتلك المجموعة حصة مسيطرة في شركة تصميم الرقائق البريطانية “آرم هولدينغز”، ضمن مساعيها لتصبح قوة عالمية في مجال الذكاء الاصطناعي.
وكان الرقم القياسي السابق لاقتراض “سوفت بنك” بالدولار يتمثل في قرض هامشي بقيمة 10 مليارات دولار في 2021، مدعوماً بأسهمها في “علي بابا”. وذكرت “بلومبرغ” حينها أن ما لا يقل عن 14 بنكاً شاركوا في القرض. أما في عام 2017، فحصلت الشركة على دين كبير بقيمة 2.65 تريليون ين (17.7 مليار دولار) لإعادة تمويل قروض استُخدمت في الاستحواذ على شركة الاتصالات الأميركية “سبرنت” في 2013 و”آرم” في 2016.
